القول : الكلام على الترتيب أو كل لفظ مذل به اللسان تاما كان أو ناقصا تقول : قال يقول قولا والفاعل : قائل والمفعول : مقول وقال الحرالي : القول ابداء صور التكلم نظما بمنزلة ائتلاف الصور المحسوسة جمعا فالقول مشهود القلب بواسطة الأذن كما أن المحسوس مشهود القلب بواسطة العين وغيرها . وقال الراغب : القول يستعمل على أوجه ؛ أظهرها أن يكون للمركب من الحروف المنطوق بها مفردا كان أو جملة والثاني : يقال للمتصور في النفس قبل التلفظ قول فيقال : في نفسي قول لم أظهره والثالث : الاعتقاد نحو : فلان يقول بقول الشافعي والرابع : يقال للدلالة على الشيء نحو :
" امتلأ الحوض فقال قطني والخامس : يقال للعناية الصادقة بالشيء نحو : فلان يقول بكذا والسادس : يستعمله المنطقيون فيقولون : قول الجوهر كذا وقول العرض كذا أي حدهما والسابع : في الإلهام نحو : " قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب " فإن ذلك لم يخاطب به بل كان إلهاما فسمي قولا انتهى . وقال سيبويه : واعلم أن قلت في كلام العرب إنما وقعت على أن تحكي بها ما كان كلاما لا قولا . يعني بالكلام الجمل كقولك : زيد منطلق وقام زيد ويعني بالقول الألفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها كزيد من قولك : زيد منطلق وأما تجوزهم في تسميتهم الاعتقادات والآراء قولا فلأن الاعتقاد يخفى فلا يعرف إلا بالقول أو بما يقوم مقام القول من شاهد الحال فلما كانت لا تظهر إلا بالقول سميت قولا إذ كانت سببا له وكان القول دليلا عليها كما يسمى الشيء باسم غيره إذا كان ملابسا وكان القول دليلا عليه وقد يستعمل القول في غير الإنسان قال أبو النجم :
" قالت له الطير تقدم راشدا
" إنك لا ترجع إلا حامدا وقال آخر :
قالت له العينان سمعا وطاعة ... وحدرتا كالدر لما يثقب وقال آخر :
بينما نحن مرتعون بفلج ... قالت الدلح الرواء إنيه إنيه : صوت رزمة السحاب وحنين الرعد وإذا جاز أن يسمى الرأي والاعتقاد قولا - وإن لم يكن صوتا - كان تسميتهم ما هو أصوات قولا أجدر بالجواز ألا ترى أن الطير لها هدير والحوض له غطيط والسحاب له دوي فأما قوله :
" قالت له العينان : سمعا وطاعة فإنه وإن لم يكن منهما صوت فإن الحال آذنت بأن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعا وطاعة قال ابن جني : وقد حرر هذا الموضع وأوضحه عنترة بقوله :
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ... أو كان يدري ما جواب تكلم
ج : أقوال جج جمع الجمع أقاويل وهو الذي صرح به سيبويه وهو القياس وقال قوم : هو جمع أقوولة كأضحوكة قال شيخنا : وإذا ثبت فالقياس لا يأباه . أو القول في الخير والشر والقال والقيل والقالة في الشر خاصة يقال : كثرت قالة الناس فيه وقد رد هذه التفرقة أقوام وضعفوها بورود كل من القال والقيل في الخير وناهيك بقوله تعالى : " وقيله يا رب إن هؤلاء " الآية قاله شيخنا . أو القول مصدر والقيل والقال : اسمان له الأول مقيس في الثلاثي المتعدي مطلقا والأخيران غير مقيسين . أو قال قولا وقيلا وقولة ومقالة ومقالا فيهما وكذلك قالا وأنشد ابن بري للحطيئة :
تحنن علي هداك المليك ... فإن لكل مقام مقالا ويقال : كثر القيل والقال وفي الحديث : " نهى عن قيل وقال وإضاعة المال " . قال أبو عبيد : في قيل وقال نحو وعربية وذلك أن جعل القال مصدرا ألا تراه يقول عن قيل وقال كأنه قال : عن قيل وقول يقال على هذا : قلت قولا وقيلا وقالا قال : وسمعت الكسائي يقول - في قراءة عبد الله بن مسعود - : " ذلك عيسى بن مريم قال الحق الذي فيه يمترون " فهذا من هذا . وقال الفراء : القال في معنى القول مثل العيب والعاب وقال ابن الأثير في معنى الحديث : نهى عن فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم : قيل كذا وقال فلان كذا قال : وبناؤهما على كونهما فعلين محكيين متضمنين للضمير والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خلوين من الضمير ومنه قولهم : إنما الدنيا قال وقيل . وإدخال حرف التعريف عليهما لذلك في قولهم : ما يعرف القال من القيل . فهو قائل وقال ومنه قول بعضهم لقصيدة : أنا قالها : أي قائلها وقؤول كصبور بالهمز وبالواو قال كعب بن سعد الغنوي :
وما أنا للشيء الذي ليس نافعي ... ويغضب منه صاحبي بقؤول ج : قول وقيل بالواو وبالياء كركع فيهما وأنشد الجوهري لرؤبة :
" فاليوم قد نهنهني تنهنهي
" وأول حلم ليس بالمسفه
" وقول إلا ده فلا ده وقالة عن ثعلب وقؤول مضموما بالهمز والواو هكذا في النسخ والذي في الصحاح : رجل قؤول وقوم قول مثل صبور وصبر وإن شئت سكنت الواو قال ابن بري : المعروف عند أهل العربية قؤول وقول بإسكان الواو يقولون : عوان وعون والأصل عون ولا يحرك إلا في الشعر كقوله :
" ... . تمنحه سوك الإسحل ورجل قوال وقوالة بالتشديد فيهما من قوم قوالين وتقولة وتقوالة بكسرهما : الأولى عن الفراء والثانية عن الكسائي حكى سيبويه : مقول كمنبر قال : ولا يجمع بالواو والنون ؛ لأن مؤنثه لا تدخله الهاء قال ومقوال كمحراب هو على النسب وقولة كهمزة كل ذلك : حسن القول أو كثيره لسن كما في الصحاح وهي مقول ومقوال وقوالة . والاسم القالة والقيل والقال . وقال ابن شميل : يقال للرجل : إنه لمقول : إذا كان بينا ظريف اللسان والتقولة : الكثير الكلام البليغ في حاجته وأمره ورجل تقوالة : منطيق . وهو ابن أقوال وابن قوال : فصيح جيد الكلام وفي التهذيب : تقول للرجل إذا كان ذا لسان طلق : إنه لابن قول وابن أقوال . وأقوله ما لم يقل وهو شاذ كقوله :
" صددت فأطولت الصدودوقيل إنه غير مسموع في غير أطول نقله شيخنا . كذلك قوله ما لم يقل وأقاله ما لم يقل : أي ادعاه عليه الأخيرة عن اللحياني . وقال شمر : تقول : قولني فلان حتى قلت : أي علمني وأمرني أن أقول وقيل : قولني وأقولني : أي علمني ما أقول وأنطقني وحملني على القول وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه : أنه سمع امرأة تندب عمر فقال : أما والله ما قالته ولكن قولته أي لقنته وعلمته وألقي على لسانها يعني من جانب الإلهام أي إنه حقيق بما قالت به . وقول مقول ومقؤول عن اللحياني قال : والإتمام لغة أبي الجراح . وتقول قولا : ابتدعه كذبا ومنه قوله تعالى : " ولو تقول علينا بعض الأقاويل " . وتقول فلان علي باطلا : أي قال علي ما لم أكن قلت . وكلمة مقولة كمعظمة : قيلت مرة بعد مرة . والمقول كمنبر : اللسان يقال : إن لي مقولا وما يسرني به مقول أي لسانه . أيضا : الملك بلغة أهل اليمن وجمعها المقاول أو من ملوك حمير خاصة يقول ما شاء فينفذ ما يقوله كالقيل أو هو دون الملك الأعلى كما في العباب وهو قول أبي عبيدة قال : يكون ملكا على قومه ومخلافه ومحجره أي فهو بمنزلة الوزير وأصله قيل بالتشديد كفيعل قال أبو حيان : لا ينبغي أن يدعى في قيل وشبهه التخفيف حتى يسمع من العرب مشددا كنظائره نحو ميت وهين وبين فإنها سمعت بهما ويبعد القول بالتزام تخفيف هذا خاصة مع أنه غير مقيس عند بعض النحاة مطلقا أو في اليائي وحده وإن أجاب عنه الشهاب الخفاجي بما لا يجدي وخالف أبو علي الفارسي في ذلك كله فقصره على السماع والصواب خلافه وفيه كلام طويل لابن الشجري وغيره وادعى فيه البدر الدماميني في شرح المغني أنهم تصرفوا فيه للفرق نقله شيخنا . سمي به لأنه يقول ما شاء فينفذ وهذا على أنه واوي وأصل قيل : قيول كسيد وسيود وحذفت عينه وذهب بعضهم إلى أنه يائي العين من القيالة وهي الإمارة أو من تقيله : إذا تابعه أو شابهه ج ؛ أي جمع القيل : أقوال قال سيبويه : كسروه على أفعال تشبيها بفاعل من جمعه على أقيال لم يجعل الواحد منه مشددا كما في الصحاح وقال ابن الأثير : أقيال محمول على لفظ قيل كما قيل في جمع ريح أرياح والسائغ المقيس أرواح وفي التهذيب : هم الأقوال والأقيال الواحد قيل فمن قال : أقيال بناه على لفظ قيل ومن قال : أقوال بناه على الأصل وأصله من ذوات الواو . جمع المقول مقاول وأنشد الجوهري للبيد :
لها غلل من رازقي وكرسف ... بأيمان عجم ينصفون المقاولا أي يخدمون الملوك ومقاولة دخلت الهاء فيه على حد دخولها في القشاعمة . واقتال عليهم : احتكم وأنشد ابن بري للغطمش من بني شقرة :
فبالخير لا بالشر فارج مودتي ... وإني امرؤ يقتال مني الترهب قال أبو عبيد : سمعت الهيثم بن عدي يقول : سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يقول في رقية النملة : العروس تحتفل وتقتال وتكتحل وكل شيء تفتعل غير أن لا تعصي الرجل . قال : تقتال : تحتكم على زوجها وأنشد الجوهري لكعب بن سعد الغنوي :
ومنزلة في دار صدق وغبطة ... وما اقتال من حكم علي طبيب وأنشد ابن بري للأعشى :
ولمثل الذي جمعت لريب الد ... هر تأبى حكومة المقتالاقتال الشيء : اختاره هكذا في النسخ وفي الأساس واللسان : واقتال قولا : اجتره إلى نفسه من خير أو شر . وقال به : أي غلب به ومنه حديث الدعاء : " سبحان من تعطف بالعز والرواية : تعطف العز وقال به " قال الصاغاني : وهذا من المجاز الحكمي كقولهم : نهاره صائم والمراد وصف الرجل بالصوم ووصف الله بالعز أي غلب به كل عزيز وملك عليه أمره وقال ابن الأثير : تعطف العز : أي اشتمل به فغلب بالعز كل عزيز وقيل : معنى قال به : أي أحبه واختصه لنفسه كما يقال : فلان يقول بفلان : أي بمحبته واختصاصه . وقيل : معناه حكم به فإن القول يستعمل في معنى الحكم وفي الروض للسهيلي في تسبيحه صلى الله تعالى عليه وسلم : " الذي لبس العز وقال به " أي ملك به وقهر وكذا فسره الهروي في الغريبين . قال ابن الأعرابي : العرب تقول : قال القوم بفلان : أي قتلوه وقلنا به : أي قتلناه وهو مجاز وأنشد لزنباع المرادي :
" نحن ضربناه على نطابه
" قلنا به قلنا به قلنا به
" نحن أرحنا الناس من عذابه
" فليأتنا الدهر بما أتى به وقال ابن الأنباري اللغوي : قال يجيء بمعنى تكلم وضرب وغلب ومات ومال واستراح وأقبل وهكذا نقله أيضا ابن الأثير وكل ذلك على الاتساع والمجاز ففي الأساس : قال بيده : أهوى بها وقال برأسه : أشار وقال الحائط فسقط : أي مال . ويعبر بها عن التهيؤ للأفعال والاستعداد لها يقال : قال فأكل وقال فضرب وقال فتكلم ونحوه كقال بيده : أخذ وبرجله : مشى أو ضرب وبرأسه : أشار وبالماء على يده : صبه وبثوبه : رفعه وتقدم قول الشاعر :
" وقالت له العينان سمعا وطاعة أي أومأت وروى في حديث السهو : " ما يقول ذو اليدين ؟ قالوا صدق " روي أنهم أومئوا برؤوسهم : أي نعم ولم يتكلموا . قال بعضهم في تأويل الحديث : " نهى عن قيل وقال " القال : الابتداء والقيل بالكسر : الجواب ونظير ذلك قولهم : أعييتني من شب إلى دب ومن شب إلى دب قال ابن الأثير : وهذا إنما يصح إذا كانت الرواية : قيل وقال على أنهما فعلان فيكون النهي عن القول بما لا يصح ولا تعلم حقيقته وهو كحديثه الآخر : " بئس مطية الرجل زعموا " وأما من حكى ما يصح وتعرف حقيقته وأسنده إلى ثقة صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذم . والقولية : الغوغاء وقتلة الأنبياء هكذا تسميه اليهود ومنه حديث جريج : فأسرعت القولية إلى صومعته . وقول بالضم : لغة في قيل بالكسر نقله الفراء عن بني أسد وأنشد :
" وابتدأت غضبى وأم الرحال
" وقول لا أهل له ولا مال ويقال : قيل على بناء فعل غلبت الكسرة فقلبت الواو ياء . العرب تجري تقول وحدها في الاستفهام كتظن في العمل قال هدبة بن خشرم :
" متى تقول الذبل الرواسما
" والجلة الناجية العياهما إذا هبطن مستجيرا قاتما
" ورفع الهادي لها الهماهما
" أرجفن بالسوالف الجماجما
" يبلغن أم خازم وخازما وقال الأحول : حازم وحازما بالحاء المهملة قال الصاغاني : ورواية النحويين :
" متى تقول القلص الرواسما
" يدنين أم قاسم وقاسما وهو تحريف فنصب الذبل كما ينتصب بالظن . قلت : وأنشده الجوهري كما رواه النحويون وأنشد أيضا لعمرو بن معد يكرب :
علام تقول الرمح يثقل عاتقي ... إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت وقال عمر بن أبي ربيعة :
أما الرحيل فدون بعد غد ... فمتى تقول الدار تجمعناقال : وبنو سليم يجرون متصرف قلت في غير الاستفهام أيضا مجرى الظن فيعدونه إلى مفعولين فعلى مذهبهم يجوز فتح أن بعد القول . والقال : القلة مقلوب مغير أو خشبتها التي تضرب بها نقله الجوهري عن الأصمعي وأنشد :
كأن نزو فراخ الهام بينهم ... نزو القلات قلاها قال قالينا قال ابن بري : هذا البيت يروى لابن مقبل قال : ولم أجده في شعره . ج : قيلان كخال وخيلان قال :
" وأنا في ضراب قيلان القله وقولة بالضم : لقب ابن خرشيد بضم الخاء وتشديد الراء المفتوحة وكسر الشين وأصله خورشيد بالتخفيف فارسية بمعنى الشمس وهو شيخ أبي القاسم القشيري صاحب الرسالة . ومما يستدرك عليه : القالة : القول الفاشي في الناس خيرا كان أو شرا . والقالة : القائلة . وابن القوالة : عبد الباقي بن محمد بن أبي العز الصوفي سمع أبا الحسين ابن الطيوري مات سنة 573 . وقاولته في أمري : وتقاولنا : أي تفاوضنا . واقتاله : قاله وأنشد الجوهري للبيد :
فإن الله نافلة تقاه ... ولا يقتالها إلا السعيد أي لا يقولها . وقال ابن بري : اقتال بالبعير بعيرا وبالثوب ثوبا : أي استبدله به . ويقال : اقتال باللون لونا آخر : إذا تغير من سفر أو كبر قال الراجز :
" فاقتلت بالجدة لونا أطحلا
" وكان هداب الشباب أجملا وقال عنه : أخبر . وقال له : خاطب . وقال عليه : افترى . وقال فيه : اجتهد . وقال كذا : ذكره . ويقال عليه : يحمل ويطلق . ومن الشواذ في القراءات : " فاقتالوا أنفسكم " كذا في المحتسب لابن جني وقرأ الحسن : " قول الحق الذي فيه تمترون " بالضم
القل بالضم والقلة بالكسر : ضد الكثرة والكثر وفيه لف ونشر غير مرتب قال شيخنا : وأجاز البرهان الحلبي في شرح الشفاء الكسر في القل والكثر ونقله الشهاب في إعجاز القرآن . قلت : ونقله ابن سيده أيضا ومنه قولهم : الحمد لله على القل والكثر بالوجهين وفي الحديث : " الربا وإن كثر فهو إلى قل " أي إلى قلة وأنشد أبو عبيد للبيد :
كل بني حرة مصيرهم ... قل وإن أكثرت من العدد وأنشد الأصمعي لخالد بن علقمة الدارمي :
قد يقصر القل الفتى دون همه ... وقد كان لولا القل طلاع أنجد
وقد قل يقل قلة وقلا فهو قليل كأمير وغراب وسحاب الأخيرة عن ابن جني . وأقله : جعله قليلا كقلله . وقيل : أقل الشيء : صادفه قليلا . أيضا : أتى بقليل وكذلك قلله . والقل بالضم : القليل قال شيخنا : حكى فيه الفتح القاضي زكريا في حواشي البيضاوي أثناء " يضل به كثيرا " . ويقال : ما له قل ولا كثر . والقل من الشيء : أقله . والقليل من الرجال كأمير : القصير الجثة النحيف الدقيق وهي بهاء كذلك ونسوة قلائل وقوم قليلون وأقلاء وقلل بضمتين كسرير وسرر وقللون جمع السلامة ومنه قوله تعالى : " لشرذمة قليلون " وقال تعالى : " واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم " يكون ذلك في قلة العدد أيضا في دقة الجثة والنحافة . والإقلال : الافتقار وقلة الجدة . وقد أقل : صار مقلا أي فقيرا بعد الإكثار . ورجل مقل وأقل : فقير وفيه بقية وضده المثري ومنه قولهم : هذا جهد المقل . وقاللت له الماء : إذا خفت العطش فأردت أن يستقل ماؤك وفي نسخة : أن تستقل ماءك . يقال : هو قل بن قل بضمهما وكذا ضل بن ضل أيضا : إذا كان لا يعرف هو ولا أبوه قال سيبويه : يقال : قل رجل يقول ذلك إلا زيد بالضم أي بضم القاف وأقل رجل يقول ذلك إلا زيد معناهما : ما رجل يقوله إلا هو فالقلة فيه بمعنى النفي المحض وقال ابن جني : لما ضارع المبتدأ حرف النفي بقوا المبتدأ بلا خبر . يقال : رجل قل بالضم : أي فرد لا أحد له . وقدم علينا قلل من الناس بضمتين : أي ناس متفرقون من قبائل شتى أو غير شتى فإذا اجتمعوا جمعا فهم قلل كصرد نقله ابن سيده . والقلة بالكسر : الرعدة مطلقا أو من غضب وطمع ونحوه تأخذ الإنسان كالقل كما سيأتي وهو مجاز . قال الفراء : القلة بالفتح : النهضة من علة أو فقر . القلة بالضم : أعلى الرأس والسنام والج بل وعممه بعضهم فقال : قلة كل شيء : رأسه وأعلاه وأنشد سيبويه في القلة بمعنى رأس الإنسان :
" عجائب تبدي الشيب في قلة الطفل والجمع قلل قال ذو الرمة يصف فراخ النعامة ويشبه رؤوسها بالبنادق :
أشداقها كصدوع النبع في قلل ... مثل الدحاريج لم ينبت لها زغب القلة أيضا : الجماعة منا إذا اجتمعوا جمعا والجمع كالجمع . القلة : الحب العظيم أو الجرة العظيمة أو الجرة عامة أو الجرة الكبيرة من الفخار وقيل : هو الكوز الصغير وهذا هو المعروف الآن بمصر ونواحيها فهو ضد ج : قلل وقلال كصرد وجبال قال جميل بن معمر :
فظللنا بنعمة واتكأنا ... وشربنا الحلال من قلله وقال حسان رضي الله تعالى عنه :
وأقفر من حضاره ورد أهله ... وقد كان يسقى من قلال وحنتموفي الحديث : " إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا " قال أبو عبيد : يعني هذه الحباب العظام وهي معروفة بالحجاز وقد تكون بالشام . وفي صفة سدرة المنتهى : " ونبقها كقلال هجر " وهجر : قرية قرب المدينة وليست هجر البحرين وكانت تعمل بها القلال وروى شمر عن ابن جريج : أخبرني من رأى قلال هجر : تسع القلة منها الفرق قال عبد الرزاق : الفرق : أربعة أصوع بصاع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وروى عن عيسى بن يونس قال : القلة يؤتى بها من ناحية اليمن تسع فيها خمس جرار أو ستا قال أحمد بن حنبل : قدر كل قلة قربتان وقال إسحاق : القلة - نحو أربعين دلوا - أكثر ما قيل في القلتين وقال الأزهري : وقلال هجر والأحساء ونواحيها معروفة تأخذ القلة منها مزادة كبيرة من الماء وتملأ الراوية قلتين وكانوا يسمونها الخروس قال : وأراها سميت قلالا لأنها تقل أي ترفع إذا ملئت وتحمل . القلة من السيف : قبيعته ومنه سيف مقلل : إذا كانت له قبيعة . واستقله : حمله ورفعه كقله وأقله الثانية عن ابن الأعرابي وفي الصحاح : أقل الجرة : أطاق حملها وفي العباب : قوله تعالى : " أقلت سحابا ثقالا " أي حملت الريح سحابا ثقالا بالماء . من المجاز : استقل الطائر في طيرانه : أي نهض للطيران وارتفع في الهواء . من المجاز : استقل النبات : إذا أناف . من المجاز : استقل القوم : ذهبوا واحتملوا سائرين وارتحلوا وكذا : استقلوا عن ديارهم واستقلت خيامهم واستقلوا في مسيرهم . استقل الشيء : عده قليلا أو رآه كذلك كتقاله ومنه الحديث : " فلما أخبروا كأنهم تقالوها " . من المجاز : استقل الرجل : أي غضب وفي الأساس استقل فلان غضبا : إذا شخص من محله لفرط غضبه . والقل بالكسر : النواة التي تنبت منفردة ضعيفة نقله الصاغاني . القل : شبه الرعدة كما في الصحاح أو إذا كانت غضبا أو طمعا ونحوه يأخذ الإنسان كالقلة وقد تقدم ذكرها ج : كعنب . والقلال ككتاب : الخشب المنصوبة للتعريش حكاه أبو حنيفة وأنشد :
من خمر عانة ساقطا أفنانها ... رفع النبيط كرومها بقلال أراد بالقلال أعمدة ترفع بها الكروم من الأرض ويروى بظلال . وقد أقلته الرعدة واستقلته واستقل أيضا كما في الصحاح قال الشاعر :
وأدنيتني حتى إذا ما جعلتني ... على الخصر أو أدنى استقلك راجفوأخذ بقليلته وقليلاه مشددتين مكسورتين وإقليلاه مكسورة : أي بجملته . يقال : ارتحلوا بقليتهم : أي بجماعتهم لم يدعوا وراءهم شيئا . يقال : أكل الضب بقليته : أي بعظامه وجلده عن ابن سيده . والقلقال : المسفار عن أبي عبيد : أي الكثير السفر وهو مجاز وقد قلقل في الأرض قلقلة وقلقالا عن اللحياني . القلقل كهدهد : الخفيف في السفر وذكره المصنف ثانيا فيما بعد وقال أبو الهيثم : رجل قلقل بلبل : إذا كان خفيفا ظريفا والجمع قلاقل وبلابل . القلقل كزبرج : نبت له حب أسود وفي نسخة شيخنا حب سود وخطأ المصنف حسن الشم محرك للباءة جدا لا سيما مدقوقا بسمسم معجونا بعسل وقال داود الحكيم : يقرب شجره من الرمان عوده أحمر وفروعه تمتد كثيرا ويحمل حبا مستديرا في حجم الفلفل وأكبر يسيرا ويقال : : إنه حب السمنة يسمن ويهيج الباءة كيف استعمل وأجوده ما استعمل محمصا انتهى قال الراجز :
" أنعت أعيارا بأعلى قنه
" أكلن حب قلقل فهنه لهن من حب السفاد رنه وقال أبو حنيفة : هو نبت ينبت في الجلد وغلظ السهل ولا يكاد ينبت في الجبال وله سنف أفيطح ينبت في حبات كأنهن العدس فإذا يبس فانتفخ وهبت له الريح سمعت تقلقله كأنه جرس وله ورق أغبر أطلس كأنه ورق القصب ويقال له : القلقلان والقلاقل بضمهما هذا قول أبي حنيفة فإنه قال : كل ذلك نبت واحد وذكر عن الأعراب القدم أنه شجر أخضر ينهض على ساق ومنابته الآكام دون الرياض وله حب كحب اللوبياء طيب يؤكل والسائمة حريصة عليه وأنشد :
" كأن صوت حليها إذا انجفل
" هز رياح قلقلانا قد ذبل وقال الليث : القلقل : شجر له حب عظام ويؤكل وأنشد :
" أبعارها بالصيف حب القلقل . وقال ذو الرمة :
وساقت حصاد القلقلان كأنما ... هو الخشل أعراف الرياح الزعازع أو هما نبتان آخران فقال بعضهم : القلاقل : بقلة برية يشبه حبها حب السمسم ولها أكمام كأكمامها قال الراجز :
" بالصمد ذي القلاقل وعرق هذا الشجر هو المغاث ومنه المثل : دقك بالمنحاز حب القلقل . والعامة تقوله بالفاء وهو غلط وفي الصحاح : قال الأصمعي : هو تصحيف إنما هو بالقاف وهو أصلب ما يكون من الحبوب حكاه أبو عبيد قال ابن بري : الذي رواه سيبويه : حب الفلفل بالفاء قال : وكذا رواه علي بن حمزة وأنشد :
" وقد أراني في الزمان الأول
" أدق في جار استها بمعول
" دقك بالمنحاز حب الفلفلوالقلقلاني بالضم : طائر كالفاختة نقله الجوهري . وقلقل قلقلة : صوت وهو حكاية . قلقل الشيء قلقلة وقلقالا بالكسر ويفتح عن كراع وهي نادرة أي حركه أو بالفتح الاسم وبالكسر المصدر كالزلزال والزلزال . قال اللحياني : قلقل في الأرض قلقلة وقلقالا : ضرب فيها فهو قلقال وقد تقدم . والقلقل والقلاقل بضمهما : الرجل الخفيف في السفر المعوان السريع التقلقل أي التحرك والاضطراب في الحاجة . وحروف القلقلة : جطدقب قال سيبويه : وإنما سميت بذلك للصوت الذي يحث عنا عند الوقف لأنك لا تستطيع أن تقف عنده إلا معه لشدة ضغط الحرف ووجد في بعض النسخ : قجط دب وفي أخرى : قطب جد وكل ذلك صحيح . والقلية بالكسر وشد اللام : شبه الصومعة ومنه كتاب عمر رضي الله تعالى عنه لنصارى الشام لما صالحهم : أن لا يحدثوا كنيسة ولا قلية . والقل : الحائط القصير . وبهاء : النهضة من علة أو فقر وهذا قد تقدم للمصنف وهو قول الفراء . والقلى كربى : الجارية القصيرة . وتقالت الشمس : ترحلت وفي الحديث : " حتى تقالت الشمس " أي استقلت في السماء وارتفعت وتعالت . ولقل ما جئتك بضم القاف : لغة في الفتح نقله الفراء قال بعض النحويين : قل من قولك قلما فعل لا فاعل له لأن ما أزالته عن حكمه في تقاضيه الفاعل وأصارته إلى حكم الحرف المتقاضي للفعل لا الاسم نحو لولا وهلا جميعا وذلك في التحضيض وإن في الشرط وحرف الاستفهام ولذلك سيبويه في قول الشاعر :
صددت فأطولت الصدود وقلما ... وصال على طول الصدود يدوم إلى أن وصال يرتفع بفعل مضمر يدل عليه يدوم حتى كأنه قال : وقلما يدوم وصال فلما أضمر يدوم فسره فيما بعد بقوله : يدوم فجرى ذلك في ارتفاعه بالفعل المضمر لا بالابتداء مجرى قولك : أوصال يدوم أو هلا وصال يدوم . قال أبو زيد : قاللت له : إذا قللت عطاءه . يقال : سيف مقلل كمعظم : له قبيعة قال عمرو بن هميل الهذلي :
وكنا إذا ما الحرب ضرس نابها ... نقومها بالمشرفي المقلل ومما يستدرك عليه : تقلل الشيء : رآه قليلا . وفي الحديث : أنه كان يقل اللغو : أي لا يلغو أصلا فالقلة للنفي المحض . وقولهم لم يترك قليلا ولا كثيرا قال أبو عبيدة : يبدؤون بالأدون كقولهم القمران والعمران وربيعة ومضر وسليم وعامر كما في الصحاح . والقل من الرجال : الخسيس الدنيء وقوم أقلة : خساس وهو مجاز وأنشد ابن بري للأعشى :
فأرضوه أن أعطوه مني ظلامة ... وما كنت قلا قبل ذلك أزيبا وقلله في عينه : أراه قليلا ومنه قوله تعالى : " ويقللكم في أعينهم " ويقال : فعل ذلك من بين أثرى وأقل : أي من بين الناس كلهم . وقلالة الجبل بالكسر : كقلته قال ابن أحمر :
ما أم غفر في القلالة لم ... يمسس حشاها قبله غفر