أَلَتَه مالَه وحَقَّهُ يَأْلِتُه أَلْتاً من حَدِّ ضرب : نَقَصَهُ وفي التَّنزيل " وما أَلَتْناهُمْ من عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ " قال الفَرّاءُ : الأَلْت : النقص . كآلَتَهُ إيلاتاً مثل أكرَمَ إكراماً وأَلأَتَهُ إلآتاً رباعيّاً مثلُه غير أنّه مهموز العين وهكذا ضُبِط في نسختنا وصوّب عليه وضبطه شيخُنا من باب المُفاعَلَة ومصدرُه إلاتٌ بغير ياءٍ كقِتال واستشهد من شواهد المُطوَّل نظيرَه في قوله :
" لهمْ إِلْفٌ وليْسَ لكُمْ إِلافُ قُلت : ويشْهَدُ له أيضاً ما في لسان العرب : أَلَتَه يَأْلِتُه أَلْتاً وأَلاتَهُ أي : فهو مصدرُ أَلاتَهُ يُلِتُهُ . أَلَتَهُ عن وجْهِه : حَبَسَهُ وصَرَفَهُ كلاتَهُ يَليتُهُ وهما لُغَتانِ حكاهما اليَزيديُّ عن أبي عَمْرو بن العلاءِ . ولاتَهُ أيضاً : نَقَصَهُ ؛ قال الفَرّاءُ : وفي الآيةِ لُغةٌ أخرى : ومالِتْناهُم بالكسر ؛ وأنشد في الأَلْتِ :
أَبْلغْ بَني ثُعَلٍ عَنِّي مُغَلْغَلَةً ... جهْدَ الرِّسالَةِ لا ألْتاً ولا كَذِبا
يقول : لا نقصانَ ولا زيادةَ . وفي لسان العرب : وفي حديث عبد الرَّحمن بن عَوْفٍ يومَ الشُّورى : " ولا تَغْمِدوا سُيوفِكُمْ عن أعدائكم فَتُولِتوا أعْمالَكم " قال القُتَيْبِيُّ : أي تَنْقُصوها يُريدُ أنّه كانت لهم أعمالٌ في الجَهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هم تَرَكوها وأَغْمَدوا سُيوفَهم واخْتَلَفوا نَقَصوا أعمالَهم . يقال : لاتَ يَليت وأَلَتَ يَأْلِت وبِهما نَزَل القرآنُ قال : ولم أسمَعْ أوْلَتَ يُولِتُ إلاّ في هذا الحديث قال : " وما أَلَتْناهُمْ من عَمَلِهم " يجوز أن يكون من : أَلَتَ ومن : أَلاتَ قال : ويكون أَلاتَهُ يُلِيته : إذا صَرَفَهُ عن الشّيْءِ . قال شيخنا : وقد استعملوه لازماً قالوا : أَلت الشَّيْءُ كضَرَبَ : إذا نَقَصَ كما في المِصْباح وغيرِه وزاد بعضهم لغَةً أْخْرى وهي أنّه يُقال : أَلِت كفَرِحَ ويدُلُّ له قِراءَة ابنِ كَثيرٍ : " وما أَلِتْناهُمْ " في الطور بكسر اللام حكاه ابن جِنِّي وأغْفَلَه المصنِّفُ وغيرُه . قلت : ولعلَّها هي اللُّغَة التي نقلها القُتَيْبِيُّ ونقل عنه ابن مُكَرَّمٍ وإنَّما تَصَحَّف على شيخنا فلْيُراجَعْ في محلّه . الأَلْتُ : الحَلِفُ ورُوِيَ عن الأصمعيّ إنّه قال : أَلَتَه يَميناً يَأْلِته أَلْتاً : إذا حَلَّفَهُ وفي الصَّحاح : أَحْلَفَهُ . وقال غيرُهُ : أَلَتهُ باليمين أَلْتاً : شدَّدَ عليه ورُوِيَ عن عُمَرَ رَضِيَ الله عنه : " أنَّ رجلاً قال له : اتَّقِ الله يا أمير المؤمنين فسَمعَها رجلٌ فقال : أَتأْلِت على أمير المؤمنين ؟ فقال عمَرُ : دَعْه " الحديث . قال ابن الأعْرابيّ : معنى قولِه : أَتَأْلِته ؟ أَتَحُطُّه بذلك ؟ أتَضَع منه ؟ أَتُنْقِصُهُ ؟ قال أبو منصور : وفيه وجهٌ آخر وهو أشْهَ بما أراد الرجلُ فذكَرَ قولَ الأصمَعيِّ السابقَ ثم قال : كأنه لما قال : اتَّقِ الله فقد نَشَدَهُ بالله . تقول العرب : أَلَتُّكَ بالله لَما فَعَلْتَ كذا معناه : نَشدْتُكَ بالله . والأَلْتُ : القَسَمُ يقال : إذا لم يُعْطِكَ حَقَّكَ فقَيِّدْهُ بالأَلْتِ . أَلَتَهُ : طَلَبَ منه حَلِفاً أو شَهادَةً يَقومُ له بها . عن أبي عَمْرو : الأُلْتَة بالضَّم : العَطِيَّة القَلِيلَة . واليَمين الغَمُوسُ . وأُلْتِي بالضَّمِّ وكسرِ التّاء المثناة بهذا ضبَط ياقوت أُلْتَى كحُبْلى والمشهور الأوّلُ : قَلْعَةٌ في بِلاد الرُّوم هي حَصينةٌ في بلاد الكُرْجِ قُرْ بَ تَفْليسَ كما أخبرني من دخَلَها والأَلْتُ بفتح فسكون : البُهْتان عن كُراع . وأَلِّيتُ بالفتح وشدّ الّلام مع كسرها : قال كُثَيِّر عَزَّةَ :
" بروضة أَلِّيتَ قَصْرَا خَنَاثَا وماله نظيرٌ سوى : كَوْكَبٌ دَرِّيءٌ وقد سبق بيانه . في المحْكَمِ : هذا البناءُ عزيزٌ أو معدوم إلاّ ما حَكاه أبو زَيْد من قَوْلِهم : عليه سَكَّينَةٌ قلتُ : وسيأْتي له رابع في برت
اللَّتُّ : الدَّقُّ قال امرُؤُ القيْسِ يَصفُ الحُمُرَ :
تَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بسُمْر رَزِينَة ... مَوارِنَ لا كُزْمٍ ولا مَعِرَاتِ قال : تَلُتُّ أَي تَدُقُّ بحوافِرَ سُمْرٍ وذلك أَصْلَبُ لها والكُزْمُ القِصَار وقال هِمْيانُ :
" حَطْماً على الأَنْفِ ووَسْماً عَلْبَا
" وبالعَصا لَتّاً وخَنْقاً سَأْبَا قالَ أَبو منصور : وهذا حرف صحيح اللَّتُّ " : الشَّدّ والإِيثاقُ " يقال : لَتَّ الشىءَ يَلُتُّه إِذا شَدّه وأَوْثَقَهُ . عن ابنِ الأَعرابيّ : اللَّتُّ " : الفَتُّ " اللَّتّ " : السَّحْقُ " زاده الصاغانيّ . ولَتَّ السَّوِيقَ والأَقِطَ ونَحْوَهُما يَلُتُّه لَتّاً : جَدَحَه وقيل : بَسَّهُ بالماءِ ونحْوِه وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
" سَفَّ العَجُوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتَا
وعن اللَّيث : اللَّتُّ بَلُّ السَّوِيقِ والبَسُّ أَشَدُّ منه يقال : لَتَّ السَّوِيقَ أَي بَلَّهُ . " واللُّتَاتُ بالضّمّ : ما فُتَّ من قُشُور " الخَشَبِ ويروى عن الشافعيّ - رضي الله عنه - أَنه قال في باب التيمّم : ولا يَجُوزُ التَّيَمُّمُ بلُتَاتِ " الشَّجَرِ " وهو ما فُتَّ من قِشْرِه اليابِس الأَعْلى قال الأَزهريّ : لا أَدْرِي لِتَاتٌ أَم لُتَاتٌ وفي الحديث : " ما أَبْقَى مِنّي إِلاّ لُتَاتاً " كأَنّه قال : ما أَبْقَى مني المَرَضُ إِلا جِلْداً يابساً كقِشْرَةِ الشَّجَرِ اللُّتَاتُ " : ما لُتَّ بِه " وفي كتاب اللَّيْث : اللَّتُّ : الفِعْلُ من اللُّتَاتِ وكُلُّ شْىءٍ يُلَتُّ به سَوِيقٌ أَو غَيْرُه نحوُ السَّمْنِ ودُهْنِ الأَلْيَةِ . في حديث مُجاهِد - في قوله تعالى : " أَفَرَأَيْتُم اللاَّتَ والعُزَّى " قال : كان رَجُلاً يَلُتُّ السَّوِيقَ لَهُم وقرأَ : أَفَرَأَيْتُمُ " اللاَّتٌ " والعُزَّى " مُشَدَّدَةَ التّاءِ " وهو " صَنَمٌ " . قال الفَرّاءُ : والقراءَةُ " اللاَّتَ " بتخفيف التاءِ قال : وأَصْلُه اللاَّتُّ بالتشديد " وقرأَ بِها ابنُ عَبّاسٍ و " مَوْلاهُ " عِكْرِمَةُ " ومُجَاهِدٌ " وجَمَاعةٌ " كمنصورِ بنِ المُعْتَمِر والأَعْمَشِ والسِّخْتِيَانيّ ونقله الفَرَّاءُ عن البَزِّيِّ ويَعْقُوبَ . " سُمِّنَ بالذي كان يَلُتُّ عِنْدَهُ السَّوِيقَ بالسَّمْنِ " أَي يَخِلطُه به " ثم خُفِّفَ " وجُعل اسماً للصنّم . وفي اللِّسان : اللاَّتُّ - فيما زعم قومٌ من أَهلِ اللُّغَةِ - صَخْرَةٌ كان عندها رَجُلٌ يَلُتّ السَّوِيقَ للحَاجّ فلما ماتَ عُبِدَتْ قال ابن سيده : ولا أَدْرِي ما صِحَّةُ ذلك . وفي النهاية وذكر أَنّ التاءِ في الأَصل مخَفَّفة للتَّأْنيث وليس هذا بابها وكان الكسائيّ يقف عند اللاَّت بالهَاءِ قال أَبو إِسحاق : وهذا قياس والأَجْوَدُ اتّباعُ المُصْحَفِ والوقوفُ عليها بالتّاءِ قال أَبو منصور : وقول الكسائيّ يوقَفُ عليها بالهاءِ يَدُلّ على أَنه لم يَجْعَلْها من اللَّتِّ وكان المُشْرِكونَ الذين عبَدُوها عَارَضوا باسْمِها اسمَ اللهِ تَعالى اللهُ عُلُوّاً كَبِيراً عن إِفْكِهم ومُعارَضتِهم وإِلْحَادِهم في اسمه العَظيم . قلت : وعلى قراءَةِ التخفيف قولٌ آخر حكاه أَهل الاشتقاق وهو أَن يكون اللاَّتُ فَعْلَة من لَوَى ؛ لأَنَّهم كانوا يَلْوُون عَليْها أَي يَطُوفُون بها قال شيخنا : وبه صَدَّرَ البيضاوىّ تَبَعاً للزمخشريّ أَي وعليه فموضِعُه المُعْتَلّ . وفي الرَّوْض للسُّهَيْلّي : أَنّ الرجلَ الذي كان يَلْتُّ السَّويقَ للحَجِّ هو عَمْرُو بن لُحَىٍّ ولما غَلَبت خُزَاعةُ على مكَّةَ ونفت جُرْهُمَ جَعَلَتْه العَربُ رَبّاً وأَنَّه اللاَّتُّ الذي كان يَلُتُّ السَّوِيقَ للحَجِيجِ على صَخْرَةٍ مَعروفة تُسمّى صَخرةَ اللاَّتِّ وفيل : إِن الذي كان يَلُتُّ السويقَ من ثَقيفٍ فلما مات قالَ لهم عَمْرُو بنُ لُحَىّ : إِنّه لم يَمُتْ ولكنه دخَلَ الصَّخرَةَ ثم أَمَرَهم بعبادَتِها وبَنَى بَيْتاً عليها يُسّمى اللاَّت يقال : إِنّه دامَ أَمرُه وأَمرُ وَلدِه من بعدِه على هذا ثلاثمائة سنة فلما هَلَكَ سُمِّيت تلك الصَّخْرةُ اللاَّتَ مُخففةَ التاءِ واتُّخِذَتْ صنَماً تُعْبَد . وأَشار المُفَسِّرونَ إِلى الخلافِ : هل كانت لثَقيف في الطَّائِف أَو لقُرَيْش في النَّخْلَة كما في الكشَّاف والأَنوارِ وغيرِهما كذا في شرح شيخِنا . وقولُ شيخِنا فيما بعد - عند قول المُصَنّف : ثم خُفّف - : قد عِلمْتَ أَنّ الذي خَفَّفوه لم يَقُولوا : أَصلُه التَّشْديد بل قالوا : هو مُعْتَلٌّ مِن لَواه إِذا طاف بِه إِنما هو نَظراً إلى ما صَدّرَ به القَاضي وإِلاّ فابنُ الأَثِير والأَزهريّ وغيرهما نقلوا عن الفراءِ وغيرِه التَّخفيفَ من التَّشْدِيد كما سبقَ آنِفاً . قد " لُتَّ فلانٌ بِفُلانٍ " إِذا " لُزَّبِه " أي شُدَّ وأُوثِقَ " وقُرِنَ معه " . " واللَّتْلَتَةُ : اليَمينُ الغَمُوسُ " نقله الصاغانيّ عن ابنِ الأَعرابيّ وهو في الأَساس أَيضاً . وأَصابَنَا مَطَرٌ من صَبِيرٍ لَتَّ ثِيابَنَا لَتّاً فأَرْوَضَتْ منه الأَرْضُ كُلُّها أَي بَلَّها كذا في الأَساس