الوَصِيدُ والأَصِيدُ لغَتَانِ مِثْل الوِكَاف والإِكاف نقله الفَرّاءُ عن يونس والأَخفش وهما : الفِنَاءُ والجَمْعُ وُصُدٌ ووَصَائِدُ وقيل : الوَصِيد : العَتَبةُ لِلْبَابِ والوصيد بَيْتٌ كالحَظيرةِ مِن الحِجَارةِ يُتَّخَذُ في الجِبَالِ للمالِ أَي للغَنَمِ وغيرِهَا كالوَصِيدَةِ يقال : غَنَمَهُم في الوصَائِد . والوَصيدُ : كَهْفُ أَصحَابِ الكَهْفِ في بَعْضِ الأَقْوَالِ وبالوُجُوهِ الثلاثَةِ فُسِّر قولهُ تَعَالى " وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ " كذا في البصائر للمصنّف فلا وَجْهَ لإِنكار شيخِنا عليه . والوَصِيدُ أَيضاً : الجَبَلُ أَورَدَه المُصنِّف في البصائر . والوَصِيدُ : النَّبَاتُ المُتقارِبُ الأُصولِ . ومِن المجاز الوَصِيدُ : الضَّيِّقُ كالمُوصَدِ عليه وقد أَوْصَدُوا على فُلانٍ : ضَيَّقُوا عليه وأَرْهَقُوه كما في الأَساس . والوَصِيد : المُطْبَقُ كالوِصَادِ . والوَصِيد : الذي يُخْتَنُ مَرَّتَيْنِ أَورَدَه المُصَنِّف في البصائر . والوَصِيد : الحَظِيرةُ مِن الغِصَنَةِ بكسر الغين المعجمة وفتح الصاد المهملة جمع غُصْنٍ كما سَيَأْتِي هكذا في سائرِ النُّسَخ وهو غَلَطٌ فإِن الأَصِيدَة والوَصِيدَة لا تكون إِلاَّ مِن الحِجَارَة والذي من الغِصَنَةِ تُسَمَّى الحَظِيرَة وقد بَيَّن هذا الفَرْقَ ابنُ مَنظورٍ وغيرُه . ولمَّا رأَى المُصَنِّف في عبارةِ الأَزْهريّ والحَظِيرَة مِن الغِصَنَةِ بعد قوله إِلاَّ أَنَّهَا من الحِجَارَة ظَنَّ أَنه مَعْطُوفٌ على ما قَبْلَه وليس كذلك فتأَمَّلْ . والوَصَدُ محرّكةً وضَبطَه الصاغَانيُّ بالفتح وهو الصَّوَابُ : النَّسْجُ . والوَصَّادُ : النَّسَّاجُ قال رؤبة :
" مَا كَانَ تَحْبِيرُ اليَمَانِي البَرَّادْ
" يَرْجُو وَإِنْ دَاخَلَ كُلُّ وَصَّادْ
" نَسْجِي ونَسْجِي مُجْرَهِدُّ الجُدَّادْ يقال : وَصَدَ النَسَّاجُ بَعْضَ الخَيْطِ في بَعْضٍ وَصْداً وَوَصَّدَه : أَدخَلَ اللُّحْمَةَ في السَّدَى . والمُوَصَّد كمُعَظَّم : الخِدْرُ أَنشد ثَعلبٌ :
" وَعُلِّقْتُ لَيْلَى وَهْيَ ذَاتُ مُوَصَّدٍوَلَمْ يَبْدُ لِلأَتْرَابِ مِنْ ثَدْيِهَا حَجْمُ وأَوْصَدَ الرَّجُل : اتَّخَذَ حَظِيرَةً في الجَبَلِ لحِفْظِ المالِ كاسْتَوْصَدَ . وأَوْصَدَ الكَلْبَ وغَيْرَه بالصَّيْدِ : أَغرَاه كوَصَّدَه تَوْصِيداً . وأَوصَدَ البَابَ : أَطْبَقَه وأَغْلَقه كَآصَدَه فهو مُوصَدٌ مثل أَوْجَع فهو مُوجَعٌ وفي حديثِ أَصحابِ الغَارِ فَوَقَعَ الجَبَلُ عَلَى بابِ الكَهْفِ فأَوْصَدَه أَي سَدَّهُ من أَوْصَدْتُ البَابَ إِذا أَغْلَقْتَه . وأَوْصَدَ القِدْرَ : أَطْبَقَهَا والاسم منهما جَمِيعاً الوِصَادُ حكاه اللِّحيانيُّ . وقوله عز وجل " إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ " وقرىء مُوصَدَة بغير هَمْزٍ قال أَبو عُبَيْدة : آصَدْتُ وأَوْصَدْتن إَذا أَطْبَقْت ومعنى مُؤْصَدة : مُطْبَقَةٌ عَليهم وفي البصائر : هَمَزَهَا أَبو عَمْرٍو وحَمْزَةُ وخَلَفٌ وَحَفْصٌ واختلف على يَعقُوب والبَاقُون بغير هَمْزٍ . ووَصَدَ كوَعَد : ثَبَتَ وفي النوادر : وَصَدْت بالمكانِ أَصِدُ ووَتَدْتُ أَتِدُ إِذا ثَبَتُّ ويقال : وَصَدَ الشيءُ : وَصَبَ أَي ثَبَتَ فهو واصِدٌ ووَاصِبٌ ومثْلهُ الصَّيْهَدُ والصَّيْهَبُ للحَرِّ الشديدِ وَوَصَدَ بالمكان : أَقَامَ . وهو مأْخوذٌ من عِبَارَة النوادِرِ مِثْل وَطَدَ . والتَّوْصِيدُ : التَّحْذِيرُ يقال وَصَّدَه وأَوْصَدَه إِذا أَغْرَاهُ وحَذَّرَه . ومما يستدرك عليه : الوَصْدَةُ مِن الرَّجُلِ : خُبْتَةُ سَرَاوِيلِه وأَنشد يعقوب :
ومُرْهَقٍ سَالَ إِمْتَاعاً بِوَصْدَتِه ... لَمْ يَسْتَعِنْ وَحَوَامِي المَوْتِ تَغْشَاهُ فسّرَه ابنُ سِيدَه بما تقدَّم وقال : مَعْنَى لم يَسْتَعِن أَي لَمْ يَحْلِقْ عَانَتُه
صَدَّعَنْه يصُدُّ وَيصِدُّ صَدّاً وصُدُوداً كقُعودٍ أَعرضَ ورَجلٌ صادٌّ من قَومٍ صُدّاد وامرأةٌ صادَّةٌ من صَوادَّ وصُدَّادٍ أَيضاً قال القُطامِيُّ :
أَبصارُهُنَّ إلى الشُّبَّانِ مائِلةٌ ... وقد أَراهُنَّ عَنْهُمْ غيرَ صُدَّأدِ ويقال : صَدَّ فُلاناً عن كذا صَدّاً إِذا مَنَعَهُ وصَرَفَهُ عنه قال الله عزَّ وجلَّ : " وصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِن دُونِ اللهِ " أَي صَدَّهَا كونُها من قَوْمٍ كافرينَ عن الإيمان . وفي التنزيل : " فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ " كأَصَدَّهُ إِصْداداً وصَدَّدَه وأَنشد الفَرَّاءُ لذي الرُّمَّة :
" أُناسٌ أَصَدُّوا النَّاسَ بالسَّيْفِ عَنْهُمُصُدُودَ السَّواقِي عن أُنُوفِ الحَوائِمِ وصَدَّ يَصُدُّ بالضّمّ ويَصِدُّن بالكسر صَدّاً وصَدِيداً : عَجَّ وَضَجَّ . وفي التنزيل : " ولمَّا ضُرِبَ ابنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنه يَصِدُّونَ " أَي يَضِجُّون ويعِجُّون وقال قُرِئ : " يَصُدُّون " أَي يُعْرِضُون . قال الأزهريّ تقول صَدَّ يصُدُّ ويصِدُّ مثل شَدَّ يَشُدّ ويَشِدّ والاختيار : يَصِدُّون بالكسر . وهي قراءة ابن عباس . وعلى قوله في تفسيره العَمَلُ . قال أَبو منصور : يقال صَدَدْتُ فُلاناً عن أَمرِهِ أَصُدُّه صَدّاً فصدَّ يَصُدُّ يستوي فيه لفظُ الواقعِ واللازمِ فإذا كان المعنى يَضِجُّ وَيعِجُّ فالوَجْهُ الجَيِّدُ صَدَّ يَصِدُّ مثل ضَجّ يَضِجُّ . ونقل شيخنا عن شروح اللامِيَّة : أَن صَدَّ اللازِمَ سواءٌ كان بمعنى ضَجَّ أَو أَعرَضَ فمضارِعُهُ بالوَجْهَيْن الكسر على القِيَاس والضّمّ على الشُّذوذ . قال : وكلامُ المصنِّف يقتضي أَن الوَجْهَيْن في معنَى ضَجَِّ فقط . وليس كذلك
وعن الليث يقال : هذه الدار على صَدَدِ هذه ودارِي صَدَدَ دارِهِ محرَّكَةَ أَي قُبَالَتَهُ وقُرْبَهُ كذا في النُّسْخ وبتذكير الضمير والصواب تأْنِيثُه كما في سائر الأُمهات نُصِبَ على الظَّرْفِ قال أَبو عُبَيْد قال ابن السِّكِّيت الصَّدَدُ والصَّقَبُ : القُرْبُ ويقال : هذا صَدَدَ هذا وبِصَدَدِه وعلى صَدَدِهِ أَي قُبَالَتَهُ . والصَّدِيدُ : ماءُ الجُرْحِ الرَّقِيقُ المختلِطُ بالدَّمِ قبل أَن تَغْلُظَ المِدَّة . وفي الحديث : يُسْقَى من صَدِيدِ أَهْلِ النار . قال ابن الأَثير : هو الدَّمُ والقَيْحُ الذي يَسِيل من الجَسَدِ . وقال ابن سِيده : الصَّدِيدُ : القَيْحُ الذِي كأَنَّه ماءٌ وفيه شُكْلَةٌ . والصَّدِيدُ في القرآن : ما يَسِيلُ من جُلودِ أَهْلِ النَّار . وقال اللَّيْث الصديد الدّمُ المُخْتلِط بالقَيْحِ في الجُرْحِ . وقيل : الصَّدِيِدُ : الحَمِيمُ إذا أُغْليَ حَتَّى خَثُرَ أَي غَلُظ نقله الصاغانيّ . والتَّصْدِيدُ : التَّصْفِيقُ . والتَّصدُّدُ : التَّعَرُّض هذا هو الأَصل وتُبْدَلُ الدالُ ياءً فيقال التَّصَدِّي والتَّصْدِيَةُ قال الله عز وجل " وما كانَ صَلاتُهُمْ عنْدَ البَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وتَصْدِيَةً " فالمُكَاءُ : الصَّفِيرُ والتَّصْدِيةُ : التَّصْفِيقُ وقيل للتَّصْفِيق : تَصِديةٌ لأَن اليَدَيْنِ تَتصافَقانِ فيقابِل صَفْقُ هذه صَفْقَ الأُخرى وصَدُّ هذه صَدَّ الأُخرَى وهما وَجْهاها . وعن ابن سيده : التَّصْدِيَةُ : التَّصْفِيقُ والصَّوتُ على تحويل التّضعيف . قال : ونظيره : قَصَّيْتُ أَظْفَارِي . في حروف كثيرة . قالَ : قد عَمِلَ فيه سيبويه باباً . وقد ذَكَرَ منه يَعقُوبُ وأَبو عبيدٍ أَحرُفاً
وفي التهذيب : يقال صدَّ يُصَدِّي : تَصْدِيةً إذا صَفَّقَ وأَصله : صَدَّدَ يُصدِّدُ فكثرت الدّالات فقُلِبَت إِحداهُنَّ ياءً كما قالوا : قَصَّيْتُ أَظْفَارِي والأَصلُ : قَصَصْتُ . قال : قال ذلك أَبو عُبَيْدٍ وابنُ السِّكِّيت وغيرهما . ذَهَبَ أَبو جعفرٍ الرُّسْتُمِيُّ إلى أَن التَّصْدِيَةَ من الصَّدَى وهو الصَّوتُ ولم يُستَعمل من الصَّدَى فِعْلٌ . والحَمْل على المُستعمَل أَوْلَى
قال شيخنا : هو كلامٌ ظاهرٌ وفي كلام المصنِّف لَفٌّ ونَشْرٌ مُشَوَّشٌ . وقول الله تعالى : " أَمّا مَنِ اسْتَغْنَى فأَنتَ لَهُ تَصَدَّى " معناه : تَتَعرَّض له وتَمِيل إليه وتُقْبِل عليه يقال : تَصَدَّى فُلانٌ لفُلان إذا تَعَرَّضَ له . والأَصْل تَصدَّدَ . وقال الأَزهريّ : ويجوز أَن يكون معنى قوله : " فَأَنْتَ له تَصَدَّى " أَي تَتَقَرَّب إِليه من الصَّدَدِ وهو القُرْبُ كما تقدم . والصُّدَّاد كَرُمَّانِ ؟ ٍ : الحَيَّةُ عن الصاغاني ودُوَيْبَّةٌ من جنْس الجُرْذَأنِ أَو سامٌّ أَبْرَصَ وقد جاءَ في كلام قيس وفسره به أبو زيد وتَبِعَه ابنُ سيده وقيل : الوَزَغُ أَنشد يعقوب :
" مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ ثم فَسَّرَه بالوَزَغِ ج : صَدَائِدُ على غير قياس . والصُّدَّاد أَيضاً : الطريق إلى الماء . والصِّدَاد ككِتَابٍ : ما اصْطَدَّتْ به المرأةُ وهو أي الصِّدَاد : السِّتْرُ كذا في نوادر الأعراب . وصَدّاءُ كعَدَّاء : لغةٌ في صَدْآءَ وهو اسم بئرْ أَو رَكِيَّةٍ عَذْبةِ الماءِ . ورَوَى بعضُهم هذا المَثَلَ : ماءٌ ولا كَصَدَّاءَ أَنشد أَبو عُبَيْدٍ :
وإِنِّي وتَهْيامِي بزَيْنَبَ كالَّذِي ... يُحَأوِلُ مِن أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا وقيل لأبي عليٍّ النحويّ : هو فَعْلاءُ من المضاعف . فقال : نعم وأَنشد لِضرار بن عُتْبَةَ العَبْشَمِيّ :
كأَنِّيَ مِن وَجْدٍ بِزَيْنَبَ هائِمٌ ... يُخَالِسُ من أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا وبعضهم يقول : صَدْآءُ بالهمز مثل صَدْعَاءَ قال الجوهريُّ : سأَلْتُ عنه رجلاً بالبادية فلم يَهْمِزْه . وقد مَرَّ في الهَمْز ما يقارب ذلك فراجِعْه . والصَّدُّ بالفتح ويُضَمُّ : الجَبَلُ والسين لغة فيه . قال أَبو عَمْرٍو : يقال لكل جَبلٍ : صَدٌّ وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ . والصَّدُّ والصُّدُّ ناحِيةُ الوادِي والشِّعْبِ وهما الصَّدَّانِ . والجمع : أَصدادٌ وصُدودٌ . وصُدّاً الجبلِ : ناحِيَتاه في مَشْعَبِه وهما الصَّدَفانِ قال حُمَيْد :تَقَلْقَلَ قِدْحٌ بينَ صُدَّينِ أَشْخَصَتْ ... لهُ كَفُّ رامٍ وِجْهةً لا يُريدُهَا والصُّدَّانِ بالضّمّ : شَرْخَا الفَرْقِ كذا في النُّسخ . والصواب : الفُوق . كما هو نصّ التكملة مجازاً عن جانِبَيِ الوادِي . والصَّدُود كَصَبُورٍ المِجْوَلُ نقله الصاغَانيُّ والصَّدُود ما دَلَكْتَهُ على مِرْآةٍ فكَحَلْتَ بِهِ عَيْناً وهذا عن ابن بُزُرْج . وصَدْصَدُ : اسم امرأَةٍ عن الصاغانيّ . وصَدَاصِدٌ كعُلابِطٍ : جَبَلٌ لهُذَيْرلٍ نقله الصاغَانيُّ . وأَصَدَّ الجُرْحُ إِصْدَاداً : قَيَّحَ وصَدَّدَ صَار فيه المِدَّةُ . وزاد في المصباح : صَدِئَ الجُرْحُ كفَرِحَ . والقياس يقتضيه . قاله شيخُنا
ومما يستدرك عليه : صَدَّ يَصِدُّ صَدّاً : استَغْرَب ضَحِكاً . قال الليث " إذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ " أَي يَضْحكون . والصَّدُّ : الهِجْرَانُ . والصَّدُّ : المرتفِعُ من السَّحَابِ تَراه كالجَبلِ والسِّين أَعلى . والصَّدُّ : شِعْبٌ صَغِير يَسيل فيه الماءُ قاله الضَّبِّيُّ . والصَّدُّ الجانِبُ والصَّدَدُ : الناحِيَةُ . والصَّدَدُ : القَصْدُ . قاله ابن سيده . ويقال : صَدَّ السَّبِيلُ إِذا استَقْبَلَكَ عَقَبَةٌ صَعْبَةٌ فَتَركْتَها وأَخَذْتَ غَيرَها . وتَصدَّيتُ له : أَقْبلتُ عليه . ولاصَّدَّى مَقصور : تِينٌ أَبيضُ الظاهِرِ أَكْحَلُ الجَوْفِ وهو صادِقُ الحَلاوة هذا قول أَبي حَنِيفَة . والصَّدْصَدَة : ضَرْبُ المُنْخُلِ بِيَدِكَ . وصَدّ بالفارسية : اسم للمائة من العَدَدِ . ويقال : لا صَدَدَ لي عن ذلك ولا جَدَدَ أَي لا مانِعَ نقله الصاغانيُّ