الوِسَادُ بالكسر : المُتَّكَأُ قاله ابنُ سيده وهو بِصيغةِ المَفْعُول ما يُتَّكَأُ عليه . وفي اللسان : الوِسَادُ : كلُّ ما يُوضَع تحْت الرأْسِ وإِن كان من تُرابٍ أَو حِجَارةٍ وقال عبدُ بنِي الحَسْحَاسِ :
فبِتْنَا وِسَادَانَا إِلَى عَلَجَانَةٍ ... وَحِقْفٍ تَهَادَاهُ الرِّيَاحُ تَهَادِيَا الوِسَاد : المِخَدَّةُ بكسر الميم كصِيغَةِ الآلَة : ما يُوضَع تَحْتَ الخَدِّ كالوِسَادَةِ بالكسْرِ قاله الجوهَرِيُّ ويُثَلَّثُ أَي فيهما كما نَقَلَه شُرَّاحُ الشَّمَائِل وأَنْكَرَه جَماعةٌ واقتَصَرُوا على الكَسْرِ في الوِسَادَةِ وقالُوا : هو القياسُ في مِثْلِه كاللِّبَاس واللِّحَافِ والفِرَاشِ ونَحْوِها . والذي يَظْهَر من سِياقِ المُصنِّف أَن التُليثَ في الوِسَادَةِ فقط وقد صَرّضحَ به الصاغَانيُّ ونقَلَ فيها الفتْحَ والضَّمَّ وقال لُغَتَانِ في الوِسَادَةِ بالكسر وُسُدٌ بضمّتين وبضمّ فسكون هكذا ضُبِط بالوَجْهَيْنِ ووَسائِدُ وزاد صاحِبُ المصباح ووِسَادَات قد تَوَسَّدَ ووَسَّدَه إِياهُ تَوْسِيداً فتَوَسَّدَ إِذا جَعَلَه تَحْتَ رأْسِه قال أَبو ذُؤّيْبٍ الهُذَلِيُّ :
" فَكُنْتُ ذَنُوبَ البِئْرِ لَمَّا تَوَشَّلَتْوسُرْبِلْتُ أَكْفَانِي وَوُسِّدْتُ سَاعِدِي وأَوْسَدَ في السَّيْرِ : أَغَذَّ بالغَيْن والذال المعجمَتين أَي أَسْرَعَ . أَوْسَدَ الكَلْبَ : أَغْراهُ بالصَّيْدِ كآسَدَه وقد تقدَّم . ووِسَادَةُ بالكسر : بطرِيقِ المَدِينَة على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلام مِن الشَّامِ في آخرِ جِبَال حَوْرَانَ ما بَينَ يرقع وقُراقِر مات به الفقيهُ يُوسفُ بن مَكِّيّ بن يُوسُف الحارثيّ الشافعيّ أَبو الحَجَّاج إِمام جامِع دِمَشق الدّمشقيّ وكان سمع أَبا طالبٍ الزَّيْنَبِيّ غَيْرَه وكانَتْ وفاتُه بهذا الموضِع راجِعاً من الحَجِّ سنة 555 قاله ابنُ عساكِر . وذاتُ الوَسائِد : بأَرْضِ نَجْدٍ في بلاد تَمِيم قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ :
أَلَمْ تَرَ أَنِّي بَعْدَ قَيْسٍ ومَالِكٍ ... وأَرْقَمَ غُيَّاظِ الذينِ أَكَايدُ
وعَمْراً بِوَادِي مَنْعِجٍ إِذْ أُجِنُّهُ ... ولَمْ أَنْسَ قَبْراً عِنْد ذاتِ الوَسَائِدِ في الحديث قولُه صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ لِعَدِيّ بن حاتِم إِنَّ وِسَادَكَ لَعَرِيضٌ وهو من كِنَاياتِه البَلِيغَةِ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ قال ابنُ الأَثير : كِنَايَةٌ عَنْ كَثْرَةِ النَّوْمِ وهو مَظِنَّتُه لأَنَّ مَنْ عَرَّضَ وِسَادَه ووَثَّرَه طابَ نَوْمُه وطَالَ أَراد إِن نَوْمَكَ إِذاً لَكَيِيرٌ . أَوْ كِنَايَةٌ عَنْ عِرَضِ قَفَاهُ وعِظَمِ رَأْسِهِ وذلك دِلِيلُ الغَبَاوَةِ أَلاَ تَرَى إِلى قَول طَرفَةَ :
أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذِي تَعْرِفُونَه ... خَشَاشٌ كَرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ
وتَشْهَد له الرِّوايةُ الُخْرَى قُلْتُ يا رَسُولَ اللهِ ما الخَيْطُ الأَبْيَضُ من الخَيْطِ الأَسْوَدِ أَهما الخَيْطانِ ؟ قال : إِنك لَعَرِيضُ القَفَا إِن أَبْصَرْتَ الخَيْطَيْنِ وقيل : أَراد أَن من تَوَسَّدَ الخَيْطينِ المَكْنِيّ بهما عن الليلِ والنهارِ لَعرِيضُ الوِسَادِ . كذلك قولُه صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ في شُرَيْح الحَضْرَمِيِّ في خَبَرٍ مُرْسَل ذُكرَ عند النبيِّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ فقال ذَاكَ رَجُلٌ لا يَتَوَسَّدُ القُرْآنَ قال ابنُ الأَعْرَابيّ يَحْتَمِلُ كَوْنَه مَدْحاً أِي لا يَمْتَهِنُه ولا يَطْرَحُه بل يُجِلّهُ ويُعَظِّمُه أَي لا يَنَامُ عنه ولكن يَتَهَجَّد به ولا يكون القُرآنُ مُتَوسَّداً معه بل هو يُدَاوِمُ قِرَاءَتَه ويُحَافِظ عليها لا كَمَنَ يَتَهَاوَنُ به ويُخِلّ بالوَاجِبِ مِن تِلاوَتِه . وضَرَبَ تَوسُّدَهُ مَثلاً للجمْعِ بينَ امْتِهَانِه والاطِّرَاح له ونِسْيَانِه يَحتَمِل كونَه ذَمًّا أِي لا يُكِبُّ علَى تِلاَوَتِه وإِذا نامَ لم يَكُنْ مَعه من القرآن شيءٌ مثل إِكْبَاب النائمِ عَلَى وِسَادِه فإِن كان حَمِدَهُ فالمَعْنى هو الأَوَّل وإِن كان ذَمَّه فالمعْنَى هو الآخِر قال أَبو منصور : وأَشْبهُهُما أَنه أَثْنَى عليه وحَمِدَه وقد رُوِيَ في حديث آخَر مَنْ قَرَأَ ثَلاَثَ آيَات من القُرآنِ لم يَكُنْ مُتَوَسِّداً لِلْقُرْآنِ . ومِنْ الأَوَّلِ قولُه صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ في حديثٍ آخَر لاَتَوَسَّدُوا القُرْآنَ واتْلُوه حَقَّ تِلاَوَتِه ولاَ تَسْتَعْجِلُوا ثَوَابَهُ فإِنَّ لَهُ ثَوَاباً . ومن الثاني ما يُرْوَى أَنَّ رُجُلاً قال لأَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه : إِنّي أُرِيد أَن أَطْلُبَ العِلْمَ فأَخْشَى وفي بعض النسخ بالواو أَنْ أُضَيِّعَه . فقال : لأَنْ تتَوَسَّدَ العِلْمَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَوسَّدَ الجَهْلَ يقال : تَوَسَّدَ فُلانٌ ذِرَاعَه إِذا نَامَ عليه وجَعلَه كالوِسَادَة له وقال الليث : يقال : وَسَّدَ فُلانٌ فلاناً وسَادَةً وتَوَسَّدَ وِسَادَةً إِذا وَضَعَ رَأْسَه عليها وقد أَطالَ شُرَّاحُ البخاريّ في شَرْحِ الحَديثينِ ولَخَّصَه ابنُ الأَثير في النِّهَاية قال شيخُنَا : وما كان من الأَلفاظ والتَّراكِيب مُحْتَمِلاً كهذا التركيبِ يُسَمَّى مثلُه عند أَهل البديع الإيهامَ والتَّوْرِيَةَ والمُوَارَبَةَ أَي المُخَاتَلَةَ كما في مُصَنَّفَاتِ البديع
ومما يستدرك عليه : الإِسادَةُ لُغَة في الوِسَادَة كما قالوا في الوِشَاحِ إِشَاحٌ . وفي الحديث " إِذا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلى غَيْرِ أَهْلِه فانْتَظِر السَّاعَةَ " أَي أُسْنِد وجُعِلَ في غَيْرِ أَهْلِه يَعنِي إِذَا سُوِّدَ وشُرِّف غيرُ المُسْتَحِقِّ للسِّيادَةِ والشَّرَفِ . وقيل : إِذا وُضِعَتْ وِسَادَةُ المُلْكِ والأَمرِ والنَّهْيِ لغيرِ مُستحِقِّهِما ويكون إِلى بمعنى اللام . والتَّوْسِيد : أَنْ تمدَّ الثلام طُولاً حَيْثُ تَبْلُغُه البَقرُ . ويقال للأَبْله : هو يَتَوَسَّدُ الهَمَّ
سَدَّدَه تَسديداً أَي الرُّمحَ : قَوَّمَهُ كذا في الصّحاح . وقال أَهلُ الأَفعال : سَدَّدَ سَهْمَه إلى المَرْمَى : وجَّهَه
زاد في التوشيح : وبالشين المعجمة لغة فيه . وقالوا سَدَّدَه عَلَّمه النِّضَالَ وسَدَّ الثَّلْمَ : أَصْلَحه وأَوْثَقَه . وسَدَّدَه : وَفَّقَه للسَّدادِ بالفتح أَي الصَّوابِ من القَوْل والعَمل والقَصْدِ منهما . والإصابة في المَنطق : أَن يكون الرَّجلُ مُسَدَّداً ويقال : إنه لذُو سَدَاد في مَنطِقه وتَدْبيره . وكذلك في الرَّمْي . ومنه اللّهُمّ سَدِّدْني أَي وَفِّقْنِي . وسدَّ الرَّجُلُ والسَّهْمُ بنفسه والرِّمحُ يَسِدُّ بالكسر إذا صار سَدِيداً وكذا القوْل وهو أَن يُصِيبَ السَّدَادَ . وسَهْمٌ سَدِيدٌ : مُصِيبٌ ورُمْحٌ سَدِيدٌ : قَلَّ أَنْ تُخْطِئ طَعْنَتُه ورَجُلٌ سَدِيدٌ وأَسَدٌّ من السَّدَاد وقَصْدِ الطّريقِ وأَمرٌ سَدِيدٌ وأَسَدٌّ : قاصدٌ . وسَدَّ الثُّلْمَةَ بضمّ المثلّثَة وهي الفُرْجَة كمَدَّ يَسُدُّ بالضّمّ سَدّاً رَدَمَها وأَصلَحَها ووَثَّقَهَا وفي بعض النُّسخ : أَوْثَقَها كسَدَّدَها فانْسَدَّتْ واسْتَدَّت وهذا سدَادُها بالكسر واستَدَّ الشَّيء : استقامَ كأَسَدَّ وتَسدَّدَ وقال :
أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يَومٍ ... فَلَمَّا اسْتَدَّ ساعدُهُ رَمَانِي قال الأَصمعيُّ : اشتدَّ بالشين المعجمةِ ليس بشيء
قال ابن بَرِّيّ : هذا البيت يُنْسَب إلى مَعْن بن أَوْس قاله في ابن أُخت له وقال ابن دُرَيْد : هو لمالكِ بن فَهْم الأَزْدِي وكان اسمُ ابنْه سُلَيْمَة رَماه بِسَهْم فقتله فقال البيت : قال ابن بَرِّيّ : ورأيته في شعر عَقِيلِ ابن عُلًّفة بقوله في ابنه عُمَيس حين رماه بِسَهْم وبعده :
فلا ظَفِرتْ يَمِينُكَ حين تَرْمِي ... وشَلَّتْ منكَ حاملةُ البَنانِ وأَسَدَّ الرجلُ أَصابَ السَّدَادَ أي القَصْدَ والاستقامةَ أَو أَسدَّ الرَّجلُ : طَلَبَهُ أَصاب أو لم يُصبْ ويقال : أًسدَّ يا رجلُ وقد أَسْدَدْت ما شئتَ أَي طَلَبْتَ السَّدَأدَ والقَصْدَ أَصَبْتَه أَو لم تُصِبْ . قال الأسود ابن يعفرَ :
أَسِدِّى يا مَنِيٌّ لحِمْيَرِيٍّ ... يَطَوِّف حَوْلَنا وله زَئِيرُ يقول : اقْصِدٍي له يا مَنِيَّةُ حتى يموت
والسَّدَدُ محركةَ : القصد والاستَقامَةُ كالسَّدادِ بالفتح الأول مقصور من الثاني يقال : قل قَولاً سَدَداً وسَدَاداً وَسَدِيداً أي صَواباً قال الأَعشى :
مَاذَا عَلَيْهَا وماذَا كان يَنْقُصُها ... يومَ التَّرَحُّل لَوْ قالتْ لنا سَدَدا وسَدَادُ بن سعيدٍ كسَحَاب السَّبْعِيُّ حَدَّثَ وهو شَيْخٌ لمُحَمَّد ابن الصَّلْت
وقال أَبو عُبيدة : كلُّ شَيءٍ سَدَدْتَ به خَلَلاُ فهو سِدَادٌ بالكسر ولهذا سميَ سِدَادُ القارُورةِ وهو صِمَامُها لأنه يَسُدُّ رأسها . ومنها سدَادُ الثُّغْرِ إذا سُدَّ بالخَيْلِ والرجال فبالكسر فقط لا غير وأنشد للعرْجِيّ :
أَضاعُونِي وأَيَّ فَتىً أَضاعُوا ... لِيَوْم كَرِ يهةٍ وسِداد ثَإْرِ ومن المجاز : فيه سِدَادٌ من عَوَز وأَصَبْتُ به سِدَاداً من عَيْشٍ لما تُسَدُّ بِهِ الخَلَّةُ أَي الحاجة ويُرْمَقُ به العَيْشُ فيُكْسَر وقد يُفْتَحُ وبهما قال ابن السِّكِّيت والفارَابِيُّ وتَبِعَه الجوهريُّ والكسر أفصحُ وعليه اقتصرَ الأكثرُون منهم ابن قُتَيْبَة وثَعْلَبٌ والأَزْهَريُّ لأنه مستعارمن سدَادِ القارورَةِ فلا يُغَيَّر
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم في السؤال أَنه قال : " لا تَحِلُّ المَسْأَلةُ إلاَّ لثلاثَةٍ فذَكَر منهم رجلاً أَصابَتْه جائِحةٌ فاجتاحَتْ مالهُ فيَسْأَلُ حتى يصيب سِدَاداً من عيش أو قِوَاماً أي ما يَكْفِي حاجَته . قال أَبو عبيدة : قوله سِداداً من عَيْش أَي قوَاماً هو بكسر السِّين . وكلُّ شيء سَدَدْت به خَلَلاً فهو سِدَادٌ بالكسر أو الفتحُ في سداد من عَوز لحْنٌ ليسَ من كلامِ العرب . وفيه إِشارةٌ إلى قِصَّةِ المازنيِّ أَوردَهَا الحريريُّ في دُرَّة الغَوَّاص
وعن النضر بن شُمَيْل سِدَادٌ من عَوَزٍِ إذا لم يكن تامّاً ولا يجوزُ فتْحُه
ونقل البارع عن الأَصمعيّ : سدَأدٌ من عَوَزٍ بالكسر ولا يقال بالفتح . ومعناه : إِن أَعْوَزَ الأَمرُ كلُّه ففي هذا ما يَسُدُّ بعضَ الأَمْر . والسَّدُّ بالفتح : الجبلُ السّدُّ : الحاجزُ كذا في التهذيب ويُضَمُّ فيهما صَرَّحَ به الفَيُّوميُّ وغيره . وقال ابن السّكّيت : يقال لكل جَبَل سّدٌّ وصَدٌّ وصُدٌّ أَو بالضم : ما كان مخَْلُوقاً لله عز وجل وبالفَتْح من عَملِنا حكاه الزَّجّاج . وعلى ذلك وَجْهُ قِراءَةِ من قَرَأَ " بَيْنَ السَّدَّين " والسُّدَّيْن ورواه أَبو عبيدة . ونحو ذلك قال الأَخفش
وقَرَأَ ابن كَثير وأًَبو عمرو " بين السَّدَّين " . وبينَهم سَدَّاً بفتح السين . وقرآ في يس " مِن بَيْنِ أَيدِيهِمْ سُدّاً ومن خَلْفِهِم سُدّاً " وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب بضم السين في بضم السين في الأربعة المواضع وقرأ حمزةُ والكسائي : " بين السُّدَّيْن " بضم السين . وعن أبي زيد : السُّدُّ بالضم من السَّحَاب : النَّشْءُ الأَسودُ من أَيِّ أَقطارِ السَّماء نشأَ ج سُدودٌ وهي السَّحائبُ السُّودُ . وهو مَجَاز لكونه حَاجزاً بين السماءِ والأرض . وفي المحكم : السُّدُّ : السَّحَأب المرتفع السادُّ للأُفقِ والجمع : سُدُودٌ . قال :
" قعدت له وشيعتي رجال
" وقد كَثُرَ المَخَايِلُ والسُّدودُ وقد سَدَّ عَلَيْهِم وأَسَدَّ
والسُّدُّ بالضم : الوادي فيه حِجَارةٌ وصُخُورٌ يَبْقَى الماء فيه زَماناً ج : سِدَدَةٌ كقِرَدَةٍ كجُحْرٍ وجِحَرة كما في الصحاح . وقيل : أَرْضٌ بها سَدَدة والواحد سُدَّة . ومن المجاز : السُّدُّ بالضم الظِّلُّ عن ابن الأَعرابي وأنشد :
قَعَدْتُ له في سُدِّ نِقْض مُعَوَّدٍ ... لذلكَ في صَحْراءَ جِذْمٍ دَرِينُهاأي جعلته سُتْرةً لي من أن يراني . والسُّدُّ بالضّم ماءُ سماءٍ في حَزْمِ بني عُوَالٍ جُبَيْلٍ لِغطَفَانَ أَمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَدِّهِ . والسُّدُّ بالضم : حِصْنٌ باليمَنِ وقيل : قرية بها . والسُّدُّ أَيضاً : الوادِي لكَوْنه يُسَدُّ ويُرْدَم . وكلُّ بناءٍ سُدَّ به موضعٌ فهو سُدٌّ وسَدٌّ . ومن المَجَاز : جَرادٌ سُدٌّ بالضمّ أَي كثيرٌ سَدَّ الأُفْقَ ويقال : جاءَنا سُدٌّ من جَرادٍ وجاءَنا جَرادٌ سُدٌّ إذا سَدَّ الأُفُقَ من كَثْرته . وسُدُّ أبي جِرابٍ بالضمّ : موضع أَسْفَلَ من عَقَبَةِ مِنًى دُونَ القُبُورِ عن يَمينِ الذَّاهِبِ إلى مِنًى منسوبٌ إلى أَبي جِرابٍ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث بن أُمَيَّة الأَصغر . وسُدُّ قَنَاة بالضمّ : وادٍ يَنْصَبُّ في الشُّعَيْبَةِ تصغيراً لشُعْبة . والسِّدُّ : بالكسر : الكَلامُ السَّدِيد المستقيم الصَّحِيحُ عن الصاغانّي
ومن المجاز : السَّدّ بالفتح : العَيْبُ كالوَدَس قاله الفرّاءُ ج أَسِدَّةٌ نادرٌ على غير قياس والقِياسُ الغالبُ : سُدُودٌ بالضَّمّ أَو أَسُدٌّ . وفي التهذيب : القياس أَن يجمعَ سَدٌّ أَسُدّاً أَو سُدُوداً . وفي التهذيب : السُّدُّ كلُّ بناءٍ سُدَّ به موضعٌ . والجمع أَسِدَّةٌ وسُدُودٌ . فأَمّا سُدُودٌ فَعلَى الغالِبِ وأَمَّا أَسِدّةٌ فشاذٌّ . قال ابن سيده وعندي أَنه جمع سِدَادٍ . وعن أَبي سَعِيد : يقال : ما بفُلانٍ سَدَادَةٌ يَسُدّ فَاه عن الكلام أَي ما به عَيْبٌ ومنه قولُهُم : إذا تَجْعَلَنَّ بجَنْبِك الأَسِدَّةَ أَي لا تُضَيِّقَنَّ صَدْرَكَ فَتسكُت عن الجوَابِ كمن به عَيب من صَمَمٍ أَو بَكَمٍ . قال الكميت :
وما بِجَنْبِيَ من صَفِحٍ وعائِدةٍ ... عِنْدَ الأَسِدَّةِ إِنَّ العِيَّ كالعَضَبِ يقول : ليس بي عِيٌّ ولا بَكَمٌ عن جَوابِ الكاشح ولكنِّي أَصفح عنه لأَنّ العِيّ عن الجوَاب كالعَضْب وهو قَطْعُ يدٍ أَو ذَهَأب ؟ ُ عُضْوٍ والعائدة : العَطْفُ . والسَّدُّ بالفتح : شيءٌ يُتَّخَذُ من قُضْبانِ هكذا في سائر النسخ . والصواب : سَلَّة من قُضْبانٍ كما في سائر أُصول الأُمهات له أَطْبَاقٌ والجمع : سَدادٌ وسُدُود . وقال اللَّيث السَّدُود : السُّلالَ تُتَّخذ من قُضْبان لها أَطْبَاق والواحدة سَدَّةٌ . وقال غيره : السَّلَّة يقال لها السَّدَّة والطَّبْل . والسُّدَّةُ بالضَّمِّ : بابُ الدَّارِ والبيتِ كما في التهذيب . يقال : رأَيتُه قاعِداً بِسُدَّةِ بابه وبِسُدَّةِ دارِه . وقيل هي السَّقيفةوقال أبو سعيد : السُّدّة في كلام العرب : الفناءُ يقال لَبيْت الشَّعر وما أَشبَهه . والذين تَكلَّموا بالسُّدَّة لم يكونوا أَصحابَ أَبْنِيَةٍ ولا مَدَرٍ ومن جَعلَ السُّدَّةَ كالصُّفَّةِ أو كالسَّقِيفَة فإِنما فَسَّره على مذْهب أهل الحَضَر . وقال أَبو عمرو : السُّدَّة كالصُّفَّةِ تكون بين يَدَيِ البَيتِ . والظُّلَّة تكون لِبابِ الدَّارِ ج : سُدَدٌ . بضم ففتْح . وفي بعض النُّسخ : بضمتين . وفي حديث أبي الدرداءِ أنه أتى بابَ مُعاوِيَةَ فلم يأْذَنْ له فقال : مَنْ يَغْشَ سُدَدَ السُّلْطَانِ يَقُمْ ويَقْعُدْ . وسُدَّةُ المَسْجِدِ الأَعظمِ ما حَوْلَه من الرُّوَاق وسُمِّيَ أَبو محمد إِسماعيلُ ابنُ عبد الرحمن الأَعور الكوفيّ التابعي المشهور السُّدِّيّ روى عن أَنَس وابنِ عَبَّاس وغيرهما لِبَيْعِهِ المقَانِعَ والخُمُرَ على باب مَسْجِد الكوفَةِ . وفي الصّحاح : في سُدَّةِ مَسْجِد الكوفَةِ وهي ما يَبْقَى من الطَّاقِ المَسْدُودِ . قال أَبو عُبَيْد : وبعضُهم يَجْعَل السُّدَّةَ البَأبَ نَفْسَه ومنه حديثُ أُمِّ سَلَمَةَ : أَنها قالت لعائشةَ لَمَّا أَرادت الخروجَ إلى البَصْرَةِ إنك سُدَّةٌ بَيْنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أُمَّتِهِ أَي بابٌ . وقال الذَّهَبِيُّ : لقَعوده في بابٌ . وقال الذَّهَبيّ ! ُ : لقَعوده في باب جامِعِ الكُوفَة . وقال اللَّيْث : السُّدِّيُّ رَجُلٌ منسوبٌّ إلى قَبِيلَة من اليمن قال الأَزهَرِيُّ . إِن أَرَادَ إِسماعِيلَ السُّدِّيِّ فقد غَلِطَ لا يُعْرَف في قبائِلِ اليمنِ : سُدٌّ ولا سُدَّة . وأَغْرَبَ أَبو الفتح اليَعْمُرِيّ فقال : كان يَجْلِس في المدينة في مكانٍ يقال له : السُّدّ فنُسِب إلِيه . والسُّدِّيُّ ضَعَّفه ابن مُعين ووثَّقه الإمامُ أَحمد واحتَجَّ به مُسْلمٌ . وفي التَّقْرِيب أَنّه صَدُوقٌ . مات سنة سبعٍ وعشرين ومائة وروَى له الجماعةُ إِلاّ البخاريَّ . وقال الرُّشاطيّ : وليس هو صاحبَ التفسير ذاك محمّدُ ابن مروانَ الكوفيّ يُعرف بالسُّدّيِّ عن يحيَى بن عبيد الله والكلبيّ وعنه هِشَامُ بنُ عبد الله والمحاربيّ . وقال جرير : هو كذَّاب . والسُّدَّة بالضمّ : داءٌ في الأَنف يَسُدُّه يأْخذ بالكَظَمِ ويَمنَع نَسِيمَ الرِّيحِ كالسُّدَادِ بالضّمّ أَيضاً مثل العُطَاس والصُدَاع . والسُّدُّ بالضّمّ : ذهَابُ البَصرِ . وعن ابن الأعرابي : السُّدُد بضمتين : العُيُونُ المُفَتَّحَةُ لا تُبْصِرُ بَصراً قَوِيّاً وهو مجاز . ويقال منه هي عَينٌ سادَّةٌ أَو عَيْن سادَّةٌ وقائمة : هي التي ابيَضَّت لا يُبْصَر بها ولم تَنْفَقِئ بَعْدُ قاله أَبو زيد . وعن ابن الأَعرابيّ : السّادَّةُ هي النّاقَةُ الهَرِمَةُ وهي سادَّةٌ وسَلِمَةٌ وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ . ومن المَجَاز : السّادَّة : ذُؤابةُ الإنسان تَشْبيهاً بالسَّحَأب أَو بالظِّلِّ . ومن المجَاز : هو من أُسْدِ المَسَدِّ وهو موضعٌ بمكةَ عند بُسْتَأنِ ابنِ عامر وذلك البُسْتَانُ مَأْسَدةٌ قال أَبو ذُؤيب :
أَلفَيْتَ أَغْلَبَ مِن أُسْد المَسَدِّ حَدي ... دَ النَّابِ أَخْذَتُهُ عَفْرٌ فتَطْرِيحُ لا بُسْتان ابن مَعمَرٍ وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ . قال الأَصمعي : سأَلتْ ابن أَبي طَرفَةَ عن المَسَدِّ فقال : هو بستانُ ابن مَعْمَرٍ الذي يقول فيه الناس : بُستان ابنِ عامر . هذا نصُّ عبارة الجوهريّ فلا وَهَمَ فيه حيث بَيَّن الأَمريْنِ ولم يُخَالفِه فيما قاله أَحدٌ بل صرَّحَ البَكْرِيُّ وغيره بأن قَوْلَهم بُستانُ ابن عامرٍ غلَطٌ صوابُه ابن مَعْمَرٍ . وسيأْتي في الراءِ إن شاء الله تعالى . وسِدِّينُ كَسِجِّينٍ : د بالسَّاحل قريبٌ يسكنه الفُرْسُ كذا في المعجم . والسِّدَادُ كَكِتَابٍ : الشْيءُ من اللَّبَن يَيْبَسُ في إِحْليلِ النّاقة . وسِدَادُ بنُ رَشيد الجُعْفيُّ مُحدِّثٌ روَى عن جَدَّتِه أُرْجوانةَ وعنه ابنُه حُسَيْن وأبو نعيم وابنه حُسَيْن بن سِدَادٍ رَوى عن جابرِ بن الحُرّ . وقولهم :
" ضُرِبَتْ عليه الأَرضُ بالأسْدادِأَي سُدَّتْ عليه الطُّرْقُ وعَمِيَتْ عليه مَذَاهِبُهُ وواحد الأَسدادِ : سُدٌّ ومنه أُخذ السُّدُّ بمعنى ذَهابِ البَصَرِ . وقد تقدم . وتقول صَبَبْت في القِرْبَةِ ماءً فاستْدَّتْ به عُيونَ الخُرَزِ وانْسدَّت بمعنى واحدٍ
ومما يستدرك عليه : سَدُّ الرَّوْحاءِ وسَدُّ الصَّهْباءِ مَوضعانِ بينَ مكَّةَ والمدينة . وفي الحديث : كان له قَوْسٌ يُسَمَّى السَّدَادَ سَمِّيَتْ به تَفَاؤُلاً بإصابة ما رُمِيَ عنها . وعن ابن الأعرابيّ : رَمَاه في سَدِّ راقَتِه أَي في شَخْصِهَا قال والسَّدُّ والدَّرِيئة والدَّرِيعَة : النّاقَة التي يَسْتَتِر بها الصَّائدُ ويَخْتِلُ ليرْمِيَ الصَّيدَ واَنشد لأَوْس :
فمَأ جَبُنُوا أَنَّا نَسُدّ عَلَيهمُ ... ولكنْ لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ قال الأَزهريُّ : قرأْت بخطّ شَمِرٍ في كتابه : يقال سَدَّ عليك الرَّجلُ يَسِدُّ سَدّاً إذا أَتى السَّدادَ . وفي حديث الشَّعْبِيّ : ما سَدَدْتُ على خَصْمٍ قَطُّ قال شَمِرٌ : زَعَمَ العتْرِيفِيُّ : أَي ما قَطَعتُ عليه فأَسُدَّ كلامَه . وقال شَمِرٌ : ويقال : سَدِّدْ صاحبك أَي علِّمه واهدِهِ . وسَدِّدْ مالَكَ أي أَحْسِن العَمَلَ به . والتسديد للإِبل أَن تُسَيِّرَها لكل مكان مَرْعًى وكلّ مكان لَيان وكلِّ مكانِ رَقاق والمُسّدَّدُ : المُقَوَّم . وفي الحديث : قال لعليٍّ : سَلِ الله السَّدادَ واذكُرْ بالسَّدادِ تَسدِيدَكَ السَّهْمَ أي إصابةَ القصْد به . وفي صِفَة متعلم القرآن : يُغْفَرُ لأَبَوَيْهِ إذا كان مُسَدَّدَينِ أَي لازِمَيِ الطَّريقةِ المُسْتَقِيمةِ . ويُروَى بكسر الدَّال . وقال أبو عَدْنانَ : قل لي جابِرُ : البَذِخُ الذي إذا نازَعَ قَوماً سَدَّدَ عليهم كل شيء قالوه قلت : وكيف يُسَدِّدُ عليهم ؟ قال : يَنْقُضُ عليهم كلَّ شيء قالوه . وفي المثل سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطَّرِيقَ وسيأتي
ومن المجاز : هو يَسُدُّ مَسَدَّ أَبيه ويسُدُّونَ مَسَدَّ أَسلافِهم . وسِدَادُ البَطْحَاءِ بالكسر : لَقَبُ أَبي عَمْرو عبيدةَ بنِ عبدِ مَنَافٍ وهو أَخو هاشمٍ والدِ عبد المطلب . وقد انقرضَ وَلَدُه . وأَتتْنا رِيحٌ من سَدَادِ أَرضِهِم : من قَصْدِهَأ وهو مَجَأزٌ . وسُدُودُ بالضّمّ كأَنَّه جمع سَدٍّ : قرية بفلسطين وأخرى بمصر في المُنُوفِيَّةِ . ويقال في الأَخيرة : أُسْدُودُ أَيضاً . ورجل سَدَّادٌ ككَتَّان : مُستقيمٌ . والمَسَدّ : قَرْيَة بالمغرِب . وسَدِيدَةُ بنت أَحمد بن الفَرج الدَّقَّاق . وسَدِيدَةُ بنت أبي المُظفر الشاشيّ . سمع منهما أبو المحاسن القُرَشيّ . والسُّدُّ بالضم : ماء سماءٍ جَبَلُ شَوْرَانَ مُطِلٌّ عليه نقلَه الصاغانيُّ . وهو غير الذي لِغَطفانَ