المَعْدُ الضَّخْم
وشيء مَعْدٌ غليظ وتَمَعْدَدَ غَلُظ وسَمِن عن اللحياني قال رَبَبْتُه حتى إِذا
تمَدَدَا والمَعِدَةُ والمَِعْدَةُ موضع الطعام قبل أَن يَنحدر إِلى الأَمعاء وقال
الليث التي تَسْتَوْعِبُ الطعامَ من الإِنسان ويقال المَعِدةُ للإِنسان بمنزلة
المَعْدُ الضَّخْم
وشيء مَعْدٌ غليظ وتَمَعْدَدَ غَلُظ وسَمِن عن اللحياني قال رَبَبْتُه حتى إِذا
تمَدَدَا والمَعِدَةُ والمَِعْدَةُ موضع الطعام قبل أَن يَنحدر إِلى الأَمعاء وقال
الليث التي تَسْتَوْعِبُ الطعامَ من الإِنسان ويقال المَعِدةُ للإِنسان بمنزلة
الكرشة لكل مُجْتَرٍّ وفي المحكم بمنزلة الكرِش لذوات الأَظْلافِ والأَخْلافِ
والجمع مَعِدٌ ومِعَدٌ توهمت فيه فِعَلَة وأَما ابن جني فقال في جمع مَعِدَة
مِعَدٌ قال وكان القِياس أَن يقولوا مَعِدٌ كما قالوا في جمع نَبِقة نَبِقٌ وفي
جمع كلِمةٍ كَلِمٌ فلم يقولوا ذلك وعدلوا عنه إِلى أَن فتحوا المكسور وكسروا
المفتوح قال وقد علمنا أَن من شرط الجمع بخلع الهاءِ أَن لا يغير من صيغة الحروف
والحركات شيء ولا يزاد على طرح الهاء نحو تمرة وتمر ونخلة ونخل فلولا أَن الكسرة
والفتحة عندهم تجريان كالشيء الواحد لما قالوا مَعِدٌ ولكنهم فعلوا هذا لقرب الحالين
عليهم ولِيُعْلِموا رأْيهم في ذلك فيؤنسوا به ويوطِّئوا بمكانه لما وراء هومُعِدَ
الرجلُ فهو مَمْعودٌ ذَرِبت مَعِدَتُه فلم يَسْتَمْرِئْ ما يأْكله ومَعَدَه أَصاب
مَعِدتَه والمَعْدُ ضَرْب من الرُّطَب ورُطَبَة مَعْدَة ومُتَمَعِّدة طرية عن ابن
الأَعرابي وبسر ثَعْدٌ مَعْدٌ أَي رخْص وبعضهم يقول هو إِتباع لا يفرد والمَعْدُ
الفسادُ ومَعَدَ الدَّلْوَ مَعْداً ومَعَدَ بها وامْتَعَدَها نزعها وأَخرجها من
البئر وقيل جدبها والمَعْدُ الجَذْبُ مَعَدْتُ الشيء جَذَبْتُه بسرعة وذِئْبٌ
مِمْعَدٌ وماعِدٌ إِذا كان يَجْذِبُ العَدْو جَذْباً قال ذو الرمة يذكر صائداً
شبهه في سرعته بالذئب كأَنَّما أَطْمارُه إِذا عدا جُلِّلْنَ سِرحانَ فَلاةٍ
مِمْعَدا ونَزْعٌ مَعْدٌ يُمَدُّ فيه بالبكْرة قال أَحمد بن جندل السعدي يا سَعْدُ
يا ابنَ عُمَرٍ يا سعدُ هل يُرْوِيَنْ ذَوْدَكَ نَزْعٌ مَعْدُ وساقِيانِ سَبِطٌ
وجَعْدُ ؟ وقال ابن الأَعرابي نَزْعٌ مَعْدٌ سَريع وبعض يقول شديد وكأَنه نَزْعٌ
من أَسفل قعر الركية وجعل أَحد الساقيين جَعْداً والآخر سَبطاً لأَن الجعد منهما
أَسودُ زنْجِيٌّ والسبط رُوميّ وإِذا كانا هكذا لم يشغلا بالحديث عن ضيعتهما
وامْتَعَدَ سَيْفَه من غِمْدَه اسْتَلَّه واخْتَرَطَه ومَعَدَ الرمْحَ مَعْداً
وامْتَعَدَه انتزعه من مركزه وهو من الاجتذاب وقال اللحياني مَرَّ بِرُمْحِهِ وهو
مَرْكُوز فامْتَعَدَه ثم حَمَل اقتلعه ومَعَدَ الشيءَ مَعْداً وامْتَعَدَ
اخْتَطَفَه فَذَهَبَ به وقيل اختلسه قال أَخْشَى عليها طَيِّئاً وأَسَدَا
وخارِبَيْنِ خَرَباً فَمَعَدَا لا يَحْسَبَانِ اللهَ إِلا رَقَدَا أَي اخْتَلساها
واخْتَطفاها ومَعَدَ في الأَرض يَمْعَدُ مَعْداً ومُعُوداً إِذا ذَهب الأَخيرة عن
اللحياني والمُتَمَعْدِدُ البَعِيدُ وتَمَعْدَدَ تباعَد قال مَعْنُ بن أَوس قِفا
إِنَّها أمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها وإِن كانَ مِنْ ذي ودِّنا قد تَعَمْدَدا أَي
تَباعَدَ قال شمر قوله المُتَمَعْدِدُ البعيد لا أَعلمه إِلا من مَعَدَ في الأَرض
إِذا ذهب فيها ثم صيره تَفَعْلَلَ منه وبعير مَعْد أَي سريع قال الزَّفَيانُ لمَّا
رأَيتُ الظُّعْنَ شَالَتْ تُحْدَى أَتْبَعْتُهُنَّ أَرْحَبِيًّا مَعْدا ومَعَدَ
بِخُصْيَيه مَعْداً ذهب بهما وقيل مدّهما وقال اللحياني أَخذ فلان بِخُصْيَيْ فلان
فمعدهما ومعد بهما أَي مدّهما واجتبذهما والمَعَدّ بتشديد الدال اللحم الذي تحت
الكتف أَو أَسفل منها قليلاً وهو من أَطيب لحم الجنب قال الأَزهري وتقول العرب في
مثل يضربونه قَدْ يَأْكُلُ المَعَدِّيُّ أَكلَ السُّوءِ قال هو في الاشتقاق يخرج
على مَفْعَل ويخرج على فَعَلٍّ على مثال عَلَدٍّ ولم يشتقُّ منه فِعْل والمَعَدّان
الجنبان من الإِنسان وغيره وقيل هما موضع رِجْلَي الراكب من الفرس وقوله أَنشده
ابن الأَعرابي أُقَيْفِدُ حَفَّادٌ عَلَيْه عَبَاءَةٌ كَسَاها مَعَدَّيْهِ
مُقَاتَلة الدَّهْرِ أَخبر أَنه يقاتل الدهر من لؤْمه هذا قول ابن الأَعرابي وقال
اللحياني المعدّ الجنب فأَفرده والمَعَدّان من الفرس ما بين رو وس كتفيه إِلى مؤَخر
متنه قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته فإِمَّا زالَ سَرْجِي عن مَعَدٍّ وأَجْدِرْ
بالحَوادث أَن تَكُونا يقول إِن زال عنك سرجي فبنت بطلاق أَو بموت فلا تتزوجي هذا
المطروق وهو قوله فلا تَصِلِي بِمَطْروُق إِذا ما سَرَى في القَوْمِ أَصبَحَ
مُسْتَكِينا وقال ابن الأَعرابي معناه إِن عُرِّي فرسي من سرجي ومت فَبَكِّي يا
غَنِيُّ بِأَرْيَحِيٍّ مِنَ الفِتْيانِ لا يُمْسي بَطِينا وقيل المَعَدَّان من
الفرس ما بين أَسفل الكتف إِلى منقطع الأَضلاع وهما اللحم الغليظ المجتمع خلف
كتفيه ويستحب نُتُوءُهُما لأَن ذلك الموضع إِذا ضاق ضغطَ القلب فَغَمَّه
والمَعَدُّ موضع عقب الفارس وقال اللحياني هو موضع رجل الفارس من الدابة فلم يخص
عقباً من غيرها ومن الرَّجُل مثله وأَنشد شمر في المعدّ من الإِنسان وكأَنَّما
تَحْتَ المَعَدِّ ضَئِيلةٌ يَنْفِي رُقادَك سَمُّها وسمَاعُها يعني الحية
والمَعْدُ والمَغْدُ بالعين والغين النتف والمَعَدُّ عرق في مَنْسِجِ الفرس
والمَعَدُّ البطن عن أَبي علي وأَنشد أَبْرأْت مِنِّي بَرَصاً بِجِلْدِي مِنْ
بَعْدِ ما طَعَنْتَ في مَعَدِّي ومَعَدٌّ حيّ سمي بأَحد هذه الأَشياء وغلب عليه
التذكير وهو مما لا يقال فيه من بني فلان وما كان على هذه السورة فالتذكير فيه
أَغلبَ وقد يكون اسماً للقبيلة أَنشد سيبويه ولَسْنا إِذا عُدِّ الحَصَى
بِأَقَلِّهِ وإِنَّ مَعَدَّ اليومَ مُؤْذٍ ذَلِيلُها والنسب إِليه مَعَدِّيٌّ
فأَما قولهم في المثل تَسْمَعُ بالمُعَيْدِي لا أَن تراه فمخفف عن القياس اللازم في
هذا الضرب ولهذا النادر في حدّ التحقير ذكرت الإِضافة
( * قوله « ذكرت الاضافة إلخ » كذا بالأصل ) إِليه مكبراً وإِلا فَمَعَدِّي على
القياس وقيل فيه أَن تَسْمَعَ بالمُعَيْدي خير من أَن تراه وقيل فيه تسمع بالمعيدي
خير من أَن تراه وقيل المختار الأَول قال وإِن شئت قلت لأَنْ تسمعَ بالمعيدي خير
من أَن تراه وكان الكسائي يرى التشديد في الدال فيقول بالمُعَيدِّيِّ ويقول إِنما
هو تصغير رجل منسوب إِلى معدّ يضرب مثلاً لمن خَبَرُه خير من مَرْآتِه وكان غير
الكسائي يخفف الدال ويشدد ياء النسبة وقال ابن السكيت هو تصغير معدّي إِلا أَنه
إِذا اجتمعت تشديدة الحرف وتشديدة ياء النسبة خفت ياء النسبة وقال الشاعر ضَلَّتْ
حُلُومُهُمُ عنهمْ وغَرَّهُمُ سَنُّ المُعَيديِّ في رَعْيٍ وتَعْزِيبِ يضرب للرجل
الذي له صيت وذكر فإذا رأَيته ازدريت مَرْآتَه وكان تأْويلُه تأْويلَ آمر كأَنه
قال اسمع به ولا تره والتَّمَعْدُدُ الصبر على عيش معدّ وقيل التمعدد التشَظُّف
مُرْتَجَل غير مشتق وتَمَعْدَدَ صار في مَعَدّ وفي حديث عمر اخْشَوْشِنُوا
وتَمَعْدَدُوا هكذا روي من كلام عمر وقد رفعه الطبراني في المعجم عن أَبي حدرد
الأَسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أَبو عبيد فيه قولان يقال هو من الغلظ
ومنه قيل للغلام إِذا شب وغلظ قد تمعدد قال الراجز رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا
ويقال تمعددوا تشبهوا بعيش مَعَدّ بن عدنان وكانوا أَهل قَشَف وغِلَظ في المَعاش
يقول فكونوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العجم وهكذا هو في حديث الآخر
عليكم باللِّبْسةِ المَعَدِّية أَي خُشُونةِ اللِّباس وقال الليث التمعدد الصبر
على عيش مَعَدّ في الحضر والسفر قال وإِذا ذكرت أَن قوماً تحولوا عن معدٍّ إِلى
اليمن ثم رجعوا قلت تَمَعْدَدُوا ومَعْدِيٌّ ومَعْدانُ اسمان ومَعْديكَرِبَ اسم
مركب من العرب من يجعل إِعرابه في آخره ومنهم من يضيف مَعْدِي إِلى كَرِبَ قال ابن
جني معديكرب فيمن ركبه ولم يضف صدره إِلى عجزه يكتب متصلاً فإِذا كان يكتب كذلك مع
كونه اسماً ومن حكم الأَسماء أَنْ تُفْرَد ولا توصل بغيرها لقوتها وتمكنها في
الوضع فالفِعْلُ في قَلَّما وطالما لاتصاله في كثير من المواضع بما بعده نحو ضربت
وضربنا ولتُبلَوُنَّ وهما يقومان وهم يقعدون وأَنتِ تذهبين ونحو ذلك مما يدل على
شدة اتصال الفعل بفاعله أَحْجَى بجواز خلطه بما وُصِلَ به في طالما وقلما قال
الأَزهري في آخر هذه الترجمة المَدْعِيُّ المُتَّهَمُ في نسبه قال كأَنه جعله من
الدِّعْوة في النسب وليست الميم بأَصلية
معنى
في قاموس معاجم
العَدُّ
إِحْصاءُ الشيءِ عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه والعَدَدُ
في قوله تعالى وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عَدَداً له معنيان يكون أَحصى كل شيء معدوداً
فيكون نصبه على الحال يقال عددت الدراهم عدّاً وما عُدَّ فهو مَعْدود وعَدَد كما
يقال نفض
العَدُّ
إِحْصاءُ الشيءِ عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه والعَدَدُ
في قوله تعالى وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عَدَداً له معنيان يكون أَحصى كل شيء معدوداً
فيكون نصبه على الحال يقال عددت الدراهم عدّاً وما عُدَّ فهو مَعْدود وعَدَد كما
يقال نفضت ثمر الشجر نَفْضاً والمَنْفُوضُ نَفَضٌ ويكون معنى قوله أَحصى كل شيء
عدداً أَي إِحصاء فأَقام عدداً مقام الإِحصاء لأَنه بمعناه والاسم العدد والعديد
وفي حديث لقمان ولا نَعُدُّ فَضْلَه علينا أَي لا نُحْصِيه لكثرته وقيل لا نعتده
علينا مِنَّةً له وفي الحديث أَن رجلاً سئل عن القيامة متى تكون فقال إِذا تكاملت
العِدَّتان قيل هما عِدّةُ أَهل الجنة وعِدَّةُ أَهلِ النار أَي إِذا تكاملت عند
الله برجوعهم إِليه قامت القيامة وحكى اللحياني عَدَّه مَعَدّاً وأَنشد لا
تَعْدِلِيني بِظُرُبٍّ جَعْدِ كَزِّ القُصَيْرى مُقْرِفِ المَعَدِّ
( * قوله « لا تعدليني » بالدال المهملة ومثله في الصحاح وشرح القاموس أي لا
تسوّيني وتقدم في ج ع د لا تعذليني بذال معجمة من العذل اللوم فاتبعنا المؤلف في
المحلين وان كان الظاهر ما هنا )
قوله مقرف المعد أَي ما عُدَّ من آبائه قال ابن سيده وعندي أَن المَعَدَّ هنا
الجَنْبُ لأَنه قد قال كز القصيرى والقصيرى عُضْو فمقابلة العضو بالعضو خير من
مقابلته بالعِدَّة وقوله عز وجل ومَن كان مَريضاً أَو على سَفَرٍ فَعِدّة من أَيام
أُخَر أَي فأَفطر فَعليه كذا فاكتفى بالمسبب الذي هو قوله فعدة من أَيام أُخر عن
السبب الذي هو الإِفطار وحكى اللحياني أَيضاً عن العرب عددت الدراهم أَفراداً
وَوِحاداً وأَعْدَدْت الدراهم أَفراداً ووِحاداً ثم قال لا أَدري أَمن العدد أَم
من العدة فشكه في ذلك يدل على أَن أَعددت لغة في عددت ولا أَعرفها وقول أَبي ذؤيب
رَدَدْنا إِلى مَوْلى بَنِيها فَأَصْبَحَتْ يُعَدُّ بها وَسْطَ النِّساءِ
الأَرامِل إِنما أَراد تُعَدُّ فَعَدَّاه بالباء لأَنه في معنى احْتُسِبَ بها
والعَدَدُ مقدار ما يُعَدُّ ومَبْلغُه والجمع أَعداد وكذلك العِدّةُ وقيل العِدّةُ
مصدر كالعَدِّ والعِدّةُ أَيضاً الجماعة قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ تقول رأَيت عِدَّةَ
رجالٍ وعِدَّةَ نساءٍ وأَنْفذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جماعة كتب والعديدُ الكثرة
وهذه الدراهمُ عَديدُ هذه الدراهم أَي مِثْلُها في العِدّة جاؤوا به على هذا
المثال لأَنه منصرفٌ إِلى جِنْسِ العَديل فهو من باب الكَمِيعِ والنَّزيعِ ابن
الأَعرابي يقال هذا عِدادُه وعِدُّه ونِدُّهُ ونَديدُه وبِدُّه وبَديدُه وسِيُّهُ
وزِنُه وزَنُه وحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وغَفْرُه ودَنُّه ( قوله « وزنه وزنه
وعفره وغفره ودنه » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نجدها بمعنى مثل فيما بأيدينا من كتب
اللغة ما عدا شرح القاموس فإنه ناقل من نسخة اللسان التي بأيدينا ) أَي مِثْلُه
وقِرْنُه والجمع الأَعْدادُ والأَبْدادُ والعَدائدُ النُّظَراءُ واحدُهم عَديدٌ
ويقال ما أَكْثَرَ عَديدَ بني فلان وبنو فلان عَديدُ الحَصى والثَّرى إِذا كانوا
لا يُحْصَوْن كثرة كما لا يُحْصى الحَصى والثَّرى أَي هم بعدد هذين الكثيرين وهم
يَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّدُونَ على عَدَدِ كذا أَي يزيدون عليه في العَدَد وقيل
يَتَعَدَّدُونَ عليه يَزيدون عليه في العدد ويَتَعَادُّون إِذا اشتركوا فيما
يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المَكارِم وفي التنزيل واذكروا الله في أَيام معدوداتٍ
وفي الحديث فَيَتعادُّ بنو الأُم كانوا مائةً فلا يجدون بَقِيَ منهم إِلا الرجل
الواحِدَ أَي يَعُدُّ بعضُهم بعضاً وفي حديث أَنس إِن وَلدِي لَيَتعَادُّون مائة
أَو يزيدون عليها قال وكذلك يَتَعدّدون والأَيام المعدودات أَيامُ التشريق وهي
ثلاثة بعد يوم النحر وأَما الأَيام المعلوماتُ فعشر ذي الحِجة عُرِّفَتْ تلك
بالتقليل لأَنها ثلاثة وعُرِّفَتْ هذه بالشُّهْرة لأَنها عشرة وإِنما قُلِّلَ
بمعدودة لأَنها نقيض قولك لا تحصى كثرة ومنه وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ
معدودة أَي قليلة قال الزجاج كل عدد قل أَو كثر فهو معدود ولكن معدودات أَدل على
القِلَّة لأَن كل قليل يجمع بالأَلف والتاء نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّاماتٍ وقد يجوز
أَن تقع الأَلف والتاء للتكثير والعِدُّ الكَثْرَةُ يقال إِنهم لذو عِدٍّ وقِبْصٍ
وفي الحديث يَخْرُجُ جَيْشٌ من المشرق آدَى شيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكْثَرُه عِدَّةً
وأَتَمُّه وأَشَدُّه استعداداً وعَدَدْتُ من الأَفعال المتعدية إِلى مفعولين بعد
اعتقاد حذف الوسيط يقولون عددتك المالَ وعددت لك المال قال الفارسي عددتك وعددت لك
ولم يذكر المال وعادَّهُم الشيءُ تَساهَموه بينهم فساواهم وهم يَتَعادُّون إِذا
اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مكارِمَ أَو غير ذلك من الأَشياء كلها
والعدائدُ المالُ المُقْتَسَمُ والمِيراثُ ابن الأَعرابي العَدِيدَةُ الحِصَّةُ
والعِدادُ الحِصَصُ في قول لبيد تَطِيرُ عَدائدُ الأَشْراكِ شَفْعاً وَوِتْراً
والزَّعامَةُ للغُلام يعني من يَعُدُّه في الميراث ويقال هو من عِدَّةِ المال وقد
فسره ابن الأَعرابي فقال العَدائد المالُ والميراثُ والأَشْراكُ الشَّرِكةُ يعني
ابن الأَعرابي بالشَّرِكة جمعَ شَريكٍ أَي يقتسمونها بينهم شَفْعاً وَوِتْراً
سهمين سهمين وسهماً سهماً فيقول تذهب هذه الأَنصباء على الدهر وتبقى الرياسة للولد
وقول أَبي عبيد العَدائدُ من يَعُدُّه في الميراث خطأٌ وقول أَبي دواد في صفة
الفرس وطِمِرَّةٍ كَهِراوةِ الأَعْ زَابِ ليسَ لها عَدائدْ فسره ثعلب فقال شبهها
بعصا المسافر لأَنها ملساء فكأَنّ العدائد هنا العُقَدُ وإِن كان هو لم يفسرها
وقال الأَزهري معناه ليس لها نظائر وفي التهذيب العدائد الذين يُعادُّ بعضهم بعضاً
في الميراث وفلانٌ عَدِيدُ بني فلان أَي يُعَدُّ فيهم وعَدَّه فاعْتَدَّ أَي صار
معدوداً واعْتُدَّ به وعِدادُ فلان في بني فلان أَي أَنه يُعَدُّ معهم في ديوانهم
ويُعَدُّ منهم في الديوان وفلان في عِدادِ أَهل الخير أَي يُعَدُّ منهم والعِدادُ
والبِدادُ المناهَدَة يقال فلانٌ عِدُّ فلان وبِدُّه أَي قِرْنُه والجمع أَعْدادٌ
وأَبْدادٌ والعَدِيدُ الذي يُعَدُّ من أَهلك وليس معهم قال ابن شميل يقال أَتيت
فلاناً في يوم عِدادٍ أَي يوم جمعة أَو فطر أَو عيد والعرب تقول ما يأْتينا فلان
إِلا عِدادَ القَمَرِ الثريا وإِلا قِرانَ القمرِ الثريا أَي ما يأْتينا في السنة
إِلا مرة واحدة أَنشد أَبو الهيثم لأُسَيْدِ بنِ الحُلاحِل إِذا ما قارَنَ القَمَرُ
الثُّرَيَّا لِثَالِثَةٍ فقد ذَهَبَ الشِّتاءُ قال أَبو الهيثم وإِنما يقارنُ
القمرُ الثريا ليلةً ثالثةً من الهلال وذلك أَول الربيع وآخر الشتاء ويقال ما
أَلقاه إِلا عِدَّة الثريا القمرَ وإِلا عِدادَ الثريا القمرَ وإِلا عدادَ الثريا
من القمر أَي إِلا مَرَّةً في السنة وقيل في عِدَّةِ نزول القمر الثريا وقيل هي
ليلة في كل شهر يلتقي فيها الثريا والقمر وفي الصحاح وذلك أَن القمر ينزل الثريا
في كل شهر مرة قال ابن بري صوابه أَن يقول لأَن القمر يقارن الثريا في كل سنة مرة
وذلك في خمسة أَيام من آذار وعلى ذلك قول أُسيد بن الحلاحل إِذا ما قارن القمر
الثريا البيت وقال كثير فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَى إِنما تُسْعِفُ النوى قِرانَ
الثُّرَيَّا مَرَّةً ثمّ تَأْفُِلُ رأَيت بخط القاضي شمس الدين أَحمد بن خلكان هذا
الذي استدركه الشيخ على الجوهري لا يرد عليه لأَنه قال إِن القمر ينزل الثريا في
كل شهر مرة وهذا كلام صحيح لأَن القمر يقطع الفلك في كل شهر مرة ويكون كل ليلة في
منزلة والثريا من جملة المنازل فيكون القمر فيها في الشهر مرة وما تعرض الجوهري
للمقارنة حتى يقول الشيخ صوابه كذا وكذا ويقال فلان إِنما يأْتي أَهلَه العِدَّةَ
وهي من العِدادِ أَي يأْتي أَهله في الشهر والشهرين ويقال به مرضٌ عِدادٌ وهو أَن
يَدَعَه زماناً ثم يعاوده وقد عادَّه مُعادَّة وعِداداً وكذلك السليم والمجنون
كأَنّ اشتقاقه من الحساب من قِبَل عدد الشهور والأَيام أَي أَن الوجع كأَنه
يَعُدُّ ما يمضي من السنة فإِذا تمت عاود الملدوغَ والعِدادُ اهتياجُ وجع اللديغ
وذلك إِذا تمت له سنة مذ يوم لُدِغَ هاج به الأَلم والعِدَدُ مقصور منه وقد جاء
ذلك في ضرورة الشعر يقال عادّتُه اللسعة إِذا أَتته لِعِدادٍ وفي الحديث ما زالت
أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعادُّني فهذا أَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَري أَي تراجعني ويعاودني
أَلَمُ سُمِّها في أَوقاتٍ معلومة قال الشاعر يُلاقي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى
كما يَلْقَى السَّلِيمُ مِنَ العِدادِ وقيل عِدادُ السليم أَن تَعُدَّ له سبعة
أَيام فإِن مضت رَجَوْا له البُرْءَ وما لم تمض قيل هو في عِدادِه ومعنى قول النبي
صلى الله عليه وسلم تُعادُّني تُؤْذيني وتراجعني في أَوقاتٍ معلومة ويعاودني أَلمُ
سمها كما قال النابغة في حية لدغت رجلاً تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُراجِعُ
ويقال به عِدادٌ من أَلَمٍ أَي يعاوده في أَوقات معلومة وعِدادُ الحمى وقتها
المعروفُ الذي لا يكادُ يُخْطِيئُه وعَمَّ بعضُهم بالعِدادِ فقال هو الشيءُ يأْتيك
لوقته مثل الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ وكذلك السمّ الذي يَقْتُلُ لِوَقْتٍ وأَصله
من العَدَدِ كما تقدم أَبو زيد يقال انقضت عِدَّةُ الرجل إِذا انقضى أَجَلُه
وجَمْعُها العِدَدُ ومثله انقضت مُدَّتُه وجمعها المُدَدُ ابن الأَعرابي قال قالت
امرأَة ورأَت رجلاً كانت عَهِدَتْه شابّاً جَلْداً أيَن شَبابُك وجَلَدُك ؟ فقال
من طال أَمَدُه وكَثُر ولَدُه ورَقَّ عَدَدُه ذهب جَلَدُه قوله رق عدده أَي سِنُوه
التي بِعَدِّها ذهب أَكْثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بقي فكان عنده رقيقاً وأَما قول الهُذَلِيِّ
في العِدادِ هل أَنتِ عارِفَةُ العِدادِ فَتُقْصِرِي ؟ فمعناه هل تعرفين وقت وفاتي
؟ وقال ابن السكيت إِذا كان لأَهل الميت يوم أَو ليلة يُجْتَمع فيه للنياحة عليه
فهو عِدادٌ لهم وعِدَّةُ المرأَة أَيام قُروئها وعِدَّتُها أَيضاً أَيام إِحدادها
على بعلها وإِمساكها عن الزينة شهوراً كان أَو أَقراء أَو وضع حمل حملته من زوجها
وقد اعتَدَّت المرأَة عِدَّتها من وفاة زوجها أَو طلاقه إِياها وجمعُ عِدَّتِها
عِدَدٌ وأَصل ذلك كله من العَدِّ وقد انقضت عِدَّتُها وفي الحديث لم تكن للمطلقة
عِدَّةٌ فأَنزل الله تعالى العِدَّة للطلاق وعِدَّةُ المرأَة المطلقة
والمُتَوَفَّى زَوْجُها هي ما تَعُدُّه من أَيام أَقرائها أَو أَيام حملها أَو
أَربعة أَشهر وعشر ليال وفي حديث النخعي إِذا دخلت عِدَّةٌ في عِدَّةٍ أَجزأَت
إِحداهما يريد إِذا لزمت المرأَة عِدَّتان من رجل واحد في حال واحدة كفت إِحداهما
عن الأُخرى كمن طلق امرأَته ثلاثاً ثم مات وهي في عدتها فإِنها تعتد أَقصى العدتين
وخالفه غيره في هذا وكمن مات وزوجته حامل فوضعت قبل انقضاء عدة الوفاة فإِن عدتها
تنقضي بالوضع عند الأَكثر وفي التنزيل فما لكم عليهن من عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها
فأَما قراءة من قرأَ تَعْتَدُونَها فمن باب تظنيت وحذف الوسيط أَي تعتدون بها
وإِعْدادُ الشيء واعتِدادُه واسْتِعْدادُه وتَعْدادُه إِحْضارُه قال ثعلب يقال
اسْتَعْدَدْتُ للمسائل وتَعَدَّدْتُ واسم ذلك العُدَّة يقال كونوا على عُدَّة
فأَما قراءةُ من قرأَ ولو أَرادوا الخروج لأَعَدُّوا له عُدَّهُ فعلى حذف علامة
التأْنيث وإِقامة هاء الضمير مُقامها لأَنهما مشتركتان في أَنهما جزئيتان
والعُدَّةُ ما أَعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح يقال أَخذ للأَمر عُدَّتَه
وعَتادَه بمعنىً قال الأَخفش ومنه قوله تعالى جمع مالاً وعَدَّدَه ويقال جعله ذا
عَدَدٍ والعُدَّةُ ما أُعِدَّ لأَمر يحدث مثل الأُهْبَةِ يقال أَعْدَدْتُ للأَمر
عُدَّتَه وأَعَدّه لأَمر كذا هيَّأَه له والاستعداد للأَمر التَّهَيُّؤُ له وأَما
قوله تعالى وأَعْتَدَتْ لهُنَّ مُتَّكَأً فإِنه إِن كان كما ذهب إِليه قوم من أَنه
غُيِّرَ بالإِبْدالِ كراهيةَ المثلين كما يُفَرُّ منها إِلى الإِدغام فهو من هذا
الباب وإِن كان من العَتادِ فظاهر أَنه ليس منه ومذهب الفارسي أَنه على الإِبدال
قال ابن دريد والعُدَّةُ من السلاح ما اعْتَدَدْتَه خص به السلاح لفظاً فلا أَدري
أَخصه في المعنى أَم لا وفي الحديث أَن أَبيض بن حمال المازني قدم على النبي صلى
الله عليه وسلم فاسْتَقْطَعَهُ المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقطعه إِياه فلما ولى
قال رجل يا رسول الله أَتدري ما أَقطعته ؟ إِنما أَقطعت له الماءَ العِدَّ قال
فرَجَعه منه قال ابن المظفر العِدُّ موضع يتخذه الناس يجتمع فيه ماء كثير والجمع
الأَعْدادُ ثم قال العِدُّ ما يُجْمَعُ ويُعَدُّ قال الأَزهري غلط الليث في تفسير
العِدِّ ولم يعرفه قال الأَصمعي الماء العِدُّ الدائم الذي له مادة لا انقطاع لها
مثل ماء العين وماء البئر وجمعُ العِدِّ أَعْدادٌ وفي الحديث نزلوا أَعْدادَ مياه
الحُدَيْبِيَةِ أَي ذَوات المادة كالعيون والآبار قال ذو الرمة يذكر امرأَة حضرت
ماء عِدّاً بَعْدَما نَشَّتْ مياهُ الغُدْرانِ في القَيْظِ فقال دَعَتْ مَيَّةَ
الأَعْدادُ واسْتَبْدَلَتْ بِها خَناطِيلُ آجالٍ مِنَ العِينِ خُذَّلُ استبدلت بها
يعني منازلها التي ظعنت عنها حاضرة أَعداد المياه فخالفتها إِليها الوحش وأَقامت
في منازلها وهذا استعارة كما قال ولقدْ هَبَطْتُ الوَادِيَيْنِ وَوَادِياً يَدْعُو
الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وقيل العِدُّ ماء الأَرض الغَزِيرُ وقيل
العِدُّ ما نبع من الأَرض والكَرَعُ ما نزل من السماء وقيل العِدُّ الماءُ القديم
الذي لا يَنْتَزِحُ قال الراعي في كلِّ غَبْراءَ مَخْشِيٍّ مَتالِفُها دَيْمُومَةٍ
ما بها عِدٌّ ولا ثَمَدُ قال ابن بري صوابه خفض ديمومة لأَنه نعت لغبراء ويروى
جَدَّاءَ بدل غبراء والجداء التي لا ماء بها وكذلك الديمومة والعِدُّ القديمة من
الرَّكايا وهو من قولهم حَسَبٌ عِدٌّ قَديمٌ قال ابن دريد هو مشتق من العِدِّ الذي
هو الماء القديم الذي لا ينتزح هذا الذي جرت العادة به في العبارة عنه وقال بعضُ
المُتَحَذِّقِينَ حَسَبٌ عِدٌّ كثير تشبيهاً بالماء الكثير وهذا غير قوي وأَن يكون
العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ قال الشاعر فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعْدادِ أَقدَمَ
مِنْ عادٍ وقَوْمِ عادِ وقال الحطيئة أَتتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْيٍ وإِنما
أَتَتْهُمْ بها الأَحلامُ والحَسَبُ العِدُّ قال أَبو عدنان سأَلت أَبا عبيدة عن
الماءِ العِدِّ فقال لي الماءُ العِدُّ بلغة تميم الكثير قال وهو بلغة بكر بن وائل
الماءُ القليل قال بنو تميم يقولون الماءُ العِدُّ مثلُ كاظِمَةٍ جاهِلِيٌّ
إِسلامِيٌّ لم ينزح قط وقالت لي الكُلابِيَّةُ الماءُ العِدُّ الرَّكِيُّ يقال
أَمِنَ العِدِّ هذا أَمْ مِنْ ماءِ السماءِ ؟ وأَنشدتني وماءٍ لَيْسَ مِنْ عِدِّ
الرَّكايا ولا جَلْبِ السماءِ قدِ اسْتَقَيْتُ وقالت ماءُ كلِّ رَكِيَّةٍ عِدٌّ
قَلَّ أَو كَثُرَ وعِدَّانُ الشَّبابِ والمُلْكِ أَوّلُهما وأَفضلهما قال العجاج
ولي على عِدَّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ والعِدَّانُ الزَّمانُ والعَهْدُ قال الفرزدق
يخاطب مسكيناً الدارمي وكان قد رثى زياد بن أَبيه فقال أَمِسْكِينُ أَبْكَى
اللَّهُ عَيْنَكَ إِنما جرى في ضَلالٍ دَمْعُها فَتَحَدَّرَا أَقولُ له لمَّا
أَتاني نَعِيُّهُ به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا أَتَبْكِي امْرأً من آلِ
مَيْسانَ كافِراً كَكِسرى على عِدَّانِه أَو كَقَيْصَرا ؟ قوله به لا بظبي يريد به
الهَلَكَةُ فحذف المبتدأَ معناه أَوقع الله به الهلكة لا بمن يهمني أَمره قال وهو
من العُدَّة كأَنه أُعِدَّ وهُيِّئَ وأَنا على عِدَّانِ ذلك أَي حينه وإِبَّانِه
عن ابن الأَعرابي وكان ذلك على عَدَّانِ فلان وعِدَّانِه أَي على عهده وزمانه
وأَورده الأَزهري في عَدَنَ أَيضاً وجئت على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلك وعَدَّان
تَفْعَلُ ذلك أَي حينه ويقال كان ذلك في عِدَّانِ شبابه وعِدَّانِ مُلْكِه وهو
أَفضله وأَكثره قال واشتقاقه من أَن ذلك كان مُهَيَّأً مُعَدّاً وعِدادُ القوس
صوتها ورَنِينُها وهو صوت الوتر قال صخر الغيّ وسَمْحَةٍ مِنْ قِسِيِّ زارَةَ حَمْ
راءَ هَتُوفٍ عِدادُها غَرِدُ والعُدُّ بَثرٌ يكون في الوجه عن ابن جني وقيل
العُدُّ والعُدَّةُ البَثْرُ يخرج على وجوه المِلاح يقال قد اسْتَكْمَتَ العُدُّ
فاقْبَحْه أَي ابْيَضَّ رأْسه من القَيْح فافْضَخْه حتى تَمْسَحَ عنه قَيْحَهُ قال
والقَبْحُ بالباء الكَسْرُ ابن الأَعرابي العَدْعَدَةُ العَجَلَةُ وعَدْعَدَ في
المشي وغيره عَدْعَدَةً أَسرع ويوم العِدادِ يوم العطاء قال عتبة بن الوعل
وقائِلَةٍ يومَ العِدادِ لبعلها أَرى عُتْبَةَ بنَ الوَعْلِ بَعْدِي تَغَيَّرا قال
والعِدادُ يومُ العَطاءِ والعِدادُ يومُ العَرْض وأَنشد شمر لجَهْم بنِ سَبَلٍ
مِنَ البيضِ العَقَائِلِ لم يُقَصِّرْ بها الآباءُ في يَوْمِ العِدادِ قال شمر
أَراد يومَ الفَخَارِ ومُعادَّة بعضِهم بعضاً ويقال بالرجل عِدادٌ أَي مَسٌّ من جنون
وقيده الأَزهري فقال هو شِبهُ الجنونِ يأْخذُ الإِنسانَ في أَوقاتٍ مَعلومة أَبو
زيد يقال للبغل إِذا زجرته عَدْعَدْ قال وعَدَسْ مثلُه والعَدْعَدةُ صوتُ القطا
وكأَنه حكاية قال طرفة أَرى الموتَ أَعْدادَ النُّفُوسِ ولا أَرى بَعِيداً غَداً
ما أَقْرَبَ اليومَ مِن غَدِ يقول لكل إِنسان مِيتَةٌ فإِذا ذهبت النفوس ذهبت
مِيَتُهُم كلها وأَما العِدّانُ جمع العتُودِ فقد تقدّم في موضعه وفي المثل أَنْ
تَسْمَع بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أَن تراه وهو تصغير مَعَدِّيٍّ مَنْسوب إِلى مَعَدّ
وإِنما خففت الدال استثقالاً للجمع بين الشديدتين مع ياء التصغير يُضْرَب للرجُل
الذي له صيتٌ وذِكْرٌ في الناس فإِذا رأَيته ازدريتَ مَرآتَه وقال ابن السكيت تسمع
بالمعيدي لا أَنْ تراهُ وكأَن تأْويلَه تأْويل أَمرٍ كأَنه اسْمَعْ به ولا تَرَه
والمَعَدَّانِ موضعُ دَفَّتَي السَّرْجِ ومَعَدٌّ أَبو العرب وهو مَعَدُّ بنُ
عَدْنانَ وكان سيبويه يقول الميم من نفس الكلمة لقولهم تَمَعْدَدَ لِقِلَّة
تَمَفْعَلَ في الكلام وقد خولِفَ فيه وتَمَعْدَدَ الرجلُ أَي تزَيَّا بِزيِّهم أَو
انتسب إِليهم أَو تَصَبَّرَ على عَيْش مَعَدّ وقال عمر رضي الله عنه اخْشَوْشِنُوا
وتَمَعْدَدُوا قال أَبو عبيد فيه قولان يقال هو من الغِلَظِ ومنه قيل للغلام إِذا
شبَّ وغلُظ قد تَمَعْدَدَ قال الراجز رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا ويقال
تَمَعْدَدوا أَي تشبَّهوا بعَيْش مَعَدّ وكانوا أَهلَ قَشَفٍ وغِلَظ في المعاش
يقول فكونوا مثلَهم ودعوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العَجم وهكذا هو في حديث آخر عليكم
باللِّبْسَة المَعَدِّيَّة وفي الصحاح وأَما قول معن بن أَوس قِفَا إِنها أَمْسَت
قِفاراً ومَن بها وإِن كان مِن ذي وُدِّنا قد تَمَعْدَدَا فإِنه يريد تباعد قال
ابن بري صوابه أَن يذكر تمعدد في فصل مَعَدَ لأَن الميم أَصلية قال وكذا ذكر
سيبويه قولَهم مَعَدٌّ فقال الميم أَصلية لقولهم تَمَعْدَدَ قال ولا يحمل على
تمَفْعل مثل تَمَسْكنَ لقلَّته ونَزَارَتِه وتمعدد في بيت ابن أَوْس هو من قولهم
مَعَدَ في الأَرض إِذا أَبعد في الذهاب وسنذكره في فصل مَعَدَ مُسْتَوْفًى وعليه
قول الراجز أَخْشَى عليه طَيِّئاً وأَسَدَا وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا أَي
أَبْعَدَا في الذهاب ومعنى البيت أَنه يقول لصاحبيه قفا عليها لأَنها مَنْزِلُ
أَحبابِنا وإِن كانت الآن خاليةً واسمُ كان مضمراً فيها يعود على مَن وقبل البيت
قِفَا نَبْكِ في أَطْلال دارٍ تنَكَّرَتْ لَنا بَعْدَ عِرْفانٍ تُثابَا وتُحْمَدَا