كَنَبَ الرجلُ يَكْنُبُ كُنُوباً ظاهرُهُ أَنَّهُ من حدِّ : نَصَرَ على مقتضَى قاعدته وضبَطَه الصَّاغانيُّ من حدِّ : فَرِحَ : غَلُظَ نقله الصَّاغانيُّ أَيضاً . كَنَبَ كُنُوباً من حَدِّ : نَصَرَ اسْتَغْنى نقله الصَّاغانيُّ . والكَنَبُ مُحَرَّكَةً : غِلَظٌ يَعْلُو الرِّجْلَ والخُفَّ والحَافِرَ واليَدِ أَو هو خاصٌّ بِها أَي باليَدِ إِذا غَلُظَتْ من العَملِ . وقَدْ كَنِبَتْ يَدُهُ كَفَرِحَ وأَكْنَبَتْ فهي مُكْنِبَةٌ قاله ابْنُ دُرَيْد . وفي الصَّحِاح : أَكْنَبَتْ وأَنشد أَحمدُ بْنُ يَحْيَى :
قَدْ أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لَين ... وبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ وقال العَجّاج :
" وقد أَكْنَبَتْ نُسُورُهُ وأَكْنَبَا أَي : غَلُظَتْ وعَسَتْ . وفي حديثِ سَعْدٍ " رآهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ وقد أَكنَبَتْ يَداهُ فقال له : أَكْنَبَتْ . فقال أُعالِجُ بالمَرِّ والمِسْحَاةِ . فَأَخَذَ بيَدهِ وقال : هذه لا تَمَسُّهَا النّارُ أَبَداً " . أَكنبَتِ اليَدُ : إِذا ثَخُنَت وغَلُظَ جِلْدُها وتَعْجَّرَ مِن مُعاناةِ الأَشياءِ الشّاقَّة . والكَنَبُ في اليَدِ مثلُ المَجَلِ إِذا صَلُبَ من العَمَلِ كما في الصَّحِاح . وحافِرٌ مُكْنِب كمُحْسِن : غَليظٌ خُفٌّ مُكْنَبٌ بفتح النُّون كمِكْنَبٍ مثل مِنْبَرٍ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنشدَ :
" بِكُلِّ مَرْثُومِ النَّوَاحِي مُكْنَبِ وأَكْنَبَ عَلَيْهِ بَطْنُهُ : إِذا اشتَدَّ أَكنَبَ عليه لِسَانُه : أَحْتَبَسَ وكَنَبَهُ في جِرَابِهِ يَكْنِبُهُ كَنْباً : كَنَزَهُ فيه نقله الصَّاغانيُّ . والكانِبُ : المُمْتَلِئُ شِبَعاً قال دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ :
وأَنْتَ امْرُؤٌ جَعْدُ القَفَا مُتَعَكِّشٌ ... من الأَقِطِ الحَوْلِيّ شَعْبَانُ كانِبُ وقال أَبو زيد : كانِبٌ : كانِزٌ . والكَنِبُ ككَتِفٍ : قال أَبو حنيفَةَ : شَبِيهٌ بقَتادِنَا هذا الّذي يَنْبُتُ عندَنَا وقد يُخْصَفُ عندَنا بِلِحَائِهِ ويُفْتَلُ منه شُرُطٌ باقيةٌ على النَّدَى . وقال مَرَّةً : سأَلْتُ بعضَ الأَعْرَابِ عن الكَنِبِ فَأَرَانِي شِرْسَةً متفرّقةً من نَبَات الشَّوْك بيضاءَ العِيدانِ كثيرَةَ الشَّوْكِ لها في أَطرافها بَراعِيمُ قد بدت من كُلّ بُرْعُومَةٍ شَوْكَاتٌ ثلاثٌ . والكَنِبُ : نَبْتٌ قال الطِّرِمّاحُ :
مُعَالِياتٌ على الأَرْيافُ مَسْكَنُها ... أَطْرَفُ نَجْدٍ بأَرْضِ الطَّلْحِ والكَنِبِ وعن اللَّيْث : الكَنِبُ : شَجَرٌ قال :
" في حَصِدٍ من الكَرَاثِ والكَنِبْ
الكَنِيبُ على فَعِيل : اليابِسُ وفي نسخة : اليَبِسُ من الشَّجَر أَو هو ما تَحَطَّمَ منه وتَكَسَّرَ شَوْكُه . كُنَيْبٌ مصغَّراً كزُبَيْرٍ : ع قال النّابغةُ :
زَيْدُ بْنُ بَدْرٍ حاضرٌ بعُراعرٍ ... وعَلَى كُنَيْبٍ مالِكُ بْنُ حِمَارِ كُنُبٌ بضمتين كجُنُب : د بما وَراءَ النَّهْرِ لَقَبُها في كتب الأَعاجِم أُشْرَوْسَنَه بضم الهمزة وسكون الشّين وفتح الراءِ وسيُذْكر في محلّه . والمُكْنَئبُّ كمُكْفَهِرٍّ : الغَلِيظُ الشَّدِيدُ العاسِي القَصِيرُ . نقله الصَّاغانيُّ . والكِنَابُ بالكَسر : الشِّمْرَاخُ والعاسِي
كنبت أَهمله المصنّف كالجوهريّ والصاغانيّ وغيرهما وذكره ابنُ مَنْظُور عن ابن دُرَيْد : رَجُلٌ كُنْبُتٌ وكُنَابِتٌ : مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ . قالَ : وَتَكَنْبَتَ الرَّجلُ إِذا تَقَبَّضَ . ورجُلٌ كُنْبُتٌ وهو الصُّلْبُ الشَّديدُ . قلت : ويجوز أَنْ تكونَ النونُ زائدةً فمَحلُّه ك ب ت ثم رأَيت في التكملةِ هذه المادةَ بعينها ذكرَها في كنبث بالمثلثة فالصَّواب هذا وسيأْتي بيانه في محلّه وأَمّا قوله : ورَجُلٌ كُنْبُتٌ وهو الصُّلْبُ الشّديد فهو الكُنْثُبُ بالمثلثة بين النون والباءِ وقد تَقَدَّم . وكنبايت : مدينة عظيمة بالسّواحلِ الهِنْديّة
النّاب مُذَكَّرٌ : من الأَسْنَان . قال ابْن سِيدَهْ : النّاب : السِّنُّ الّذِي خَلْفَ الرَّبَاعِيّة مُؤنَّثٌ لا غَيْر كما في المحكم . ولا فَرْقَ بينَ أَنْ يَكونَ لفظُها مُؤنَّثاً أَي يُسْتَعْمَل استعْمَالَ الأَلفاظِ المؤنَّثة العارِيَةِ عن الهاءِ كنظائرِها أَو خاصَّة بالإِناث من النٌّوقِ لاتُطْلق على الجَمل كما سيأْتي . قال ابْنُ سِيده قال سِيبوَيْهِ : أَمالوا ناباً في حَدِّ الرَّفْعِ تشْبِيهاً له بأَلِفِ رمَى لأَنّها مُنقلبة عن ياءٍ وهو نادرٌ ؛ يعنى أَنَّ الأّلِفَ المنقلبةَ عن الياءِ والواو إِنّما تُمَال إِذا كانت لاماً وذلك في الأَفعال خاصَّةً . وما جاءَ من هذا في الاسم نادر : وأّشدُّ منه ما كانت أَلِفُه منقلِبَةً عن ياءٍ عَيناً وج أَنْيُبٌ عن اللِّحْيَانيّ وأَنْيَابٌ ونُيُوب بالضَّمّ وهو شاذٌّ واردٌ على غير قياس لأَنّ فَعَلاً محَرّكةً لايُجْمَع على فُعول . قال شيخنَا : وَبقِيَ عليه نِيُوب بالكسر لأَنّه لغَةٌ في كلِّ جَمْع على فُعُول يائِيّ العينِ كبِيُوتٍ وعِيُوب وأَنَايِيتُ عندَ سِيبَوَيُهِ جج أَي جمْعُ الجمعِ وقد سقطت هذه العلامة من نسخة شيخنا فاعترضَ عليه . النّابُ : النّاقَةُ المسِنَّةُ سَمَّوْها بذلك حين طالَ نابُها وعَظُمَ مَؤنَّثة أَيضاً وهو ممّا سُمِّيَ فيه الكُلُّ باسم الجزءِ . وتصغيرُ النّاب من الإِبِل : نُيَيْبٌ بغير هاءٍ وعلى هذا نحو قولهم للمرأة : ما أَنتِ إِلاّ بُطَيْنٌ . كالنُّيُّوبِ كَتَنُّورٍ كذا في نسختنا ومثلهُ في نسخة شيخِنا . قال : وهو من غرائبه الّتي أَغفلها الجَمّاءُ الغَفِيرُ . وفي نسخةٍ أُخْرَى : كالنَّيُوبِ بالفتح وهو الصَّواب . وجَمْعهُما معاً أَنْيَابٌ ونُيُوبٌ بالضم ونِيبٌ بالكسر . فذهبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَنّ نِيباً جمُع نابِ وقال : بَنَوْها على فُعْلٍ كما بَنَوا الدّارَ على فُعْل كراهِيَةَ نُيُوبٍ ؛ لأَنّها ضمَّة في ياءٍ وقبلَهَا ضّمَّة وبعدها واوٌ فكَرِهُوا ذلك . وقالوا فيها أَيضاً : أَنيابٌ كَقَدمٍ وأَقْدامٍ ؛ هذا قولهُ . قال ابْن سيدهْ : والذِي عندي أَن أَنْياباً جمعُ نابٍ على ما فَعلْت في هذا النحْو كقَدَمٍ وأَقدام ؛ وأَنَّ نِيباً جمع نَيُوبٍ كما حَكَى هو عن يُونُسَ أَنَّ من العرب مَن يقول صِيدٌ وبِيضٌ في جمع صَيُودٍ وبَيُوضٍ على من قال رُسْلٌ وهي التَّمِيميّة . ويُقَوِّي مَذهبَ سِيبَوَيْهِ أَنّ نِيباً لو كانت جمعَ نَيُوب لكانت خليقَةً بِنُيُبٍ كما قالوا في صَيُود صُيُدٌ وفي بَيُوضٍ بُيُضٌ ؛ لأَنهم لا يَكرهون في الياءِ من هذا الضَّرب كما يكرهون في الواو لِخفّتها وثِقَلِ الواو فأَنْ لم يَقولوا نُيُبٌ دَليلٌ على أَنّ نِيباً جمع نابٍ كما ذهب إِليه سِيبَوَيْهِ وكلا المذهَبَيْن قَيَاسٌ إِذا صَحَّت نَيُوبٌ وإِلاّ فَنِيبٌ جمعُ نابٍ كما ذهب إِليه سيبويه قياساً على دُورٍ . كذا في لسان العرب . وفي الحديث : " لَهُمْ مِنَ الصَّدَقَةِ الثِّلْبُ والنَّابُ " . وفي الحديث أَنّهُ قال لقَيْسِ ابْنِ عاصِمٍ : " كَيْفَ أَنْتَ عندَ القِرَى ؟ قال : أُلْصِقُ بالنّابِ الفانيَةِ " . والجَمْع النّيبُ . وفي المَثَل : " لا أَفعَل ذلِكَ ما حَنَّتِ النِّيبُ " . قال مَنظورُ بْنُ مَرْثَدٍ الفَعْسِيّ :
" حَرَّقَهَا حَمْض بلاد فِلِّ
" فمَا تَكَادُ نِيبُهَا تَوَلِّيأي : تَرْجِعُ من الضَّعْف وهو فُعْلٌ مِثْلُ أَسَدٍ وأُسْدٍ وإِنَمَا كسروا النُّونَ لِتسلم الياءُ . قال الجَوْهَرِيُّ : ولا يُقال للجَمَل : نابٌ قال سِيبَوَيْهِ : مِن العرب مَن يقول في تصغير ناب : نُوَيْبٌ فيجيءُ بالواو لأَنّ هذه الأَلفَ يَكثرُ انقلابُهَا من الوَاوات . قال ابْنُ السَّرّاج : هذا غلطٌ منه . هذا نصّ الصِّحاح في لسان العرب . قال ابْن بَرِّيّ : ظاهِرُ هذا اللَّفْظ أَنّ ابْنَ السَّرَّاج غَلَّط سيبويه فيما حكاه قال : وليس الأَمْرُ كذلك وإِنّما قوله : وهو غَلَطٌ مِنْهُ من تَتِمَّة كلامِ سِيبَوَيْهِ إِلاّ أَنّه قال : مِنْهُمْ وغَيَّرَهُ ابْن السّرَّاج فقال : منه فإِنّ سيبويه قال : وهذا غلطٌ منهم أَي . من العرب الَّذِين يقولونَه كذلك . وقول ابنِ السَّرَّاج غَلَطٌ منه هو بمعنى : غَلَط من قائله وهو من كلام سيبويه وليس من كلام ابْنِ السَّرَّاج . انتهى . قال شيخنَا : قلت الظَاهرُ يُنَافِيه . نعم يُمْكِن حملُه على موافقةِ سيبويهِ بأَنَّ الجَوْهَرِيِّ نقلَ أَوَّلَ كلامِ سَيبَوَيْهِ أَوّلاً وأَيَّده بكلامِ ابْنِ السَّرَّاج وقال ابْن السَّرَّاج قال هذا الكلام الّذي نقله سِيبَوَيْه غَلَطٌ من قائله فيتَّفِقانِ على تغليط المتكلّم بهذا اللُّغَة ويكون كلام ابْنِ السَّرّاج موافِقاً لكلام سيبويهِ لا اعتراضَ ولا نقلَ عنه بالنسبة لِما في الصِّحاح كما هو ظاهر والله أَعلم . وأَمّا دَعْوَى ابْنِ بَرِّيّ أَنّ ابْنَ السَّرَّاج نقل كلامَ سِيبويهِ بعَيْنه وأَنّه مُرادُ الجَوْهريّ فدُونَ إِثباتهِ وأَخْذِه من هذه الأَلْفاظِ خَرْطُ القَتادِ وإِنْ نقله ابْن المُكَرَّم وسَلَّمَهُ فلا يَخْفَى ما فيه من التَّنَافُر وعدم تلاؤُم الأطرافِ . انتهى . وهو تحقيقٌ حَسَنٌ . النّابُ بْنُ حُنَيْف أَبُو لَيْلَى أي : والدُها أُمِّ بالجرّ صفة لَيْلَى أَي : والِدُ لَيْلَى الّتي هي أُمُّ عِتْبانَ بْنِ مالِكٍ الصَّحابيّ المشهور إِمام مَسْجِدِ قُبَاءَ حدِيثه في الصَّحيحَيْنِ لها صَحْبَةٌ أَيضاً . ونَهْرُ نابٍ : في نواحِي دُجيْل قُرْب أَوَانَى مقصوراً ببَغْدادَ . من المَجَاز : النّابُ : سَيِّدُ القَوْمِ وكَبيرُهُم جمعُه أَنْيَابٌ وأَنشد أَبو بَكْرٍ قولَ جَمِيل :
رَمَى اللهُ في عَيْنيْ بُثَيْبَةَ بالقَذَى ... وفي الغُرِّ من أَنْيَابِهَا بالقَوَادِحِ قال : أنْيَابُها : ساداتُها أَي : رَمَى الله بالُهلاكِ والفَسَاد في أَنْيَاب قومِها وساداتِهَا إِذْ حالُوا بينَها وبين زِيارَتي . وقالت الكِنْدِيَّةُ تَرْثِي إِخْوَتَها :
" هَوَتْ أُمُّهُمْ ما ذَامُهُمْ يَوْمَ صُرِّعُوابِبَيْسَانَ من أَنْيَابِ مَجْدٍ تَصَرَّمَا والأَنْيَبُ : الغَلِيظُ النّابِ لا يَضْغَم شَيْئاً إِلاّ كَسَره عن ثعلب ؛ وأَنشد :
فقلْت تَعَلّمْ أَنَّنِي غَيْرُ نائِمٍ ... إِلى مُسْتَقِلٍّ بالخِيانَةِ أَنْيَبَا ونِبْتُهُ كخِفْتُه : أَصَبْتُ نابَهُ وكذا نابَهُ يَنِيبُهُ . ونَيَّبَ السَّهْمَ بالتَّشديد : عَجَمَ عُودَهُ . ويُقَال : ظَفَّرَ فيه السَّبُع . نَيَّبَ : أَثَّرَ فيهِ بِنابِه وفي حديث زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ : " أَنَّ ذِئْباً نَيَّبَ في شاةٍ فذَبَحُوها " أَي : أَنْشَبَ أَنْيابَهُ فيها قال اللِّحْيَانيّ : نَيَّبَتِ النَّاقَةُ : هَرِمَتْ وهي مُنَيِّبٌ . وفي الأَساس : صارتْ ناباً . نَيَّبَ النَّبْتُ : خَرَجَتْ أَرُومَتُه كَتَنَيَّبَ وكذلك الشَّيْبُ . قال ابن سِيدَهْ : وأُراه على التَّشْبِيه بالنّاب ؛ قال مُضَرِّسٌ :
فقالَتْ أَمَا يَنْهَاكَ عن تَبَعِ الصِّبَا ... مَعالِيك والشِّيبُ الّذي قد تَنَيَّبا وذو الأَنْيَابِ : لَقَبُ قَيْسِ بْن مَعْدِ يكَرِبَ بْنِ عمرِو بْنِ السِّمْط . أَيضاً : لَقَبُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ العامِريّ الصَّحَابيّ رَضِيَ الله تعَالَى عَنْهُ أُمُّه حُبَّى بنت قَيْسِ الخُزَاعِيَّة . وكنْيَتُه أَبو يَزِيدَ أَحدُ أَشرافِ قرَيْشٍ وخُطبائِهم وكانَ أَعْلَم الشّفةِ . كذا في المعجم . وممّا يُسْتَدْرَك عليهِ : نُيُوبٌ نُيَّبٌ على المُبَالغة قال :
" مَجُوبَةٌ جَوْبَ الرَّحَى لم تُثْقَبِ" تَعَضُّ مِنها بالنُّيُوبِ النُّيَّبِ واستعار بعضهم الأَنيابَ لِلشَّرّ وأَنشدَ :
أَفِرُّ حَذَارَ الشَّرّ والشَّرُّ تَارِكِي ... وأَطْعُنُ في أَنْيَابِهِ وهْوَ كالِحُ ومن المَجَاز : عَضَّتْهُ أَنيابُ الدَّهْرِ ونُيُوبُهُ . وظَفَّرَ فلانٌ في كذا ونَيَّبَ : نَشِبَ فيه كذا في الأَساس
فصل الواو
نَبَّ التَيْسُ يَنِبُّ بالكَسْر نَبّاً ونُبِيباً ونُباباً بالضَّمّ في الأَخِيرِ وَنَبْببَ : صاحَ عند الهيَاج والسِّفادِ . قال عُمَرُ لوفْدِ أَهل الكُوفَةِ حينَ شَكَوْا سَعْداً : ليُكَلِّمْنِي بعضُكم ولا تَنِبُّوا عندي نَبِيبَ التُّيُوسِ " أَي : لا تضِجُّوا . يُقَالُ : نَبَّ عَتُودُهُ : إِذا تَكَبَّرَ وتَعَاظَمَ وقال الفَرْزدَقُ :
" وكُنّا إِذا الجَبّارُ نَبَّ عَتُودُهُ ضَرَبْنَاهُ تَحْتَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ عن ابْنِ سيدَهْ : الأُنْبُوبُ أَي بالضَّمِّ أَطلقه اعتماداً على الشُّهْرَة مِنَ القَصَب والرُّمْحِ كَعْبُهُما كالأَنْبُوبَةِ بالهاءِ . وقال اللَّيْثُ : الأَنْبُوبُ والأُنْبُوبَةِ : ما بَيْنَ العُقْدَتَيْنِ من القَصَبِ والقَنَاةِ . ومِثْلُهُ في الصَّحِاح إِلاّ أَنَّهُ قال فيهِ : والجمعُ أُنْبُوبٌ وأَنابِيبُ . فظاهرُ عِبارَةِ المصنّفِ أَنّ الأَنْبُوبٌ واحِدٌ وما بَعْدَهُ لغَةٌ فيه . والمفهومُ من الصَّحِاح أَن الأُنْبُوبَةَ واحدٌ وأَنّ جمعه أُنْبُوبٌ بغير هاءٍ وجمع الأَنْبُوبِ أَنَابِيبُ فهُو جمْعُ الجمْعِ ؛ وأَنشد ابْن الأَعْرَابيّ :
أَصْهبُ هَدّارُ لِكُلِّ أَرْكُب ... بِغِيلَة تَنْسَلُّ بَيْنَ الأَنْبُبِ يجُوزُ أَن يعنيَ بالأَنْبُبِ أَنابِيبَ الرِّئَةِ كأَنّهُ حذف زوائد أُنْبُوب فقال : نَبٌّ ؛ ثُمّ كَسَّره على أَنُبٍّ ثُمّ أَظهر التضعيفَ . وكلُّ ذلك للضَّرُورَةِ . ولو قال : بَيْنَ الأنْبُبِ بضم الهمزة لكانَ جائزا . وهو مُرادُ المُصَنّف بقوله : ولَعَلَّه مَقْصُورٌ منه أَي : من الأُنْبُوب صرّح به أَبو حَيّانَ ونقله الصّاغانيُّ . ويسوغُ حينَئِذٍ أَنْ يقولَ : بينَ الأَنْبُبِ وإِنْ كان يقتضي " بين " أَكثَرَ من واحِدٍ لأَنَّهُ أَراد الجنسَ فكأَنّه قالَ : بين الأَنابِيبِ . من المجاز : ذَهَبَ في كُلِّ أُنْبُوب وهو مِنَ الجبَلِ الطَّرِيقَةُ النّادِرةُ فيه هُذَلِيَّةٌ قال مالِكُ بْنُ خالِدَ الخُناعِيُّ :
في رأْسِ شاهِقَةِ أُنْبُوبُهَا خَصِرٌ ... دُونَ السَّمَاءِ لها في الجوِّ قُرْنَاسُمن المجاز : لَهُ أُنْبُوبٌ أَي السَّطْرُ من الشَّجَرِ وغيرِهِ . الأنْبُوبُ : الأَرْضُ المُشْرِفَةُ إِذا كانت رَقِيقَةً مُرْتَفعَةً والجمع أَنابِيبُ . عنِ الأَصمعِيِّ يُقَالُ : الْزَم الأَنْبُوبَ وهو الطَّرِيقُ والْزَم المَنْحَرَ وهو القَصْدُ . من المَجَاز : أَنَابِيبُ الرِّئَةِ وهي مَخارِجُ النَّفَسِ منها على التَّشبيه بأَنابِيبِ النَّباتِ . والنَّبَّةُ : الرّائِحَةُ الكَرِيهَةُ والبَنَّةُ بتقديم المُوَحَّدَة : الرّائحةُ الطَّيِّبَةُ نقله ابْنُ دُرَيْدٍ هكذا . وتَنَبَّبَ الماءُ من كذا : تَسَيَّلَ منه وفي بعضِ النُّسخ : تَسَايَلَ ومنه أُنْبُوبُ الحَوْضِ لسيْلِ مائه أَو على التَّشْبِيه بأُنْبُوبِ القَصبِ لِكَوْنِهِ أَجوفَ مستديراً . ونَبْنَبَ : إِذا طَوَّلَ عَملَهُ في تَحْسينٍ عن أَبي عمْروٍ . من المَجاز نَبْنَبَ الرَّجُلُ إِذا حمْحَمَ وهَذَي عندَ الجِماعِ عنه أَيضاً ؛ وهو على التَّشْبِيهِ بِنَبِيبِ التُّيُوسِ . ونَبَّبَ النَّباتُ تَنْبِيباً : إِذا صارَتْ له أَنابِيبُ أَي كُعُوب . ٌ ونَبَّبَتِ العِجْلةُ كذلك وهي بقْلَةٌ مستطيلةٌ مع الأَرض . وأَنْبَابةُ ظاهرُ إِطلاقه الفتحُ وهكذا ضبطه الصّاغانيّ أَيضاً وقال ياقوت بالضمِّ : ة بالرَّيّ بالقُرْب منها من ناحيةِ دَنْباوَنْدَ . انتهى . أَنبابةُ : قريَةٌ أُخرَى بِمِصْرَ من الجِيزَةِ على شاطِئ النِّيل منها المُحَدِّثُ الصُّوفِيُّ إِسماعيلُ بْنُ يُوسُفَ الأَنصَارِيُّ الخَرْزَجِيُّ . وقد زُرْتُ مقامَهُ بها مِراراً رَوَى شيئاً من الحديث وغَلَبَ عليه التَّنَسُّكُ وقد حَدَّثَ بعضُ وَلَده . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : أَنْبُوبُ القَرْن : ما فَوْقَ العُقَد إِلى الطَّرَف . ومن المجَاز : شَرِبَ من أُنْبُوبِ الكُوزِ . وتقولُ : إِنِّي أَرى الشَّرَّ قَصَّبَ وشَعَّب ونَبَّبَ وكَعَّب . ونَبَّ فُلانٌ نَبِيباً : طَلَبَ النِّكَاحَ . وأَنَبَّهُ طُولُ العُزْبةِ . ونقل شيخُنا عن بعض الحواشي كالمُستدرك على المُصنِّف : وفي الحديث : " من أَشْكَلَ بُلُوغُه فالإِنْبابُ دلَيِلُه " . قال : هو مصدرُ أَنْبَبَ إِنْباباً إِذا نَبَتَتْ عانَتُهُ . قلتُ : هو تصحيفٌ منه والصَّوابُ : الإِنْباتُ بالفَوْقِيَّةِ . انتهى . قلتُ : ويُمْكن أَن يكونَ المُرَادُ بالإِنْباب ِهو هَيَجانُه وحَمْحَمَتُهُ للجِماع فيكون دليلاً على بُلوغه والله أَعلمُ