معنى إعراب ارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
القَسْمُ مصدر
قَسَمَ الشيءَ يَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَم والموضع مَقْسِم مثال مجلس وقَسَّمَه
جزَّأَه وهي القِسمةُ والقِسْم بالكسر النصيب والحَظُّ والجمع أَقْسام وهو
القَسِيم والجمع أَقْسِماء وأَقاسِيمُ الأَخيرة جمع الجمع يقال هذا قِسْمُك وهذا
قِسْمِي
القَسْمُ مصدر
قَسَمَ الشيءَ يَقْسِمُه قَسْماً فانْقَسَم والموضع مَقْسِم مثال مجلس وقَسَّمَه
جزَّأَه وهي القِسمةُ والقِسْم بالكسر النصيب والحَظُّ والجمع أَقْسام وهو
القَسِيم والجمع أَقْسِماء وأَقاسِيمُ الأَخيرة جمع الجمع يقال هذا قِسْمُك وهذا
قِسْمِي والأَقاسِيمُ الحُظُوظ المقسومة بين العباد والواحدة أُقْسُومة مثل
أُظفُور
( * قوله « مقل أظفور » في التكملة مثل أُظفورة بزيادة هاء التأنيث )
وأَظافِير وقيل الأَقاسِيمُ جمع الأَقسام والأَقسام جمع القِسْم الجوهري القِسم
بالكسر الحظ والنصيب من الخير مثل طَحَنْت طِحْناً والطِّحْنُ الدَّقيق وقوله عز
وجل فالمُقَسِّماتِ أَمراً هي الملائكة تُقَسِّم ما وُكِّلت به والمِقْسَمُ
والمَقْسَم كالقِسْم التهذيب كتب عن أَبي الهيثم أَنه أَنشد فَما لكَ إِلاَّ
مِقْسَمٌ ليس فائِتاً به أَحدٌ فاسْتَأْخِرَنْ أَو تقَدَّما
( * قوله « فاستأخرن أو تقدما » في الاساس بدله فاعجل به أو تأخرا )
قال القِسْم والمِقْسَم والقَسِيم نصيب الإِنسان من الشيء يقال قَسَمْت الشيء بين
الشركاء وأَعطيت كل شريك مِقْسَمه وقِسْمه وقَسِيمه وسمي مِقْسم بهذا وهو اسم رجل
وحصاة القَسْم حصاة تلقى في إِناء ثم يصب فيها من الماء قدر ما يَغمر الحصاة ثم
يتعاطونها وذلك إِذا كانوا في سفَر ولا ماء معهم إِلا شيء يسير فيقسمونه هكذا
الليث كانوا إِذا قَلَّ عليهم الماء في الفلَوات عَمدوا إِلى قَعْب فأَلقوا حصاة
في أَسفله ثم صَبُّوا عليه من الماء قدر ما يغمرها وقُسِمَ الماء بينهم على ذلك
وتسمى تلك الحصاةُ المَقْلَةَ وتَقَسَّموا الشيء واقْتَسَموه وتَقاسَموه قَسَمُوه
بينهم واسْتَقسَمُوا بالقِداح قَسَمُوا الجَزُور على مِقدار حُظوظهم منها الزجاج
في قوله تعالى وأَن تَسْتَقْسِمُوا بالأَزلام قال موضع أَن رفع المعنى وحُرّم
عليكم الاسْتِقْسام بالأَزلام والأَزْلام سِهام كانت لأَهل الجاهلية مكتوب على
بعضها أَمَرَني ربِّي وعلى بعضها نَهاني ربي فإِذا أَراد الرجل سفَراً أَو أَمراً
ضرب تلك القِداح فإِن خَرج السهم الذي عليه أَمرني ربي مضى لحاجته وإِن خرج الذي
عليه نهاني ربي لم يمض في أَمره فأَعلم الله عز وجل أَن ذلك حَرام قال الأَزهري
ومعنى قوله عز وجل وأَن تستقسموا بالأَزلام أَي تطلبوا من جهة الأَزلام ما قُسِم
لكم من أَحد الأَمرين ومما يبين ذلك أَنَّ الأَزلام التي كانوا يستقسمون بها غير
قداح الميسر ما روي عن عبد الرحمن بن مالك المُدْلجِي وهو ابن أَخي سُراقة بن
جُعْشُم أَن أَباه أَخبره أَنه سمع سراقة يقول جاءتنا رُسُل كفار قريش يجعلون لنا
في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبي بكرٍ دية كل واحد منهما لمن قتلهما أَو
أَسَرَهما قال فبينا أَنا جالس في مجلس قومي بني مُدْلج أَقبل منهم رجل فقام على
رؤوسنا فقال يا سراقة إِني رأَيت آنفاً أَسْوِدةً بالساحل لا أُراها إِلا محمداً
وأَصحابه قال فعرفت أَنهم هم فقلت إِنهم ليسوا بهم ولكنك رأَيت فلاناً وفلاناً
انطلقوا بُغاة قال ثم لَبِثْت في المجلس ساعة ثم قمتُ فدخلت بيتي وأَمرت جاريتي
أَن تخرج لي فرسي وتحبِسها من وراء أَكَمَة قال ثم أَخذت رمحي فخرجت به من ظهر
البيت فخفَضْت عالِيةَ الرُّمح وخَطَطْت برمحي في الأَرض حتى أَتيت فرسي فركبتها
ورفَعْتها تُقَرِّب بي حتى رأَيت أَسودتهما فلما دنوت منهم حيث أُسْمِعُهم الصوت
عَثَرَت بي فرسي فخَرَرت عنها أَهويت بيدي إِلى كِنانتي فأَخرجت منها الأَزْلامَ
فاستقسمت بها أَضِيرُهم أَم لا فخرج الذي أَكره أَن لا أَضِيرَهم فعَصَيْت
الأَزلام وركبت فرسي فرَفَعتها تُقَرِّب بي حتى إِذا دنوت منهم عَثَرت بي فرسي
وخَرَرْت عنها قال ففعلت ذلك ثلاث مرات إِلى أَن ساخت يدا فرسي في الأَرض فلما
بلغتا الركبتين خَرَرت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تَكد تَخْرج يداها فلما استوت
قائمة إِذا لأَثرِ يَدَيها عُثان ساطع في السماء مثل الدُّخان قال معمر أَحد رواة
الحديث قلت لأَبي عمرو بن العلاء ما العُثان ؟ فسكت ساعة ثم قال لي هو الدخان من
غيرنا وقال ثم ركبت فرسي حتى أَتيتهم ووقع في نفسي حين لَقِيت ما لقيت من الحبس
عنهم أَن سيظهر أَمرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال فقلت له إِن قومك جعلوا
لي الدية وأَخبرتهم بأَخبار سفرهم وما يريد الناس منهم وعَرَضت عليهم الزاد والمتاع
فلم يَرْزَؤُوني شيئاً ولم يسأَلوني إِلا قالوا أَخْفِ عنا قال فسأَلت أَن يكتب
كتاب مُوادَعة آمَنُ به قال فأَمرَ عامرَ بن فُهَيْرَةَ مولى أَبي بكر فكتبه لي في
رُقعة من أَديم ثم مضى قال الأَزهري فهذا الحديث يبين لك أَن الأَزرم قِداحُ
الأَمر والنهي لا قِداح المَيْسر قال وقد قال المؤَرّج وجماعة من أَهل اللغة إِن
الأَزلام قداح الميسر قال وهو وهَم واسْتَقْسم أَي طلب القَسْم بالأَزلام وفي حديث
الفتح دخل البيت فرأَى إِبراهيم وإِسمعيلَ بأَيديهما الأَزلام فقال قاتَلَهم الله
والله لقد علِموا أَنهما لم يَسْتَقْسما بها قطُّ الاسْتِقْسام طلب القِسم الذي
قُسِم له وقُدِّر مما لم يُقَسم ولم يُقَدَّر وهو استِفعال منه وكانوا إِذا أَراد
أَحدهم سفَراً أَو تزويجاً أَو نحو ذلك من المَهامِّ ضرب بالأَزلام وهي القداح
وكان على بعضها مكتوب أَمَرَني ربِّي وعلى الآخر نهاني ربي وعلى الآخر غُفْل فإِن
خرج أَمرني مَضى لشأْنه وإِن خرج نهاني أَمسك وإِن خرج الغُفْل عادَ فأَجالَها
وضرب بها أُخرى إِلى أَن يخرج الأَمر أَو النهي وقد تكرّر في الحديث وقاسَمْتُه
المال أَخذت منه قِسْمَك وأَخذ قِسْمه وقَسِيمُك الذي يُقاسِمك أَرضاً أَو داراً
أَو مالاً بينك وبينه والجمع أَقسِماء وقُسَماء وهذا قَسِيم هذا أَي شَطْرُه ويقال
هذه الأَرض قَسيمة هذه الأرض أَي عُزِلت عنها وفي حديث علي عليه السلام أَنا
قَسِيم النار قال القتيبي أَراد أَن الناس فريقان فريق معي وهم على هُدى وفريق
عليّ وهم على ضَلال كالخوارج فأنا قسيم النار نصف في الجنة معي ونصف عليّ في النار
وقَسِيم فعيل في معنى مُقاسِم مُفاعِل كالسَّمير والجليس والزَّميل قيل أَراد بهم
الخوارج وقيل كل من قاتله وتَقاسَما المال واقتَسَماه والاسم القِسْمة مؤَنثة
وإِنما قال تعالى فارزقوهم منه بعد قوله تعالى وإِذا حضَر القِسْمة لأَنها في معنى
الميراث والمال فذكَّر على ذلك والقَسَّام الذي يَقْسِم الدور والأَرض بين الشركاء
فيها وفي المحكم الذي يَقسِم الأَشياء بين الناس قال لبيد فارْضَوْا بما قَسَمَ
المَلِيكُ فإِنما قَسَمَ المَعِيشةَ بيننا قَسَّامُها
( * رواية المعلقة فاقنع بما قسم المليكُ فإنما قسم الخلائقَ بيننا عَلامُها )
عنى بالمليك الله عز وجل الليث يقال قَسَمْت الشيء بينهم قَسْماً وقِسْمة
والقِسْمة مصدر الاقْتِسام وفي حديث قراءة الفاتحة قَسَمْت الصلاة بيني وبين عبدي
نصفين أَراد بالصلاة ههنا القراءة تسمية للشيء ببعضه وقد جاءت مفسرة في الحديث
وهذه القِسْمة في المعنى لا اللفظ لأَن نصف الفاتحة ثناء ونصفها مَسْأَلة ودُعاء
وانتهاء الثناء عند قوله إِياك نعبد وكذلك قال في إِياك نستعين هذه الآية بيني
وبين عبدي والقُسامة ما يَعْزِله القاسم لنفسه من رأْس المال ليكون أَجْراً له وفي
الحديث إِياكم والقُسامة بالضم هي ما يأْخذه القَسَّام من رأْس المال عن أُجرته
لنفسه كما يأْخذ السماسرة رَسماً مرسُوماً لا أَجراً معلوماً كتواضُعهم أَن
يأْخذوا من كل أَلف شيئاً معيناً وذلك حرام قال الخطابي ليس في هذا تحريم إِذا
أَخذ القَسّام أُجرته بإِذن المقسوم لهم وإِنما هو فيمن وَلِيَ أَمر قوم فإِذا قسم
بين أَصحابه شيئاً أَمسك منه لنفسه نصيباً يستأْثر به عليهم وقد جاء في رواية
أُخرى الرجل يكون على الفِئام من الناس فيأْخذ من حَظّ هذا وحظ هذا وأَما
القِسامةُ بالكسر فهي صنعة القَسَّام كالجُزارة والجِزارة والبُشارة والبِشارة
والقُسامةُ الصَّدقة لأَنها تُقسم على الضعفاء وفي الحديث عن وابِصة مثَلُ الذي
يأْكل القُسامة كمثل جَدْيٍ بَطنُه مملوء رَضْفاً قال ابن الأَثير جاء تفسيرها في
الحديث أَنها الصدقة قال والأَصل الأَوَّل ابن سيده وعنده قَسْمٌ يَقْسِمه أَي عَطاء
ولا يجمع وهو من القِسْمة وقسَمَهم الدَّهر يَقْسِمهم فتَقَسَّموا أَي فَرَّقهم
فتَفَرَّقوا وقَسَّمَهم فرَّقهم قِسْماً هنا وقِسماً هنا ونَوىً قَسُومٌ مُفَرِّقة
مُبَعَّدة أَنشد ابن الأَعرابي نَأَتْ عن بَناتِ العَمِّ وانقَلَبَتْ بها نَوىً
يَوْم سُلاَّنِ البَتِيلِ قَسوم
( * قوله « وانقلبت » كذا في الأصل والذي في المحكم وانفلتت )
أَي مُقَسِّمة للشَّمْل مُفَرِّقة له والتقْسِيم التفريق وقول الشاعر يذكر قِدْراً
تُقَسِّم ما فيها فإِنْ هِي قَسَّمَتْ فَذاكَ وإِن أَكْرَتْ فعن أَهلِها تُكْري
قال أَبو عمرو قَسَّمت عَمَّت في القَسْم وأَكْرَتْ نَقَصَتْ ابن الأََعرابي
القَسامةُ الهُِدنة بين العدو والمسلِمين وجمعها قَسامات والقَسم الرَّأْي وقيل
الشكُّ وقيل القَدَرُ وأَنشد ابن بري في القَسْم الشَّكِّ لعدي بن زيد ظِنّة
شُبِّهتْ فأَمْكَنَها القَسْ مُ فأَعدَتْه والخَبِيرُ خبِيرُ وقَسَم أَمرَه
قَسْماً قَدَّره ونَظَر فيه كيف يفعل وقيل قَسَمَ أَمرَه لم يدر كيف يَصنع فيه
يقال هو يَقْسِم أَمره قَسْماً أَي يُقَدِّره ويُدَبِّره ينظر كيف يعمل فيه قال
لبيد فَقُولا له إِن كان يَقْسِمُ أَمْرَه أَلَمَّا يَعِظْكَ الدَّهْرُ ؟ أُمُّكَ
هابِلُ ويقال قَسَمَ فلان أَمره إِذا مَيَّل فيه أَن يفعله أَو لا يفعله أَبو سعيد
يقال تركت فلاناً يَقْتَسِم أَي يفكر ويُرَوِّي بين أَمرين وفي موضع آخر تركت
فلاناً يَسْتَقْسِم بمعناه ويقال فلان جَيِّد القَسْمِ أَي جيِّد الرأْي ورجل
مُقَسَّمٌ مُشتَرك الخواطِر بالهُموم والقَسَمُ بالتحريك اليمين وكذلك المُقْسَمُ
وهو المصدر مثل المُخْرَج والجمع أَقْسام وقد أَقْسَم بالله واسْتَقْسَمه به
وقاسَمَه حلَف له وتَقاسمَ القومُ تحالفوا وفي التنزيل قالوا تَقاسَمُوا بالله
وأَقْسَمْت حلفت وأَصله من القَسامة ابن عرفة في قوله تعالى كما أَنزلنا على
المُقْتَسِمين هم الذين تَقاسَمُوا وتَحالَفُوا على كَيْدِ الرسول صلى الله عليه
وسلم قال ابن عباس هم اليهود والنصارى الذين جعلوا القرآن عِضِينَ آمنوا ببعضه
وكفروا ببعضه وقاسَمَهما أَي حلَفَ لهما والقَسامة الذين يحلفون على حَقِّهم
ويأْخذون وفي الحديث نحن نازِلُون بخَيْفِ بني كِنانة حيث تَقاسَمُوا على الكفر
تقاسموا من القَسَم اليمين أَي تحالفوا يريد لمَّا تعاهدت قريش على مُقاطعة بني
هاشم وترك مُخالطتهم ابن سيده والقَسامة الجماعة يُقْسِمُون على الشيء أَو يُشهدون
ويَمِينُ القَسامةِ منسوبة إِليهم وفي حديثٍ الأَيْمانُ تُقْسَمُ على أَوْلياء
الدمِ أَبو زيد جاءت قَسامةُ الرجلِ سمي بالمصدر وقَتل فلان فلاناً بالقَسامة أَي
باليمين وجاءت قَسامة من بني فلان وأَصله اليمين ثم جُعِل قَوْماً والمُقْسَمُ
القَسَمُ والمُقْسَمُ المَوْضِع الذي حلف فيه والمُقْسِم الرجل الحالف أَقْسَم
يُقْسِمُ إِقْساماً قال الأَزهري وتفسير القَسامة في الدم أَن يُقْتل رجل فلا تشهد
على قتل القاتل إِياه بينة عادلة كاملة فيجيء أَولياء المقتول فيدّعون قِبَل رجل
أَنه قتله ويُدْلُون بِلَوْث من البينة غير كاملة وذلك أَن يُوجد المُدَّعى عليه
مُتلَطِّخاً بدم القتيل في الحال التي وُجد فيها ولم يشهد رجل عدل أَو امرأَة ثقة
أَن فلاناً قتله أَو يوجد القتيل في دار القاتل وقد كان بينهما عداوة ظاهرة قبل
ذلك فإِذا قامت دلالة من هذه الدلالات سَبَق إِلى قلب من سمعه أَن دعوى الأَولياء
صحيحة فَيُستَحْلَفُ أَولياءُ القتيل خمسين يميناً أَن فلاناً الذي ادعوا قتله
انفرد بقتل صاحبهم ما شَرَكه في دمه أَحد فإِذا حلفوا خمسين يميناً استحقوا دية
قتيلهم فإِن أَبَوْا أَن يحلفوا مع اللوث الذي أَدلوا به حلف المُدَّعى عليه
وبَرِئ وإِن نكل المدّعى عليه عن اليمين خير ورثة القتيل بين قتله أَو أَخذ الدية
من مال المدّعى عليه وهذا جميعه قول الشافعي والقَسامةُ اسم من الإِقْسام وُضِع
مَوْضِع المصدر ثم يقال للذين يُقْسِمونَ قَسَامة وإِن لم يكن لوث من بينة حلف
المدَّعى عليه خمسين يميناً وبرئ وقيل يحلف يميناً واحدة وفي الحديث أَنه اسْتَحْلَف
خمسةَ نفَر في قسامة معهم رجل من غيرهم فقال رُدُّوا الأَيمان على أَجالدِهم قال
ابن الأَثير القَسامة بالفتح اليمين كالقسَم وحقيقتها أَن يُقْسِم من أَولياء الدم
خمسون نفراً على استحقاقِهم دمَ صاحبِهم إِذا وجدوه قتيلاً بين قوم ولم يُعرف
قاتله فإِن لم يكونوا خمسين أَقسم الموجودون خمسين يميناً ولا يكون فيهم صبي ولا
امرأَة ولا مجنون ولا عبد أَو يُقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم فإِن حلف
المدعون استحقوا الدية وإِن حلف المتهَمون لم تلزمهم الدية وقد أَقْسَم يُقْسِم
قَسَماً وقَسامة وقد جاءت على بِناء الغَرامة والحَمالة لأَنها تلزم أَهل الموضع
الذي يوجد فيه القتيل ومنه حديث عمر رضي الله عنه القَسامة توجب العَقْل أَي تُوجب
الدّية لا القَوَد وفي حديث الحسن القَسامةُ جاهِلِيّة أَي كان أَهل الجاهلية
يَديِنُون بها وقد قرّرها الإِسلام وفي رواية القَتْلُ بالقسامة جاهِليةٌ أَي أَن
أَهل الجاهلية كانوا يقتُلُون بها أَو أَن القتل بها من أَعمال الجاهلية كأَنه
إِنكار لذلك واسْتِعْظام والقَسامُ الجَمال والحُسن قال بشر بن أَبي خازم يُسَنُّ
على مَراغِمِها القَسامُ وفلان قَسِيمُ الوَجْهِ ومُقَسَّمُ الوجهِ وقال باعث ابن
صُرَيْم اليَشْكُري ويقال هو كعب بن أَرْقَمَ اليشكري قاله في امرأَته وهو الصحيح
ويَوْمًا تُوافِينا بَوجْهً مُقسَّمٍ كأَنْ ظَبْية تَعْطُو إِلى وارِق السَّلَمْ
ويَوْماً تُرِيدُ مالَنا مع مالها فإِنْ لم نُنِلْها لم تُنِمْنا ولم تَنَمْ
نَظَلُّ كأَنَّا في خُصومِ غَرامةٍ تُسَمِّعُ جِيراني التَّأَلِّيَ والقَسَمْ
فَقُلْتُ لها إِنْ لا تَناهَي فإِنَّني أَخو النُّكْر حتى تَقْرَعي السِّنَّ من
نَدَمْ وهذا البيت في التهذيب أَنشده أَبو زيد كأَنْ ظبية تعطو إِلى ناضِرِ
السَّلم وقال قال أَبو زيد سمعت بعض العرب ينشده كأَنْ ظبيةٌ يريد كأَنها ظبية
فأَضمر الكناية وقول الربيع بن أَبي الحُقَيْق بأَحْسَنَ منها وقامَتْ تري ك
وجَهاً كأَنَّ عَلَيْه قَساما أَي حُسْناً وفي حديث أُم معبد قَسِيمٌ وَسِيم
القَسامةُ الحسن ورجل مُقَسَّم الوجهِ أَي جميل كله كأَن كل موضع منه أَخذ قِسْماً
من الجمال ويقال لحُرِّ الوجه قَسِمة بكسر السين وجمعها قَسِماتٌ ورجل مُقَسَّمٌ
وقَسِيم والأُنثى قَسِيمة وقد قَسُم أَبو عبيد القَسام والقَسامة الحُسْن وقال
الليث القَسِيمة المرأَة الجميلة وأَما قول الشاعر
( * قوله « الشاعر » هو عنترة )
وكأَنَّ فارةَ تاجِرٍ بِقَسِمةٍ سَبَقَتْ عَوارِضَها إِليكَ مِن الفَمِ فقيل هي
طلوع الفجر وقيل هو وقت تَغَير الأَفواه وذلك في وقت السحر قال وسمي السحر قَسِمة
لأَنه يَقْسِم بين الليل والنهار وقد قيل في هذا البيت إِنه اليمين وقيل امرأَة
حسَنة الوجه وقيل موضع وقيل هو جُؤْنة العَطَّار قال ابن سيده والمعروف عن ابن
الأَعرابي في جُؤْنة العطار قَسِمة فإِن كان ذلك فإِن الشاعر إِنما أَُشبع للضرورة
قال والقَسِيمة السُّوقُ عن ابن الأَعرابي ولم يُفسِّر به قول عنترة قال ابن سيده
وهو عندي مما يجوز أَن يُفسَّر به وقول العجاج الحمدُ للهِ العَلِيّ الأَعْظَمِ
باري السَّمواتِ بِغَيْرِ سُلَّمِ ورَبِّ هذا الأَثَرِ المُقَسَّمِ مِن عَهْد
إِبراهيمَ لَمَّا يُطْسَمِ أَراد المُحَسَّن يعني مَقام إِبراهيم عليه السلام
كأَنه قُسِّم أَي حُسِّن وقال أَبو ميمون يصف فرساً كلِّ طَوِيلِ السّاقِ حُرِّ
الخدّيْن مُقَسَّمِ الوجهِ هَرِيتِ الشِّدْقَيْن ووَشْيٌ مُقَسَّمٌ أَي مُحَسَّنٌ
وشيء قَسامِيٌّ منسوب إِلى القَسام وخفف القطامي ياء النسبة منه فأَخرجه مُخرج
تِهامٍ وشآمٍ فقال إِنَّ الأُبُوَّةَ والدَيْنِ تَراهُما مُتَقابلينِ قَسامِياً
وهِجانا أَراد أُبوّة والدين والقَسِمةُ الحُسن والقَسِمةُ الوجهُ وقيل ما أَقبل
عليك منه وقيل قَسِمةُ الوجه ما خَرج من الشعر وقيل الأَنفُ وناحِيتاه وقيل وسَطه
وقيل أَعلى الوَجْنة وقيل ما بين الوَجْنتين والأَنف تكسر سينها وتفتح وقيل
القَسِمة أَعالي الوجه وقيل القَسِمات مَجارِي الدموع والوجوه واحدتها قَسِمةٌ
ويقال من هذا رجل قَسِيم ومُقَسَّم إِذا كان جميلاً ابن سيده والمُقْسَم موضع
القَسَم قال زهير فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُم بمُقْسَمةٍ تَمُورُ بها
الدِّماء وقيل القَسِماتُ مجاري الدموع قال مُحْرِز بن مُكَعْبَرٍ الضبي وإِنِّي
أُراخيكم على مَطِّ سَعْيِكم كما في بُطونِ الحامِلاتِ رِخاءُ فَهلاَّ سَعَيْتُمْ
سَعْيَ عُصْبةِ مازِنٍ وما لعَلائي في الخُطوب سَواءُ كأَنَّ دَنانِيراً على
قَسِماتِهِمِ وإِنْ كان قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ لَهُمْ أَذْرُعٌ بادٍ نواشِزُ
لَحْمِها وبَعضُ الرِّجالِ في الحُروب غُثاءُ وقيل القَسِمةُ ما بين العينين روي
ذلك عن ابن الأَعرابي وبه فسر قوله دنانيراً على قَسِماتهم وقال أَيضاً القَسِمةُ
والقَسَمةُ ما فوق الحاجب وفتح السين لغة في ذلك كله أَبو الهيثم القَسامِيُّ الذي
يكون بين شيئين والقَسامِيّ الحَسَن من القسامة والقَسامِيُّ الذي يَطوي الثياب أَول
طَيّها حتى تتكسر على طيه قال رؤبة طاوِينَ مَجْدُولَ الخُروقِ الأَحداب طَيَّ
القَسامِيِّ بُرودَ العَصّاب ورأَيت في حاشية القَسَّامُ المِيزان وقيل الخَيّاطُ
وفرس قَسامِيٌّ أَي إِذا قَرَحَ من جانب واحد وهو من آخرَ رَباعٍ وأَنشد الجَعْدي
يصف فرساً أَشَقَّ قَسامِيّاً رَباعِيَ جانِبٍ وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ
أَشْقَرا وفرس قَسامِيٌّ منسوب إِلى قَسام فرس لبني جَعْدة وفيه يقول الجعدي
أَغَرّ قَسامِيّ كُمَيْت مُحَجَّل خَلا يده اليُمْنى فتَحْجِيلُه خَسا أَي فَرْدٌ
وقال ابن خالويه اسم الفرس قَسامة بالهاء وأَما قول النابغة يصف ظبية تَسَفُّ
برِيرَه وتَرُودُ فيه إِلي دُبُر النهارِ من القَسامِ قيل القَسامة شدّة الحرّ
وقيل إِن القسام أَول وقت الهاجرة قال الأَزهري ولا أَدري ما صحته وقيل القسام وقت
ذُرور الشمس وهي تكون حينئذ أَحسن ما تكون وأَتمّ ما تكون مَرْآةً وأَصل القَسام
الحُسن قال الأَزهري وهذا هو الصواب عندي وقول ذي الرمة لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ
يُبْلي جِدّةً أَبداً ولا تُقَسَّم شَعْباً واحِداً شُعَبُ يقول إِني ظننت أَن لا
تنقسم حالاتٌ كثيرة يعني حالاتِ شبابه حالاً واحداً وأَمراً واحداً يعني الكِبَر
والشيب قال ابن بري يقول كنت لغِرّتي أَحسب أَن الإِنسان لا يَهرم وأَن الثوبَ
الجديد لا يَخْلُق وأَن الشَّعْب الواحد الممتنع لا يَتفرَّق الشُّعَبَ
المتفرِّقةَ فيتفرق بعد اجتماع ويحصل متفرقاً في تلك الشُّعَبِ
( * قوله وأن الشعب إلخ هكذا في الأصل )
والقَسُومِيَّات مواضع قال زهير ضَحَّوْا قَليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنِمةٍ
ومِنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ
( * قوله « ضحوا قليلاً إلخ » أنشده في التكملة ومعجم ياقوت وعرسوا ساعة في كثب
اسنمة )
وقاسِمٌ وقَسِيمٌ وقُسَيْمٌ وقَسّام ومِقْسَم ومُقَسِّم أَسماء والقَسْم موضع
معروف والمُقْسِم أَرض قال الأَخطل مُنْقَضِبِين انْقِضابَ الخيل سَعْيُهُم بَين
الشقيق وعَيْن المُقْسِمِ البَصِر وأَما قول القُلاخ بن حَزْن السعدي القُلاخُ في
بُغائي مِقْسَما أَقْسَمْتُ لا أَسْأَمُ حتَّى تَسْأَما فهو اسم غلام له كان قد
فرّ منه
معنى
في قاموس معاجم
الأَزهري
وتُكْنَى من أَسماء النساء في قول العجاج خَيال تُكْنَى وخَيال تُكْتما قال أَحسبه
من كُنَيتْ تُكْنَى وكُتِمَتْ تُكْتَم...
الأَزهري
وتُكْنَى من أَسماء النساء في قول العجاج خَيال تُكْنَى وخَيال تُكْتما قال أَحسبه
من كُنَيتْ تُكْنَى وكُتِمَتْ تُكْتَم
معنى
في قاموس معاجم
العُرْبُ
والعَرَبُ جِيْلٌ من الناس معروف خِلافُ العَجَم وهما واحدٌ مثل العُجْمِ والعَجَم
مؤنث وتصغيره بغير هاء نادر الجوهري العُرَيْبُ تصغير العَرَبِ قال أبو الهِنْدِيّ
واسمه عَبْدُالمؤمن ابن عبدالقُدُوس
فأَمَّا البَهَطُ وحِيتَانُكُم ... فما زِلْتُ
العُرْبُ
والعَرَبُ جِيْلٌ من الناس معروف خِلافُ العَجَم وهما واحدٌ مثل العُجْمِ والعَجَم
مؤنث وتصغيره بغير هاء نادر الجوهري العُرَيْبُ تصغير العَرَبِ قال أبو الهِنْدِيّ
واسمه عَبْدُالمؤمن ابن عبدالقُدُوس
فأَمَّا البَهَطُ وحِيتَانُكُم ... فما زِلْتُ فيها كثيرَ السَّقَمْ
وقد نِلْتُ منها كما نِلْتُمُ ... فلَمْ أرَ فيها كَضَبٍّ هَرِمْ
وما في البُيُوضِ كبَيْضِ الدَّجاج ... وبَيْضُ الجَرادِ شِفاءُ القَرِمْ
ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيْ ... بِ لا تَشْتَهيهِ نفوسُ العَجَمْ
صَغَّرهم تعظيماً كما قال أنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ
والعَرَبُ العارِبة هم الخُلَّصُ منهم وأُخِذ من لَفْظه فأُكِّدَ به كقولك لَيلٌ
لائِلٌ تقول عَرَبٌ عارِبةٌ وعَرْباءُ صُرَحاءُ ومُتَعَرِّبةُ ومُسْتَعْرِبةٌ
دُخَلاءُ ليسوا بخُلَّصٍ والعربي منسوب إلى العرب وإن لم يكن بدوياً والأعرابي
البدوي وهم الأعراب والأعاريب جمع الأعراب وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب وقيل ليس
الأعراب جمعاً لعرب كما كان الأنباط جمعاً لنبطٍ وإنما العرب اسم جنس والنسب إلى
الأعراب أعرابي قال سيبويه إنما قيل في النسب إلى الأعراب أعرابي لأنه لا واحد له
على هذا المعنى ألا ترى أنك تقول العرب فلا يكون على هذا المعنى ؟ فهذا يقويه
وعربي بين العروبة والعروبية وهما من المصادر التي لا أفعال لها وحكى الأزهري رجل
عربي إذا كان نسبه في العرب ثابتاً وإن لم يكن فصيحاً وجمعه العرب كما يقال رجل
مجوسي ويهودي والجمع بحذف ياء النسبة اليهود والمجوس ورجل معرب إذا كان فصيحاً وإن
كان عجمي النسب ورجل أعرابي بالألف إذا كان بدوياً صاحب نجعة وانتواء وارتياد
للكلإ وتتبع لمساقط الغيث وسواء كان من العرب أو من مواليهم ويجمع الأعرابي على
الأعراب والأعاريب والأعرابي إذا قيل له يا عربي فرح بذلك وهش له والعربي إذا قيل له
يا أعرابي غضب له فمن نزل البادية أو جاور البادين وظعن بظعنهم وانتوى بانتوائهم
فهم أعراب ومن نزل بلاد الريف واستوطن مدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى
العرب فهم عرب وإن لم يكونوا فصحاء وقول اللّه عز وجل قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا
قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا فهؤلاء قوم من بوادي العرب
قدموا على النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة طمعاً في الصدقات لا رغبة في الإسلام
فسماهم اللّه تعالى العرب ومثلْهم الذين ذكرهم اللّه في سورة التوبة فقال
الأَعْرابُ أَشدّ كُفراً ونِفاقاً الآية قال الأزهري والذي لا يفرق بين العربي
والأعراب والعربي والأعرابي ربما تحامل على العرب بما يتأوله في هذه الآية وهو لا
يميز بين العرب والأعراب ولا يجوز أن يقال للمهاجرين [ ص 587 ] والأنصار أعراب
إنما هم عرب لأنهم استوطنوا القرى العربية وسكنوا المدن سواء منهم الناشئ بالبدو
ثم استوطن القرى والناشئ بمكة ثم هاجر إلى المدينة فإن لحقت طائفة منهم بأهل البدو
بعد هجرتهم واقتنوا نعماً ورعوا مساقط الغيث بعد ما كانوا حاضرة أو مهاجرة قيل قد
تعربوا أي صاروا أعراباً بعدما كانوا عرباً وفي الحديث تمثل في خطبته مهاجر ليس
بأعرابي جعل المهاجر ضد الأعرابي قال والأعراب ساكنو البادية من العرب الذين لا
يقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلا لحاجة والعرب هذا الجيل لا واحد له من لفظه
وسواء أقام بالبادية والمدن والنسبة إليهما أعرابيٌّ وعربيٌّ وفي الحديث ثلاث ( 1
)
( 1 قوله « وفي الحديث ثلاث الخ » كذا بالأصل والذي في النهاية وقيل ثلاث إلخ ) من
الكبائر منها التعرب بعد الهجرة هو أن يعود إلى البادية ويقيم مع الأعراب بعد أن
كان مهاجراً وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) عذب العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ
كُلُّ مُسْتَسَاغٍ والعَذْبُ عذر يعدونه كالمرتد ومنه حديث ابن الأكوع لما قتل
عثمان خرج إلى الربذة وأقام بها ثم إنه دخل على الحجاج يوماً فقال له يا ابن
الأكوع ارتددت على عقبك وتعربت قال ويروى بالزاي وسنذكره في موضعه قال والعرب أهل
الأمصار والأعراب منهم سكان البادية خاصة وتعرب أي تشبه بالعرب وتعرب بعد هجرته أي
صار أعرابياً والعربية هي هذه اللغة واختلف الناس في العرب لم سموا عرباً فقال
بعضهم أول من أنطق اللّه لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان وهو أبو اليمن كلهم وهم
العرب العاربة ونشأ إسمعيل ابن إبراهيم عليهما السلام معهم فتكلم بلسانهم فهو
وأولاده العرب المستعربة وقيل إن أولاد إسمعيل نشؤوا بعربة وهي من تهامة فنسبوا
إلى بلدهم وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال خمسة أنبياء من العرب وهم
محمد وإسمعيل وشعيب وصالح وهود صلوات اللّه عليهم وهذا يدل على أن لسان العرب قديم
وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب فكان شعيب وقومه بأرض مدين وكان
صالح وقومه بأرض ثمود ينزلون بناحية الحجر وكان هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف من
رمال اليمن وكانوا أهل عمدٍ وكان إسمعيل ابن إبراهيم والنبي المصطفى محمد صلى
اللّه عليهم وسلم من سكان الحرم وكل من سكن بلاد العرب وجزريتها ونطق بلسان أهلها
فهم عرب يمنهم ومعدهم قال الأزهري والأقرب عندي أنهم سموا عرباً باسم بلدهم
العربات وقال إسحق ابن الفرج عربة باحة العرب وباحة دار أبي الفصاحة إسمعيل ابن
إبراهيم عليهما السلام وفيها يقول قائلهم
وعربة أرض ما يحل حرامها ... من الناس إلا اللوذعي الحلاحل
يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم أحلت له مكة ساعة من نهارٍ ثم هي حرام إلى يوم
القيامة قال واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة فسكنها وأنشد قول الآخر
ورجت باحة العربات رجا ... ترقرق في مناكبها الدماءُ
[ ص 588 ] قال وأقامت قريش بعربة فتنخت بها وانتشر سائر العرب في جزيرتها فنسبوا
كلهم إلى عربة لأن أباهم إسمعيل صلى اللّه عليه وسلم بها نشأ وربل أولاده فيها
فكثروا فلما لم تحتملهم البلاد انتشروا وأقامت قريش بها وروي عن أبي بكر الصديق
رضي اللّه عنه أنه قال قريش هم أوسط العرب في العرب داراً وأحسنه جواراً وأعربه
ألسنة وقال قتادة كانت قريش تجتبي أي تختار أفضل لغات العرب حتى صار أفضل لغاتها
لغتها فنزل القرآن بها قال الأزهري وجعل اللّه عز وجل القرآن المنزل على النبي
المرسل محمد صلى اللّه عليه وسلم عربياً لأنه نسبه إلى العرب الذين أنزله بلسانهم
وهم النبي والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم لغة العرب في باديتها وقراها
العربية وجعل النبي صلى اللّه عليه وسلم عربياً لأنه من صريح العرب ولو أن قوماً
من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها وتناءوا معهم فيها
سموا عرباً ولم يسموا أعراباً وتقول رجل عربي اللسان إذا كان فصيحاً وقال الليث
يجوز أن يقال رجل عرباني اللسان قال والعرب المستعربة هم الذين دخلوا فيهم بعد
فاستعربوا قال الأزهري المستعربة عندي قوم من العجم دخلوا في العرب فتكلموا
بلسانهم وحكوا هيئاتهم وليسوا بصرحاء فيهم وقال الليث تعربوا مثل استعربوا قال
الأزهري ويكون التعرب أن يرجع إلى البادية بعدما كان مقيماً بالحضر فيلحق بالأعراب
ويكون التعرب المقام بالبادية ومنه قول الشاعر
تعرب آبائي فهلا وقاهم ... من الموت رملاً وزرود
يقول أقام آبائي بالبادية ولم يحضروا القرى وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه
قال الثيب تعرب عن نفسها أي تفصح وفي حديث آخر الثيب يعرب عنها لسانها والبكر
تستأمر في نفسها وقال أبو عبيد هذا الحرف جاء في الحديث يعرب بالتخفيف وقال الفراء
إنما هو يعرب بالتشديد يقال عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم واحتججت لهم وقيل إن
أعرب بمعنى عرب وقال الأزهري الإعراب والتعريب معناهما واحد وهو الإبانة يقال أعرب
عنه لسانه وعرب أي أبان وأفصح وأعرب عن الرجل بين عنه وعرب عنه تكلم بحجته وحكى
ابن الأثير عن ابن قتيبة الصواب يعرب عنها بالتخفيف وإنما سمي الإعراب إعراباً
لتبيينه وإيضاحه قال وكلا القولين لغتان متساويتان بمعنى الإبانة والإيضاح ومنه
الحديث الآخر فإنما كان يعرب عما في قلبه لسانه ومنه حديث التيمي كانوا يستحبون أن
يلقنوا الصبي حين يعرب أن يقول لا إله إلا اللّه سبع مرات أي حين ينطق ويتكلم وفي
حديث السقيفة أعربهم أحساباً أي أبينهم وأوضحهم ويقال أعرب عما في ضميرك أي أبن
ومن هذا يقال للرجل الذي أفصح بالكلام أعرب وقال أبو زيد الأنصاري يقال أعرب
الأعجمي إعراباً وتعرب تعرباً واستعرب استعراباً كل ذلك للأغتم دون [ ص 589 ]
الصبي قال وأفصح الصبي في منطقه إذا فهمت ما يقول أول ما يتكلم وأفصح الأغتم
إفصاحاً مثله ويقال للعربي أفصح لي أي أبن لي كلامك وأعرب الكلام وأعرب به بينه
أنشد أبو زياد
وإني لأكني عن قذوربغيرها ... وأعرب أحياناً بها فأصارح
وعربه كأعربه وأعرب بحجته أي أفصح بها ولم يتقِّ أحداً قال الكميت وجدنا لكم في آل
حمِ آية ... تأولها منا تقيٌّ معربُ
هكذا أنشده سيبويه كَمُكَلِّمٍ وأورد الأزهري هذا البيت « تقي ومعرب » وقال تقي
يتوقى إظهاره حذر أن يناله مكروه من أعدائكم ومعرب أي مفصح بالحقِّ لا يتوقاهم
وقال الجوهري معربٌ مفصحٌ بالتفصيل وتقيٌّ ساكتٌ عنهُ للتقيّة قال الأزهري والخطاب
في هذا لبني هاشم حين ظهروا على بني أمية والآية قوله عز وجل قل لا أسألكم عليه
أجراً إلا المودة في القربى وعرب منطقه أي هذبه من اللحن والإعراب الذي هو النحو
إنما هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ وأعرب كلامه إذا لم يلحن في الإعراب ويقال
عربت له الكلام تعريباً وأعربت له إعراباً إذا بينته له حتى لا يكون فيه حضرمة
وعرب الرجل ( 1 )
( 1 قوله « وعرب الرجل إلخ » بضم الراء كفصح وزناً ومعنى وقوله وعرب إذا فصح بعد
لكنة بابه فرح كما هو مضبوط بالأصول وصرح به في المصباح )
يعرب عرباً وعروباً عن ثعلب وعروبة وعرابة وعروبية كفصح وعرب إذا فصح بعد لكنة في
لسانه ورجل عريب معرب وعرّبه علمه العربية وفي حديث الحسن أنه قال له البتّيُّ ما
تقول في رجل رعف في الصلاة ؟ فقال الحسن إن هذا يعرب الناس وهو يقول رعف أي يعلمهم
العربية ويلحن إنما هو رعف وتعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب على منهاجها
تقول عربته العرب وأعربته أيضاً وأعرب الأغتم وعرب لسانه بالضم عروبة أي صار
عربياً وتعرب واستعرب أفصح قا ل الشاعر
ماذا لقينا من المستعربين ومن ... قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا
وأعرب الرجل أي ولد له ولد عربي اللون وفي الحديث لا تنقشوا في خواتمكم عربياً أي لا
تنقشوا فيها محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأنه كان نقش خاتم النبي صلى
اللّه عليه وسلم ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه لا تنقشوا في خواتمكم العربية وكان
ابن عمر يكره أن ينقش في الخاتم القرآن وعربية الفرس عتقه وسلامته من الهجنة وأعرب
صهل فعرف عتقه بصهيله والإعراب معرفتك بالفرس العربي من الهجين إذا صهل وخيل عراب
معربة قال الكسائي والمعرب من الخيل الذي ليس فيه عرق هجين والأنثى معربة وإبل
عراب كذلك وقد قالوا خيل أعرب وإبل أَعربٌ قال
ما كان إلا طلقُ الإهماد ... وكرنا بالأعرب الجياد
[ ص 590 ]
حتى تحاجزن عن الرواد ... تحاجز الري ولم تكاد
حول الإخبار إلى المخاطبة ولو أراد الإخبار فاتزن له لقال ولم تكد وفي حديث سطيح
تقود خيلاً عراباً أي عربية منسوبة إلى العرب وفرقوا بين الخيل والناس فقالوا في
الناس عرب وأعراب وفي الخيل عراب والإبل العراب والخيل العراب خلاف البخاتي
والبراذين وأعرب الرجل ملك خيلاً عراباً أو إبلاً عراباً أو اكتسبها فهو معرب قال
الجعدي
ويصهل في مثل جوف الطويّ ... صهيلاً تبين للمعرب
يقول إذا سمع صهيله من له خيل عراب عرف أنه عربي والتعريب أن يتخذ فرساً عربياً
ورجل معربٌ معه فرسٌ عربيٌّ وفرسٌ معربٌ خلصتْ عربيتهُ وعرّب الفرسَ بزَّغَهُ وذلك
أنْ تنسفَ أسفلَ حافرهُ ومعناهُ أنهُ قدْ بانَ بذلك ما كان خفيّاً من أمرهِ
لظهورهِ إلى مرآةِ العينِ بعد ما كان مستوراً وبذلك تُعرفُ حالهُ أصلبٌ هو أم
رِخْوٌ وصحيح هو أم سقيم قال الأزهريُّ والتعريبُ تعريبُ الفرسِ وهو أن يكوى على
أشاعر حافره في مواضعَ ثمَّ يُبزَغُ بمَبْزِغٍ بَزْغَاً رفيقاً لا يؤثر في عصبه
ليشتدّ أشعره وعرب الدابة بزغها على أشاعرها ثم كواها والإعراب والتعريب الفحش
والتعريب والإعراب والإعرابة والعرابة بالفتح والكسر ما قبح من الكلام وأعرب الرجل
تكلم بالفحش وقال ابن عباس في قوله تعالى فلا رفث ولا فسوق هو العرابة في كلام
العرب قال والعرابة كأنه اسم موضوع من التعريب وهو ما قبح من الكلام يقال منه عربت
وأعربت ومنه حديث عطاء أنه كره الإعراب للمحرم وهو الإفحاش في القول والرفث ويقال
أراد به الإيضاح والتصريح بالهجر من الكلام وفي حديث ابن الزبير لا تحل العرابة
للمحرم وفي الحديث أن رجلاً من المشركين كان يسب النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال
له رجل من المسلمين واللّه لتكفنَّ عن شتمه أو لأرحلنَّك بسيفي هذا فلم يزدد إلا
استعراضاً فحمل عليه فضربه وتعاوى عليه المشركون فقتلوه الإستعراب الإفحاش في
القول وقال رؤبة يصف نساء جمعن العفاف عند الغرباء والإعراب عند الأزواج وهو ما
يستفحش من ألفاظ النكاح والجماع فقال والعرب في عفافة وإعراب وهذا كقولهم خير
النساء المتبذلة لزوجها الخفرة في قومها وعرب عليه قبح قوله وفعله وغيره عليه ورده
عليه والإعراب كالتعريب والإعراب ردك الرجل عن القبيح وعرب عليه منعه وأما حديث
عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس أنْ لا
تعربوا عليه فليس من التعريب الذي جاء في الخبر وإنما هو من قولك عربت على الرجل
قوله إذا قبحت عليه وقال الأصمعي وأبو زيد في قوله أن لا تعربوا عليه معناه أن لا
تفسدوا عليه كلامه [ ص 591 ] وتقبحوه ومنه قول أوس ابن حجر
ومثل ابن عثمٍ إنْ ذحولٌ تذكرت ... وقتلى تياس عن
صلاح تعرب ويروى يعرب يعني أن هؤلاء الذين قتلوا منا ولم نثئر بهم ولم نقتل الثأر
إذا ذكر دماؤهم أفسدت المصالحة ومنعتنا عنها والصلاح المصالحة ابن الأعرابي
التعريب التبيين والإيضاح في قوله الثيب تعرب عن نفسها أي ما يمنعكم أن تصرحوا له
بالإنكار والرد عليه ولا تستأثروا قال والتعريب المنع والإنكار في قوله أن لا
تعربوا أي لا تمنعوا وكذلك قوله عن صلاح تعرب أي تمنع وقيل الفحش والتقبيح من عرب
الجرح مصعب أبو عمار
معنى
في قاموس معاجم
الناسُ قد يكون
من الإِنس ومن الجِنِّ وأَصله أَناس فخفف ولم يجعلوا الأَلف واللام فيه عوضاً من
الهمزة المحذوفة لأَنه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوَّض منه في قول الشاعر إِنَّ
المَنايا يَطَّلِعْ نَ على الأُناسِ الآمِنينا والنَّوْس تَذَبْذُبُ الشيء ناسَ
الناسُ قد يكون
من الإِنس ومن الجِنِّ وأَصله أَناس فخفف ولم يجعلوا الأَلف واللام فيه عوضاً من
الهمزة المحذوفة لأَنه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوَّض منه في قول الشاعر إِنَّ
المَنايا يَطَّلِعْ نَ على الأُناسِ الآمِنينا والنَّوْس تَذَبْذُبُ الشيء ناسَ
الشيءُ يَنوسُ نَوْساً ونَوَساناً تحرك وتَذَبْذَبَ متَدَلِّياً وقيل لبعض ملوك
حِمْيَر ذو نُواس لضَفِيرَتَيْن كانتا تَنوسان على عاتِقَيْه وذو نُواس ملك من
أَذْواء اليمن سمي بذلك لذُؤَابَتَين كانتا تَنوسان على ظهره وناسَ نَوْساَ تدلى واضطرب
وأَناسَهُ هو وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ ووصْفِها زَوْجَها مَلأَ من شَحْمٍ عَضُدَيَّ
وأَناس من حُلِيٍّ أُذُنيَّ أَرادت أَنه حَلَّى أُذنيها قِرَطَةً وشُنوفاً تَنوس
بأُذنيها ويقال للغُصْن الدقيق إِذا هبت به الريح فهزَّته فهو يَنوس ويَنوع وقد
تَنَوَّسَ وتَنَوَّع وكثر نَوَسانُه وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه مَرَّ عليه رجلٌ
وعليه إِزارٌ يَجُرُّه فقَطع ما فوق الكعبين فكأَني أَنظر إِلى الخيوط نائِسَةً
على كعبيه أَي متدلِّية متحركة ومنه حديث العباس وضَفِيرَتاه تَنوسان على رأْسه
وفي حديث ابن عمر دخلتُ على حَفْصَةَ ونَوَساتُها تَنْطُف أَي ذوائِبها تَقْطُر
ماء فسمَّى الذَّوائِبَ نَوَسات لأَنها تتحرك كثيراً ونُسْتُ الإِبلَ أَنُوسُها
نَوْساً سُقْتُها ورجل نَوَّاسٌ بالتشديد إِذا اضْطرب واسترخى وناسَ لُعابُه سالَ
فاضطرب والنُّواس ما تعلق من السقف ونُواس العَنْكبوت نَسْجه لاضطرابه
والنُّواسِيُّ ضرب من العِنَب أَبيض مدوّر الحب مُتَشَلْشِلُ العناقيد طويلها
مضطربها قال ولا أَدري إِلى أَي شيء نسب إِلا أَن يكون مما نسب إِلى نفسه
كدَوَّارِ ودَوَّاريٍّ وإِن لم يسمع النُّواس ههنا ونَوَّسَ بالمكان أَقام
والنَّاوُوسُ مقابر النصارى إِن كان عربيّاً فهو فاعُولٌ منه والنَّوَّاسُ اسم
والناسُ اسم قَيْسِ بن عَيْلان واسمه الناس
( * قوله « واسمه الناس » يروى بالوصل وبالقطع كما في حاشية الصحاح اه شارح
القاموس ) بن مُضَر بن نِزار وأَخوه إِلْياس بن مضر بالياء