البُعْدُ بالضَمّ : ضِدُّ القُرْب وقيل خِلاف القُرْب وهو الأَكثر وهو م أَي معروف . والبُعْد : المَوْتُ . والّذي عَبَّرَ به الأَقدمون أَنّ البُعْد بمعنَى الهلاكِ كما في الصّحاح وغيره ويقال إِنّ الّذي بمعنَى الهلاكِ إِنّما هو البَعَد محركةً وفِعلُهما ككَرُمَ وفَرِحَ - ظَاهِرُه أَن فِعلهما مَعاً من البابين بالمَعنَيين وليس كذلك فإِنّ الأَكثرَ على منْع ذلك والتفرقَةِ بينهما وأَنَّ البعد الّذي هو خِلاف القُرْب الفِعل منه بالضمّ ككَرُمَ والبَعَد محرَّكةً الذي هو الهَلاك الفِعْل منه بَعِدَ بالكَسْر كفَرِح . ومَنْ جوَّزَ الاشتراكَ فيهما أَشار إِلى أَفصحِيَّة الضّمّ في خِلافِ القُرْب وأَفصحيّة الكسرِ في معنَى الهلاكِ حَقَّقَه شيخنا - بُعْداً بضمّ فسكون وبَعَداً . محرَّكةً قال شيخُنَا : فيه إِيهامُ أَنَّ المصدرين لكلٍّ من الفِعلين والصّواب أَنّ الضّمّ للمضموم نَظير ضِدِّه الذي هو قَرُبَ قُرْباً والمحّرك للمكسور كفَرِحَ فَرَحاً . انتهى . قلت : والّذي في المحكم واللِّسان : بَعِدَ بَعَداً وبَعُد : هَلَكَ أَو اغترَبَ فهو باعِدٌ . والبُعْد : الهَلاَكُ قال تعالى : " أَلاَ بُعْداً لِمَدْيَنَ كمَا بَعْدَتْ ثَمود " . وقال ملكُ بنُ الرَّيب المازنيّ : يَقُولونَ لا تَبْعَدْ وهُم يَدْفُنِونَنِي وأَين مَكَانُ البُعْدِ إِلاّ مكانيَا وقرأَ الكسائيّ والنّاسُ : كما بَعِدَتْ وكان أَبو عَبدِ الرحمن السُّلَمِيّ يَقرَؤُهَا بَعُدَتْ يجعَلُ الهلاكَ والبُعْد سواءً وهما قريبٌ من السَّواءِ إِلاَّ أَن العرب بعضهم يقول بَعِدَ وبعضُهم يقول بَعُدَ مثل سَحِقَ وسَحُقَ . ومن النّاس مَن يَقول بَعُد في المكان وبَعِدَ في الهَلاك . وقال يونسُ : العرب تقول بَعِدَ الرَّجُلُ وبَعُدَ إِذا تباعدَ في غير سَبٍّ . ويقال في السَّبِّ : بَعِدَ وسَحِقَ لا غير انتهى . فالَّذِي ذَهبَ إِليه المصنّف هو المُجْمَعُ عليه عند أَئِمَّة اللُّغةِ والّذي رَجَّحَه غيرُ المصنّف هو قول بعضٍ منهم كما تَرَى . فهو بَعِيدٌ وباعِدٌ وبُعَادٌ الأَخير بالضّمّ عن يبويه قيل : هو لُغة في بَعِيد ككُبَارٍ في كَبير . ج بُعَدَاءُ ككُرَمَاءَ وافق الذينَ يَقولونَ فَعِيل الذين يقولون فُعَال لأَنهما أُختانِ . وقد قيل بُعُدٌ بضمّتَين كقَضيبٍ وقُضُبٍ وينشد قَول النابغة :
" فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمَانَ إِنَّ لهفَضْلاً على النَّاسِ في الأَدْنَى وفي البُعُدِوضبطَه الجوهريّ بالتحريك جمع باعد كخادمٍ وخَدَمٍ . وبُعْدَانٌ كرَغيفٍ ورُغْفَانٍ . قال أَبو زيد : إِذا لم تكن من قُرْبانِ الأَميرِ فكُنْ مِن بُعْدانِه أَي تَباعَدْ عنه لا يُصِبْك شَرُّه . وزاد بعضُهم في أَوزان الجموع البِعَادَ بالكسر جمْع بَعيدٍ ككَريمٍ وكِرَامٍ . وقد جاءَ ذلك في قَول جريرٍ . ورجلٌ مِبْعَد كمِنْجَل : بَعيدُ الأَسْفَارِ . قال كُثيِّر عزّةَ : مُنَاقِلَةً عُرْضَ الفَيَافِي شِمِلَّةً مَطِيّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ وبُعْدٌ باعِدٌ مُبالَغَةٌ . وإِنْ دَعوتَ به قلْت : بُعداً له المختار فيه النّصب على المصدريّة . وكذلك سُحْقاً له أي أبعده الله أي لا لا يرثى له فيما نَزَلَ به . وتميم تَرفَع فتقول : بُعدٌ له وسُحْقٌ كقولك : غلامٌ له وفَرسٌ . وقال ابن شُميل : رَاودَ رَجلٌ من العرب أَعرابيّةً فأَبَت إِلاّ أَن يَجعَلَ لها شيئاً فجعلَ لها دِرْهَمين فلما خالطَها جعلت تقول : غَمْزاً ودِرْهماكَ لك فإِن لم تَغمِز فبُعْدٌ لك . رَفَعَت البُعْدَ . يُضرَب مَثلاً للرَّجُل تراه يَعمل العَملَ الشديدَ . والبُعْد بضم فسكون والبِعَاد بالكسر : اللَّعْن منه أَيضاً . وأَبعدَه اللّهُ : نَحَّاه عن الخَيْر أَي لا يُرْثَى له فيما نَزلَ به . وأَبعده : لعَنَهُ وغَرَّبَه . وبَاعَدَه مُبَاعَدَة وبِعاداً وباعَد اللّهُ ما بينهما وبَعَّدَه تَبعيداً ويُقرأُ " رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا " . وهو قِرءَاة العَوام . قال الأَزهَريّ : قرأَ أَبو عَمرٍو وابن كَثير بَعِّدْ بغير أَلف وقرأَ يعقوبُ الحضرميّ " رَبُّنا باعَدَ " بالنَّصْب على الخَبر . وقرأَ نافع وعاصم والكسائيّ وحمزة باعِدْ بالأَلف على الدعاءِ . وأَبْعَدَه غيرُه . وَمنزِلٌ بَعَدٌ بالتحريك : بَعيدٌ . وقولهم : تَنَحَّ غيرَ بَعيدٍ وغيرَ باعدٍ وغير بَعَدِ محرَّكَةً أَي كنْ قريباً وغير بَاعِدٍ أَي غَيْرَ صاغرٍ قاله الكسائي . ويقال : انطلقْ يا فلانُ غيرَ باعدٍ أَي لا ذَهَبْتَ . ويقال : إِنّه لغيرُ أَبْعَدَ وهذه عن ابن الأَعرابيّ . وغير بُعَدٍ كصُرَد إِذا ذمَّه أَي لا خَيْرَ فيه . وعن ابن الأَعرابيّ : أَي لا غَوْرَ له في شيْءٍ . وإِنّه لذُو بُعْدٍ . بضمّ فسكون وبُعْدَةٍ بزيادة الهاءِ وهذه عن ابن الأَعرابيّ أَي لذو رأْيٍ وحَزْم . يقال ذلك للرّجُل إِذا كان نافذَ الرَّأْيِ ذا غَوْرٍ وذا بُعْدِ رَأْيٍ . ويقال : ما عندَه أَبعَدُ أَو بُعَدٌ كصُرَد أَي طائلٌ ومثله في مجمع الأَمثال . وقال رجلٌ لابنه : إِن غَدَوْتَ على المِرْبَد رَبِحْتَ عَنَاءً أَو رَجَعْت بغير بُعَدٍ أَي بغَير منفعة . وقال أَبو زيد يقال : ما عندك بُعَدٌ وإِنك لغيرُ بُعَد أَي ما عندك طائلٌ . إِنّمَا تقول هذا إِذا ذَمَمْتَه . قال شيخنا : يمكن أَن يُحمل ما هنا على معنَى الّذي أَي ما عنده من المطالب أَبعدُ مما عنده غيره ويجوز أَن تُحمَل على النَّفْيِ أَي ليس عنده شيءٌ يُبعِدُ في طَلبِه أَي شيْءٌ له قيمةٌ أَو مَحلّ . وَبَعْدُ ضدُّ قَبْل يعني أَنّ كلاًّ منها ظَرفُ زَمانٍ كما عُرِفَ في العربيّة ويكونان للمكان كما جوَّزَه بعض النُّحاة يُبنَى مُفْرَداً أَي عن الإِضافة لكن بشرطِ نِيّة مَعنَى المضافِ إِليه دون لفظه كما قرّر في العربيّة ويُعْرَب مَضافاً أَي لأَنَّ الإِضافة تُوجِب توغُّلَه في الاسميّة وتُبِعده عن شَبَه الحروف فلا مُوجبَ معها لبنائه . وحُكِيَ : مَنْ بَعْدٍ أَي بالجر وتنوين آخره وقد قُرِىء به قوله تعالى : " للّهِ الأَمرُ مِنْ قَبْل ومِنْ بَعْد " بالجر والتنوين كأَنَّهم جَرَّدوه عن الإِضافَة ونِيّتها . وحكى أَيضاً افعَلْ كذا بَعْداً بالتنوين منصوباً . وفي المصباح وبَعْد ظَرفٌ مُبهَمٌ لا يُفهَم معناه إِلإِ بالاضافَة لغيره وهو زَمانٌ متراخٍ عن الزَّمَان السابقِ فإِنْ قَرُبَ منه قيلَ : بُعَيْدَه بالتصغير كما يقال قَبْل العصْر فإِذا قَرُب قيل قُبَيْل العَصْر بالتصغير أَي قريباً منه . وجاءَ زَيدٌ بعْدَ عمرو أَي مُتراخِياً زَمانُه عن زَمانِ مجيءِ عَمْرٍو . وتأْتي بمعنَى مَعَ كقوله تعالى : " فَمَن اعْتدَى بَعْدَ ذلك " أَي مع ذلك . انتهى . وقال اللَّيثُ : بَعْد كلمةٌ دالّة على الشيْءِ الأَخيرِ تقول : هذا بعدَ هذا منصوب . وحَكى سيبويه أَنّهُم يقولونمن بَعدٍ فُينكِّرونه وافْعَلْ هذا بعْداً . وقال الجوهريّ : بَعدُ نَقيضُ قَبلُ وهما اسمان يكونان ظَرفَين إِذا أُضِيفَا وأَصْلهما الإِضافة فمَتى حذفت المضاف إِليه لعِلْم المخاطَب بَنَيتَهما على الضّمّ ليُعلمَ أَنّه مَبنيّ إِذ كان الضّمّ لا يَدخلهما إِعراباً لأَنّهما لا يَصلُح وقُوعُهما مَوْقِعَ الفاعِلِ ولا مَوْقعَ المبتدإِ ولا الخَبَر . وفي اللِّسان : وقوله تعالى : " للّه الأَمرُ مِنْ قَبْلُ ومِن بَعْدُ أَي من قبلِ الأَشياءِ ومِن بَعدِهَا أَصلهما هنا الخَفضُ ولكنْ بُنِيَا على الضمّ لأَنّهما غايتانِ فإِذا لم يكونَا غايةً فهما نَصْبٌ لأَنّهما صِفة . ومعنَى غايةٍ أَي أن الكلمة حذفت منها الإضافة وجُعلَتْ غَايَةُ الكَلِمَة ما بقيَ بعد الحذْف . وإِنّمَا بُنيتا على الضّمّ لأَنّ إِعرابَهما في الإِضافة النّصب والخفض تقول : رأَيتُه قَبلَك ومِن قَبلِك ولا يُرفعان لأَنَّهما لا يُحدَّث عنهما استعملاَ ظَرفَين فلمَّا عُدِلاَ عن بابهما حُرِّكا بغير لحَرَكَتَيْن اللَّتَيْنِ كا نَتَا له يَدخلان بحقّ الإِعراب . فأَمّا وُجُوبُ بنائهما وذَهاب إِعرابهما فلأَنَّهُمَا عُرِّفا من غير جهةِ التعرِيفِ لأَنّه حُذِف منهما ما أُضيفَتَا إِليه والمعنَى . للّهِ الأَمرُ من قَبلِ أَن تُغلَبَ الرُّوم ومن بَعدِما غَلبَتْ . وحكَى الأَزهَرِيّ عن الفرّاءِ قال : القِرَاءَة بالرّفع بلا نون لأَنّهما في المعنَى تراد بهما الإِضافَة إِلى شيْءٍ لا محالَة فلمَّا أَدّتَا غير معنَى ما أُضِفَتَا إِليه وُسِمَتَ بالرَّفْع وهما في موضعِ جَرٍّ ليكون الرَّفْعُ دَليلاً على ما سَقَطَ . وكذلك ما أَشبههما وإِن نوَيتَ أَن تُظهرَ ما أُضِيف إِليه وأَظهرْتَهُ فقلْت : للّهِ الأَمرُ من قبلِ ومن بعدِ جازَ كأَنَّك أَظهرْتَ المخفوضَ الّذِي أَضَفْتَ إِليه قَبْل وبَعْد . وقال ابن سيده : ويُقرأُ : " للّه الأَمرُ من قَبْلٍ ومن بَعْد " يجعلونهما نَكرتَين المعنَى : للّه الأَمرُ من تَقَدُّمٍ ومن تأَخُّرٍ . والأَوّلُ أَجوَدُ . وحكى الكسائيّ " للّه الأَمْرُ مِن قَبْلِ ومن بَعْدِ " بالكسر بلا تنوين . واسْتَبْعَدَ الرَّجُلُ إِذا تَبَاعَدَ . واستبعدَ الشَّيءَ : عَدَّه بعيداً . وقولهم : جِئت بَعْدَيْكما أَي بَعدَكما قال : بَعدٍ فُينكِّرونه وافْعَلْ هذا بعْداً . وقال الجوهريّ : بَعدُ نَقيضُ قَبلُ وهما اسمان يكونان ظَرفَين إِذا أُضِيفَا وأَصْلهما الإِضافة فمَتى حذفت المضاف إِليه لعِلْم المخاطَب بَنَيتَهما على الضّمّ ليُعلمَ أَنّه مَبنيّ إِذ كان الضّمّ لا يَدخلهما إِعراباً لأَنّهما لا يَصلُح وقُوعُهما مَوْقِعَ الفاعِلِ ولا مَوْقعَ المبتدإِ ولا الخَبَر . وفي اللِّسان : وقوله تعالى : " للّه الأَمرُ مِنْ قَبْلُ ومِن بَعْدُ أَي من قبلِ الأَشياءِ ومِن بَعدِهَا أَصلهما هنا الخَفضُ ولكنْ بُنِيَا على الضمّ لأَنّهما غايتانِ فإِذا لم يكونَا غايةً فهما نَصْبٌ لأَنّهما صِفة . ومعنَى غايةٍ أَي أن الكلمة حذفت منها الإضافة وجُعلَتْ غَايَةُ الكَلِمَة ما بقيَ بعد الحذْف . وإِنّمَا بُنيتا على الضّمّ لأَنّ إِعرابَهما في الإِضافة النّصب والخفض تقول : رأَيتُه قَبلَك ومِن قَبلِك ولا يُرفعان لأَنَّهما لا يُحدَّث عنهما استعملاَ ظَرفَين فلمَّا عُدِلاَ عن بابهما حُرِّكا بغير لحَرَكَتَيْن اللَّتَيْنِ كا نَتَا له يَدخلان بحقّ الإِعراب . فأَمّا وُجُوبُ بنائهما وذَهاب إِعرابهما فلأَنَّهُمَا عُرِّفا من غير جهةِ التعرِيفِ لأَنّه حُذِف منهما ما أُضيفَتَا إِليه والمعنَى . للّهِ الأَمرُ من قَبلِ أَن تُغلَبَ الرُّوم ومن بَعدِما غَلبَتْ . وحكَى الأَزهَرِيّ عن الفرّاءِ قال : القِرَاءَة بالرّفع بلا نون لأَنّهما في المعنَى تراد بهما الإِضافَة إِلى شيْءٍ لا محالَة فلمَّا أَدّتَا غير معنَى ما أُضِفَتَا إِليه وُسِمَتَ بالرَّفْع وهما في موضعِ جَرٍّ ليكون الرَّفْعُ دَليلاً على ما سَقَطَ . وكذلك ما أَشبههما وإِن نوَيتَ أَن تُظهرَ ما أُضِيف إِليه وأَظهرْتَهُ فقلْت : للّهِ الأَمرُ من قبلِ ومن بعدِ جازَ كأَنَّك أَظهرْتَ المخفوضَ الّذِي أَضَفْتَ إِليه قَبْل وبَعْد . وقال ابن سيده : ويُقرأُ : " للّه الأَمرُ من قَبْلٍ ومن بَعْد " يجعلونهما نَكرتَين المعنَى : للّه الأَمرُ من تَقَدُّمٍ ومن تأَخُّرٍ . والأَوّلُ أَجوَدُ . وحكى الكسائيّ " للّه الأَمْرُ مِن قَبْلِ ومن بَعْدِ " بالكسر بلا تنوين . واسْتَبْعَدَ الرَّجُلُ إِذا تَبَاعَدَ . واستبعدَ الشَّيءَ : عَدَّه بعيداً . وقولهم : جِئت بَعْدَيْكما أَي بَعدَكما قال :أَلاَ يا اسْلَمَا يا دِمْنَتَيْ أُمِّ مالكٍ ... ولا يَسْلماً بَعدَيْكُما طَللانِ وفي الّصحاح : رأَيْته وقال أَبو عُبيد : يقال : لَقِيته بُعَيداتِ بَيْن بالتصغير إِذا لَقيتَه بعد حِين . وقيل بَعِيدَاتِهِ مُكبّراً وهذه عن الفَرّاءِ أَي بُعَيدَ فِرَاق وذلك إِذا كان الرّجلُ يُمسِك عن إِتيانِ صاحِبه الزّمَانَ ثمّ يُمسك عنه نحْوَ ذلك أَيضاً ثمّ يأْتِيه . قال : وهو من ظُروف الزَّمَان التي لا تَتمكّن ولا تُسْتعمل إِلاّ ظَرفاً . وأَنشد شَمِرٌ :
وأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَمِيصِ دَعَوْتُه ... بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ لا هِدَانٍ ولا نِكْسِ ومثله في الأَساس . ويقال : إِنّها لتَضْحكُ بُعيداتِ بَيْنٍ أَي بينَ المرّةِ ثمَّ المَرَّةِ في الحِين . وأَمَّا بَعْدُ فقد كان كذا أَي إِنَّما يريدون أَمّا بَعْدَ دُعائِي لك . فإِذا قلْت أَمّا بعدُ فإِنّك لا تُضِيفه إِلى شيْءٍ ولكنك تَجعله غايةً نَقيضاً لقبْل . وفي حديث زيدِ بن أَرقمَ أَنَّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خَطَبَهم فقال : أَمّا بَعْدُ تقدير الكلام : أَمّا بعدَ حَمْدِ اللّه . وأَوَّلُ مَنْ قاله دَاوُودُ عليه السّلامُ كذا في أَوَّليّاتِ ابن عَسَاكِرَ ونقله غيرُ واحِد من الأَئمّة وقالُوا : أَخرَجَه ابن أَبي حاتم والدَّيْلميّ عن أَبي موسى الأَشعريّ مرفوعاً . ويقال : هي فَصْلُ الخِطَاب ولذلك قال عزّ وجلّ " وآتَيْنَاهُ الحِكْمَةَ وفَصْلَ الخِطَابِ " أَو كَعْبُ بن لُؤَيٍّ زعمه ثَعلب . وفي الوسائل إِلى معرفة الأَوائل : أَوّلُ من قال أَمّا بَعدُ داوودُ عليه السّلامُ لحديث أَبي موسى الأَشعرِيّ مروعاً وقيل : يَعْقُوبُ عليه السلامُ لأَثَرٍ في أَفرادِ الدَّارَقُطْني وقيل قُسّ بن ساعدةَ كما للكلبيّ وقيل يَعْرُب بن قَحطان وقيل كَعْب بن لُؤَيّ . ويقال : هو مُحْسِنٌ للأَباعدِ والأَقارِبِ الأَباعِد : ضِدّ الأَقارب . وقال اللَّيْث : يقال هو أَبْعَدُ وأَبعَدُونَ وأَقرَبُ وأَقربُونَ وأَبَاعِدُ وأَقارِبُ . وأَنشد :
مِنَ النَّاسِ منْ يَغْشَى الأَباعِدَ نَفْعُه ... ويَشْقَى بِه َى الممَاتِ أَقارِبُهْ
فإِنْ يَكُ خَيْراً فالبَعيدُ يَنالُه ... وإِنْ يَكُ شَرّاً فابنُ عمِّك صاحِبُه وقولهم : بَيننا بُعْدَةٌ - بالضّمّ - من الأَرضِ ومِنَ القَرَابَة . قال الأَعشي :
بأَنْ لا تَبَغَّي الوُدَّ من مُتباعِدٍ ... ولا تَنْأَ من ذي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبَا وبَعْدَانُ كسَحْبانَ : مِخلافٌ باليَمَن مشهورٌ وقد نُسِبَ إِليه جُملةٌ من الأَعيانِ . ومما يستدرك عليه قولهم : ما أَنت منا ببعَيدٍ وما أَنتم منا ببَعيد يَستوِي فيه الواحد والجمع وكذلك ما أَنتَ ببَعَدٍ وما أَنتم منَّا ببَعَدٍ أَي بَعيد . وإِذا أَردْتَ بالقَرِيبِ والبَعِيدِ قَرَابَةَ النَّسَبِ أَنثْتَ لا غير لم تَختلف العربُ فيها . والأَبْعَدُّ مُشدَّدَ الآخِر في قول الشاعر :
مَدّاً بأَعناقِ المَطِيِّ مَدّاً ... حتَّى تُوافِي المَوْسمَ الأَبعَدّاَفلضرورة الشِّعر . والبُعَداءُ : الأَجانبُ الّذِين لا قَرَابَةَ بينهم قاله ابن الأَثير . وقال النضْر في قولهم : هَلَكَ الأَبعَدُ قال : يعنِي صاحِبَه وهكذا يقال إِذا كَنَى عن اسمه . ويقال للمرأَة : هَلَكَتِ البُعْدى . قال الأَزهريّ : هذا مثْل قولهم : فلا مَرْحباً بالآخَر إِذا كَنَى عن صاحبه وهو يَذُمُّه . ويقال : أَبَعَدَ اللّه الأَخَرَ قلْت : الأَخَر هكذا في نُسخ الّصحاح وعليها علامة الصِّحّة فليُنظر . قال : ولا يقال للأُنثى منه شيْءٌ . وقولهم : كَبَّ اللّهُ الأَبعَدَ لفِيهِ أَي أَلقاه لوَجْهه . والأَبعَدُ : الحائنُ : هكذا في الصّحاح بالمهملة . وفُلانٌ يَسْتَخْرِج الحَديثَ من أَباعدِ أَطْرافِه . وأَبْعَدَ في السَّوْم : شَطَّ . وتَبَاعَدَ منّي وابتَعَد وتَبَعَّدَ . وفي الحديث أَنّ رجلاً جَاءَ فقالَ : إِنّ الأَبعَدَ قد زَنَى معناه المتباعِد عن الخَير والعِصْمة . وجَلَسْتُ بَعِيدةً منك وبعِيداً منك يَعنِي مَكاناً بعيداً . ورُبما قالُوا : هي بَعيدٌ منك أَي مكانُها . وأَمَّا بعيدةُ العهدِ فبالهَاءِ . وذو البُعْدةِ : الّذي يُبْعِد في المُعادَاة . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ لرؤبةَ :
يَكْفِيك عندَ الشِّدّة اليَبيسَا ... ويَعتلِي ذا البُعْدَةِ النّحوسا قال أَبو حاتم : وقالوا قَبْلُ وبَعْدُ مِن الأَضداد . وقال في قوله عزّ وجلّ : " والأَرْضَ بَعْدَ ذلك دَحَاهَا " أَي قَبْلَ ذلك . ونقلَ شيخُنا عن ابن خالَويه في كتاب ليس ما نصُّه : ليس في القرآن بعْد بمعنى قبْل إِلاّ حَرْفٌ واحِد " ولَقَدْ كَتَبْنَا في الزَّبورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْر " . وقال مُغُلْطَاي في المَيْس على ليس : قد وَجَدْنَا حَرْفاً آخَرَ وهو " والأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحَاهَا " قال أَبو موسى في كتاب المغيث : معناه هنا قَبْل لأَنّه تعالى خَلَقَ الأَرضَ في يومين ثم استوَى إِلى السماءِ . فعلى هذا خلق الأرض قبل السماء ونقَله السُّيوطيّ في الإِتقان كذا نقله شيخنا . قلْت : وقد رَدَّه الأَزهريّ فقال : والّذي قاله أَبو حاتم عمَّن قاله خَطأٌ قَبْل وبعْد كلُّ واحد منهما نَقيضُ صاحِبه فلا يَكونُ أَحدُهما بمعنَى الآخَرِ وهو كَلامٌ فاسدٌ وأَمَّا ما زَعَمه من التناقض الظاهرِ في الآيات فالجواب أَنَّ الدَّحْوَ غَيرُ الخلْق وإِنَّما هو البَسْط والخَلْقُ هو الإِنشاءُ الأَوّل فاللّه عزَّ وجلّ خَلَق الأَرضَ أَوَّلاً غير مَدْحُوَّة ثم خَلقَ السماءَ ثم دحَا الأَرضَ أَي بَسَطَها . قال : والآيات فيها متفقة ولا تناقض بحمد الله تعالى فيها عندَ مَن يَفهمها وإِنّمَا أُتِيَ الملحِدُ الطَّاعنُ فيما شاكلَها من الآيات من جِهَةِ غضبَاوَته وغلِظَ فَهْمِه وقِلّة عِلْمِه بكلام العرب . كذا في اللسان . قال شيخنا : وجعلَها بعض المُعْرِبين بمعنَى مع كما مرَّ عن المصباح أَي مع ذلك دَحَاها . وقال القاليُّ في أَماليه في قول المضرِّب بن كعْب :
فقُلْتُ لها فِييءِ إِليْكِ فإِنّني ... حَرَامٌ وإِنِّي بعدَ ذاكِ لَبيبُ أَي مع ذاكِ . ولَبيب : مُقيم . وقد يُرَادُ بها الآنَ في قول بعضِهم :
كما قَدْ دَعَاني في ابنِ مَنصورَ قَبْلَهَا ... وماتَ فمَا حانَتْ مَنِيَّتَه بَعْدُ أَي الآنَ . وأَبعَدَ فلانٌ في الأَرض إِذا أَمْعَنَ فيها . وفي حديث قتْل أَبي جَهْل هل أَبْعَدُ مِنْ رَجلٍ قَتلْتُمُوه قال ابن الأَثير : كذا جاءَ في سنن أَبي داوود ومعناها أَنْهَى وأَبَلغُ لأَنّ الشْيءَ المُتناهِيَ في نَوْعه يقال قد أُبعِدَ فيه . قَالَ : والرِّوايات الصحيحة : أَعْمَدُ بالميم . وأَبعدَه اللّهُ أَي لَعنَه اللّهُ
العَدُّ : الإِحصاءُ عَدَّ الشْيءَ يَعُدُّه عَدّاً وتَعدَاداً وعِدَّةً . وعَدَّدَه والاسمُ : العَدَدُ والعَدِيدُ قالَ الله تعالى : " وأَحْصى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً " قال ابنُ الأَثِيرِ : له مَعْنَيانِ : يكون أَحْصَى كُلَّ شْيءٍ مَعْدُوداً فيكون نصبه على الحالِ يقال : عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ عَدَّاً وما عُدَّ فهو مَعْدُودٌ وَعَدَدٌ كما يقال : نَفَضْتُ ثمر الشجر نَفْضَاً والمَنْفُوض نَفَضٌ . ويكونُ مَعْنَى قولهِ " وأَحْصَى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً " أَي إِحصاءً فأقَامَ عَدَداً مُقام الإِحصاءِ لأَنَّهُ بِمَعْنَاه . و في المصباح : قال الزَّجَّاجُ : وقد يكونُ العَدَدُ بمعنى المَصْدَرِ كقولهِ تعالى : " سِنِينَ عَدَداً " وقال جماعة : هو على بابِهِ والمعنَى : سِنِينَ مَعْدُودةً وإنما ذكرها على معنَى الأَعْوَامِ . وعَدَّ الشيءَ : حَسَبَهُ . و قالوا : العَدَد هو الكَمِّيَّةُ المُتَأَلِّفَة من الوَحَدَاتِ فيَخْتَصُّ بالمتعدِّد في ذاته وعلى هذا فالواحِدُ ليس بِعَدَدٍ لأَنه غير متعدِّد إِذ التَّعَدُّدُ الكَثْرَةُ . وقال النُّحاةُ : الواحِدُ من العَدَدِ لأنه الاَصْلُ المَبْنِيُّ منهُ ويَبْعُدُ أن يكون أَصلُ الشيء ليسَ منه ولأَنَّ له كَمِّيَّةً في نَفْسِهِ فإِنَّه إذا قيل : كَمْ عِنْدَك ؟ صَحَّ أَنْ يُقالَ في الجَوابِ : واحد كما يقال : ثلاثةٌ وغيرها . انتهى
وفي اللسان : وفي حديث لُقْمَان : ولا نَعُدُّ فَضْلَه عَلَيْنَا أي لا نُحْصِيه لِكَثْرَته وقيل : لا نَعْتَدُّه علينا مِنَّةً له . قال شيخُنا : قال جماعةٌ من شيوخنا الأَعلامِ : إنَّ المعروفَ في عَدَّ أنه لا يقال في مُطاوِعه : انْعَدَّ على انْفَعَلَ فقيل : هي عامِيَّةٌ وقيل رَدِيئةٌ . وأَشارَ له الخَفَاجيُّ في شرح الشفاء . وجمع العِدِّ الأَعدادُ وفي الحديث : " أَن أَبيضَ بنَ حَمَالٍ المازِنِيَّ قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسْتَقْطَعَه المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَهُ إِيَّاه فملا ولى قال رجلٌ : يا رسول الله أَتَدْرِي ما أَقْطعْتَه ؟ إِنماا أَقْطَعتَ له الماءَ العِدَّ . قال . فرَجَعَه مِنْهُ " . قال اللَّيْث : العِدُّ بالكسر مَوْضِعٌ يَتَّخِذُه الناس يَجْتَمِعُ فيه ماءٌ كَثيرٌ . والجمع الأَعدادُ . قال الأزهريُّ : غَلِطَ الليثُ في تفسيرِ العِدِّ ولم يَعْرِفْهُ . قال الأصمَعِيّ : الماءُ العِدُّ هو الجاري الدائمُ الذي له مادَّةٌ لا تَنْقَطِعُ كماءِ العَيْنِ والبئرِ . وفي الحديث " نَزَلُوا أَعْدَادَ مِياهِ الحُدَيْبِيَةِ " أَي ذواتِ المادَّةِ كالعُيُونِ والآبارِ قال ذو الرُّمَّةِ يذكر امرأةً حَضَرَت ماءً عِدّاً بعْدَ ما نَشَّتْ مِيَاهُ الغُدْرَانِ في القَيْظِ فقال :
دَعَتْ مَيَّةَ الأَعدَادُ واسْتَبْدَلَتْ بها ... خَنَاطِيلَ آجَالٍ من العينِ خُذَّلِ اسْتَبْدَلَتْ بها يَعْني منازِلَها التي ظَعَنَتْ عنها حاضِرةً أَعدادَ المياهِ فخالَفَتْهَا إِليها الوحشُ وأَقامتْ في منزِلِهَا وهذا استعارةٌ كما قال :
ولقد هَبَطتُ الوادِيَيْنِ ووادِياً ... يَدْعُو الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وقيل : العدُّ ماءُ الأَرْضِ الغَزِيرُ . وقيل : العِدُّ : ما نَبَعَ من الأَرضِ والكَرَعُ : ما نَزَلَ من السّماءِ . وقيل : العِدُّ : الماءُ القدِيمُ الذي لا يَنْتَزِحُ قال الراعي :
في كُلِّ غَبْرَاءَ مَخْشِيِّ مَتالِفُهَا ... دَيْمُومةٍ ما بِهَا عِدٌّ ولا ثَمَدُ وقال أَبو عَدْنَانَ : سَأَلْتُ أَبا عُبَيْدَة عن المَاءِ العِدِّ فقالَ لي : الماءُ العِدُّ بلغَةِ تَميمٍ : الكَثِيرُ . قال : وهو بِلُغَةِ بَكْرِ بنِ وائِلٍ : الماءُ القليلُ . قال : بَنُو تَمِيمٍ يَقُولون : الماءُ العِدُّ مثْلُ كاظِمَةَ جاهِليٌّ إِسْلامِيٌّ لم يُنْزَح قَطًّ . وقالت لي الكلابِيَّة : الماءُ العِدُّ : الرَّكِيُّ . يقال : أَمِنَ العِدِّ هذا أَم من ماءِ السَّماءِ . وأَنْشدتْنِي :
وماءٍ لَيْسَ من عِدِّ الرَّكَأيَا ... ولا جَلْبِ السّماءِ قد استقَيْتُوقالت : ماءُ كلِّ رَكِيَّة عدُّ قَلَّ أَو كَثُرَ . والعِدُّ : الكَثْرَةُ في الشَّيءِ يقال : إِنَّهم لَذُو عِدٍّ وقِبْص . وفي الحديث يَخْرُجُ جَيْشٌ من المَشْرِق آدَى شْيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكثَرُه عِدَّةً وَأَتَمَّه وأَشدُّه استعداداً . والعِدُّ : القَدِيم وفي بعض الأمهات : القَديمة من الرَّكايا وقد تقدَّم قولُ الكلابِيَّةِ . وفي المحكم : هو من قولهم : حَسَبٌ عِدٌّ : قَديمٌ . قال ابن دُرَيْد : هو مُشْتَقُّ من العِدِّ الذي هو الماءُ القدِيمُ الذي لا يُنْتَزِحُ هذا الذي جَرَت العادةُ به في العِبَارةِ عنه . وقال بعض المُتَحَذِّقِينَ : حَسَبٌ عِدٌّ : كَثِيرٌ تَشْبِيهاً بالماءِ الكثيرِ . وهذا غيرُ قَوِيٍّ وأَن يكونَ العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ وأَنشد أَبو عبيدةَ :
" فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعدادِ
" أَقْدَمَ من عادٍ وقَوْمِ عادِ وقال الحُطَيْئةُ :
أَتَتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأيٍ وإِنَّما ... أَتَتْهُمْ بها الأَحْلاَمُ والحَسَبُ العِدُّ والعَدَدُ : المَعْدُودُ وبه فُسِّرت الآيةُ " وأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً " وقد تقدم والعَدَدُ مِنْكَ : سنُو عُمرِكَ التي تَعُدُّهَأ : تُحْصِيها . وعن ابن الأَعرَابيِّ قال : قالت امرأَةٌ ورأَتْ رَجُلاً كانتْ عَهدَتْهُ شابّاً جَلْداً : أَي شَبَابُكَ وَجَلَدُك ؟ فقال : مَن طالَ أَمَدُه وكَثُرَ وَلدُه ورَقَّ عَدَدُه ذَهَبَ جَلَدُه . قوله : رَقَّ عَدَدُه أَي سُنوه التي يَعُدُّها ذَهَبَ أَكثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بَقِيَ فكانَ عِنْدَه رَقِيقاً . والعَدِيدُ : النِّدُّ والقِرْنُ كالعِدِّ والعِدَادِ بكسرهما يقال : هذه الدَّارهِمُ عَدِيدُ هذه الدراهِمِ أَي مِثْلُها في العِدَّةِ جاءُوا به على هذا المثَال من باب الكَمِيعِ والنَّزِيعِ . وعن ابن الأعرابيِّ : يقال : هذا عدَادُه وعِدُّه ونِدُّه ونَدِيدُه وبِدُّه وبَدِيدُهْ وسِيُّه وزِنُه وزَنُه وَحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وَعفْرُه ودَنُّه أَي مِثْلُه وقِرْنُه . والجمع الأَعْدَاد والأَبدَادُ قال أَبو دُوادٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوَةِ الأَعْ ... زَابِ ليس لها عَدائِدْ وجَمْعُ العَدِيدِ : العَدَائِدُ وهم النُّظَرَاءُ ويقال : ما أَكْثَرَ عَدِيدَ نبي فلانٍ . وبنو فلانٍ عَدِيدُ الحَصَى والثَّرَى إذا كانُوا لا يُحْصَوْنَ كثرةً كما لا يُحْصَى الحَصَى والثَّرَى أَي هم بِعَدَدِ هذينِ الكَثِيريْنِ . والعَدِيدُ من القَوْمِ : مَنْ يُعَدُّ فِيهِمْ وليس معهم كالعِدَادِ . والعَدِيدةُ : الحِصَّةُ قال ابن الأعرابيّ . والعِدَادُ : الحِصَصُ وجَمْعُ العَدِيدة : عَدائِدُ قال لَبِيد :
تَطِيرُ عَدَائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعاً ... وَوِتْراً والزعَأمةُ للغُلامِوقد فسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ فقال : العَدَائِدُ : المالُ والمِيراثُ والأَشْرَاكُ : الشَّرِكَةُ يَعْني ابنُ الأَعرابيّ بالشِّرِكَةُ جمع شَرِك أَي يَقتسمونها بينهم شَفْعاً وَوِتْراً سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ وسَهْماً سَهْماً فيقول : تّذْهَبُ هذه الأَنْصِباءُ على الدَّهْرِ وتَبْقَى الرِّياسَة لِلوَلَدِ . والأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وهي ثلاثةٌ بعدَ يَومِ النَّحْرِ . وأَمَّأ الأَيامُ المَعْلُوماتُ فعَشْرُ ذِي الحِجَّةِ عُرِّفَتْ تلك بالتَّقْلِيلِ لأَنَّها ثلاثةٌ . وعُرِّفَت هذه بالشُّهْرَةِ لأَنَّهَا عَشَرةٌ . وإِنما قُلِّل بِمَعْدُودةٍ لأَنَّهَأ نَقِيضُ قولِكَ لا تُحْصَى كَثْرةً . ومنه " وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ " أَي قليلة . قال الزَّجاج : كلُّ عددٍ قل أَو كَثُرَ فهو مَعْدُودٌ ولكنَّ مَعْدُودَات أَدلُّ على القِلَّةِ لأَنَّ كُلَّ تَقْلِيلٍ يُجْمَعُ بالأَلِفِ والتاءِ نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّامَأتٍ . وقد يَجُوزُ أَن تقعَ الأَلِفُ والتَّاءُ للتَّكْثِير . والعِدَّةُ . مَصْدَرٌ كالعَدِّ وهي أَيضاً : الجماعةُ قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ تقول : رأَيتُ عِدَّةَ رِجالٍ وعِدَّةَ نِساءٍ وأَنْفَذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جَماعة كُتُبٍ . وفي الحديث : لم تَكُنْ للمُطَلَّقَةِ عِدَّةٌ فأَنْزلَ الله تعالى العِدَّة للطَّلاقِ وعِدَّةُ المَرْأَةِ المُطَلَّقةِ والمُتَوفَّي زَوْجُها : هي ما تَعُدُّه من أَيَّأم أَقْرائِها أو أَيَّامِ حَمْلها أَو اَربعة أَشْهرٍ وعَشْر ليالٍ . وعِدَّتُها أَيضاً : أَيام إِحْدادِها على الزَّوْجِ وإِمساكِها عن الزِينةِ شُهُوراً كان أَو أَقراءً أَو وَضْعَ حَمْلٍ حَمَلَتْه من زَوْجِها وقد اعتَدَّت المرأَةُ عِدَّتَها من وَفَاةِ زَوْجِها أَو طَلاقِهِ إِيَّاها . وجَمْعُ عِدَّتِها عِدَدٌ . وأَصْلُ ذلك كله من العَدِّ . وقد انقضَتْ عِدَّتُها . وَعِدَّانُ الشيءِ بالفتح والكسر ولو قال : وعَدَّان الشيءِ ويكسر كان أَخْصَر : زَمَانُهُ وعَهْدُهُ قال الفرزدقُ يخاطب مِسْكِيناً الدارِميَّ وكان قد رَثَى زيادَ ابن أَبيه :
أَمِسْكِينُ أَبكَآ اللهُ عَينكَ إِنّمَا ... جَرَى في ضَلالِ دَمْعُها فتَحَدَّر
أَقولُ له لَمَّا أَتانِي نَعِيُّهُ ... بِهِ لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرا
أَتَبْكِي امْرَأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً ... ككِسْرَى على عِدَّانِه أَوْ كَقَيْصَرَا وأَنا على عِدَّانِ ذلكَ أَي حِينِه وإِبَّانِهِ عن ابن الأَعرابِيّ . وأَوردَه الأَزهريُّ في عَدَنَ أيضاً . وجِئْتُ على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلِكَ وعَدَّانِ تَفْعَل ذلك أَي حِينِه . أَو معنى قولهم : كان ذلك في عِدَّانِ شَبَابِه وعِدَّانِ مُلْكه هو أَوَّلُهُ وأَفْضَلُهُ وأَكثرُه . قال الأَزهريُّ : واشتقاقُ ذلك من قولهِم : أَعَدَّهُ للأَمْرِ كذا : هَيَّأَهُ له وأَعْدَدتُ للأَمْرِ عُدَّته ويقال : أَخَذَ للأَمْر عُدَّتَهُ وعَتَادَه بِمَعنىً قال الأَخفشُ : ومنه قوله تعالى : " جَمَعَ مالاً وعَدَّدَهُ " أَي جَعَلَهُ عُدَّةً للدَّهْرِ ويقال : جَعَلَه ذا عَدَدٍ . واستَعَدَّ له : تَهَيَّأَ كأَعَدَّ واعْتَدَّ وتَعَدَّدَ قال ثَعْلبٌ : يُقالُ : استَعْدَدتُ للمَسائل وتَعدَّدْتُ . واسم ذلك : العُدَّةُ . ويقال : هُم يَتَعَادُّونَ ويَتَعَدَّدُون على أَلْفٍ أَي يَزِيدُون عليه في العَدَدِ وقيل : يَتَعَدَّدُون عليه : يَزِيدُون عليه في العَدَد ويَتعادُّونَ : إذا اشتركوا فيما يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المكارمِ . والمَعَدَّانِ : مَوْضِعُ دَفَّتَي السَّرْجِ على جَنْبَيْهِ من الفَرَسِ تقولُ : عَرِقَ مَعَدَّاه وأَنشدَ اللِّحْيَانِيُّ :
" كَزِّ القُصَيرَى مُقْرِفِ المَعَدِّوقال : عَدَّه مَعَدّاً وفَسَّرَه ابنُ سيده وقال : المَعَدُّ هُنا : الجَنْبُ لأَنَّه قد قال : كَزَّ القُصَيْرَى والقُصَيْرَى عُضْوٌ فمُقَابَلَةُ العُضْوِ بالعُضْوِ خَيْرٌ من مقابلَتِهِ بالعِدَّةِ . ومَعَدُّ بنُ عَدْنَانَ : أَبو العرب والمِيمُ زائدةٌ أو المِيمُ أَصْلِيَّةٌ لقولهم : تَمَعْدَدَ لِقِلةِ تَمَفْعَلَ في الكلام وهذا قولُ سيبويهِ وقد خُولِفَ فيه . وتَمَعْدَدَ الرَّجُلُ أًَي تَزَيَّا بِزِيِّ مَعَدٍّ في تَقَشُّفِهِم أَو تَنَسَّبَ هكذا في النُّسخ . وفي بعضها : أَو انْتَسَبَ إِليهِمْ أَو تكلَّم بكَلامِهِمْ أَو تَصَبَّرَ على عَيْشِهِمْ ونقَلَ ابن دِحْيَةَ في تاب التَّنْوِير له عن النُّحاةِ : أَنَّ الأَغلبَ على مَعَدٍّن وقُرَيْشٍ وثَقِيفٍ التذكيرُ والصَّرْفُ وقد يُؤَنَّثُ ولا يُصْرَفُ . قاله شيخنا . وقولُ الجَوْهَرِيِّ : قال عُمَرُ رضي الله عنه الصَّوابُ : قال رسول اللهِن صلى الله عليه وسلم : " تَمَعْدَدُوا وخْشَوْشِنُوا وانتَضِلُوا وامشُوا حُفاةً " أَي تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدٍّ وكانوا أَهلَ تَقَشُّفٍ وغِلْظَةٍ في المَعَاشٍ يقول كُونُوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزيَّ الأَعاجِمِ . وهكذا هو في حديث آخَرَ : " عَلَيْكُم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّةِ " . وفي الناموس وحاشية سَعْدِي جلبي وشرحِ شيخنا : لا يَبْعُدُ أن يكون الحديث جاء مرفوعاُ عن عمر فليس للتَّخْطئِةِ وجهٌ والحديثُ ذكره السيوطي في الجامع رواه الطَّبرانِيُّ عن ابن حَدْرَدٍ هكذا في النُّسَخِ . وفي بعضٍ : ابن أَبي حَدْرَد . وهو الصّواب وهو : عبد اللهِ بن أبي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيُّ . أَخرجه الطَّلرانِيُّ وأَبو الشَّيخ وابن شاهين وأبو نُعَيمٍ كُلُّهم من حديثِ يَحيى بن أبي زائدةَ عن ابن أبي سعيدٍ المقْبُرِيّ عن أبيه عن القعقاع عن ابن أبي حَدْرَدٍ . قال الهَيْثَميُّ : عبد الله بن أَبي سَعِيد ضَعِيفٌ . وقال العِراقيُّ : ورواه أيضاً البَغَوِيُّ وفيه اختلاف . ورواه ابنُ عَدِيٍّ من حَدِيُِ أَبي هريرة . والكُلُّ ضَعيفٌ . وأوردَه ابنُ الأَثِيرِ فقال : وفي حديث عُمر : " واخْشَوْشِنُوا " بالنون كما في الرِّواية المشهورة وفي بعضها بالموحَّدِةِ . وفي رواية أُخْرَى : تَمَعَّزُوا بالزاي من المَعْزِ وهو الشِّدَّةُ والقُوَّةُ . وقد بَسَطَه ابنُ يَعِيشَ في شَرْحِ المُفَصَّلِ . ويقال : تَمَعْدَدَ الغُلامُ إذا شَبَّ وغَلُظَ قال الراجِزُ :
" رَبَّيْتُه حتَّى إذا تَمَعْدَدَا وفي شرح الفصيح لأبي جَعفَرٍ : والمُعَيْدِيُّ فيما قاله أبو عُبَيْدٍ حاكِياً عن الكِسَائيِّ تَصْغِيرُ المَعَدِّيّ هو رَجُلٌ مَنْسوبٌ إلى مَعَدٍّ . وكانَ يَرى التَّشدِيدَ في الدَّالِ فيقول : المُعَيِدِّيّ . قال أَبو عُبَيدٍ : ولم أسمع هذا من غيره قال سيبويه : وإِنَّما خُفِّفَت الدَّالُ من المُعَيْدِيّ استثقالاً للتشديدين أي هَرباً من الجمعِ بينهما مع ياءِ التَّصغير . قال سيبويه : وهو أكثرُ في كلامِهِمْ من تَحْقِيرِ مَعَدِّيٍّ في غيرِ هذا المَثَلِ يَعْنِي أَنَّهُم يُحَقِّرُونَ هذا الاسم إذا أرادوا به المثل . قال سيبويه : فإن حَقَّرت مَعدِّيّ ثَقَّلْتَ الدَّالَ فقلتَ مُعَيِدِّيّ . قال ابن التيانِيّ : يعني إذا كان اسم رجلٍ ولم تُرِدْ به المثل وليس من باب أُسَيْدِيٍّ كَرَاهَةَ تواليس الياآتِ والكَسرات فحُذِفَتْ ياءٌ مكسورةٌ وإنما حذفت من معدِّيّ دالٌ ساكنةٌ لا ياءٌ ولا كَسرةٌ فعلم أن لا عِلة لحذفِهِ إلا الخِفَّةُ وأنه مثلٌ كذا تُكُلِّم به فوجَبَ حِكايَتُه وقال ابن دُرُسْتَويْهِ : الأَصلُ في المُعَيْدِيّ تشديدُ الدَّالِ لأَنَّه في تقديرِ المُعَيْدِدِيِّ فكُرِهَ إظهار التضعيفِ فأدغم الدال الأولى في الثانية ثم استثقِلَ تشديدُ الدالِ وتشديدُ الياءِ بعدها فخففت الدالُ فقيل : المُعَيْديّ وبَقِيَت الياءُ مشسَدَّدةً . وهكذا قاله أبو سعيدٍ السِّيرافيُّ وأنشدَ قول النابغة :
ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عَنْهُمْ وغَرَّهُمُ ... سَنُّ المُعَيْدِيّ في رَعْيٍ وتَغْرٍيبِوهذا المثل على ما ذكره شرَّاحُ الفصيحِ فيه روايتانِ وتَتَولَّدُ منهما رواياتٌ أخَرُ كما سيأتي بيانها إحداهُما : تَسْمَعُ بضم العين وحذف أَنْ وهو الأَشْهَرُ قاله أبو عُبَيْدٍ ومثله قول جميلٍ :
جَزِعْتُ حِذارَ البَيْنِ يومَ تَحَمَّلُوا ... وحَقَّ لمِثْلِي يا بُثَيْنَةُ يَجْزَعُ أراد : أَن يَجْزَعَ فلما حَذف أن ارتفع الفِعْلُ وإن كانت محذوفةً من اللفظِ فهي مُرادةٌ حتى كأنها لم تحذفْ . ويدلّ على ذلك رفعُ تَسْمَعُ بالابتداءِ على إِرادة أَنْ . ولولا تقديرُ أَن لم يَجُزْ رفعُه بالابتداءِ . ورُوِيَ بنصْبِها على إِضْمارِ أَن وهو شاذٌّ يُقتَصر على ما سُمعَ منه نحو هذا المَثَلِ ونحو قولِهم . خُذ اللِّصَّ قبل يأْخُذك بالنصب ونحو " أَفَغَيْرَ الله تَأْمُرونيِّ أَعْبُد " بالنصب في قراءَةٍ . قال شيخُنا : وكونُ النصبِ بعد أَن محذوفةً مقصوراً على السَّماع صَرَّح به ابنُ مالكٍ في مواضِعَ من مصنَّفاتِه والجوازُ مَذهبُ الكوفيّين ومن وافَقَهُم بالمُعَيْدِيِّ قال الميدانيُّ وجماعةٌ : دخلتْ فيه الباءُ لأنه على معنى تُحدَّث به وأَشار الشِّهاب الخَفاجيُّ وغيرُه إلى أنه غيرُ مُحْتَاجٍ للتأْويلِ وأَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ كذلك . وسَمِعْت بكذا من الأَمرِ المشهورِ . قال شيخُنا وهو كذلك كما تَدلُّ له عباراتُ الجُمْهورِ خَيْرٌ خَبَرُ تَسْمَع . والتقديرُ أَن تَسمعَ أو سماعُكَ بالمُعَيْدِيِّ أَعظم من أَن تراهُ أَي خَبَرُهُ أَعظمُ من رُؤْيتهِ . قال أبو جَعْفَرٍ الفهريُّ : وليس فيه إِسنادٌ إلى الفِعْلِ الذي هو تَسْمع كما ظَنَّه بعضُهم . وقال : قد جاءَ الإِسنادُ إلى الفِعْل . واستَدلَّ على ذلك بهذا المَثَلِ . وبقوله تبارَكَ وتعالى " ومن آياتِهِ يُرِيكُم البَرْقَ ؟ " وقول الشاعر :
" وحَقَّ لِمِثْلي بابُثَيْنَةُ يَجْزَعُقال : فالفِعْلُ في كلّ هذا مبتدأٌ مسندٌ إليه أو مفعولٌ مسندٌ إليه الفعل الذي لمْ يُسَمَّ فاعِلُه . وما قاله هذا القائلُ فاسِدٌ لأن الفِعْلَ في كلامِهم إنما وضعَ للإخبارِ به لا عنه . وما ذكره يمكن أن يُردَّ إلى الأَصلِ الذي هو الإِخبارُ عن الاسم بأَن تُقَدَّر في الكلامِ أَن محذُوفَةً للعِلْم بها فتقديرُ ذلك كُلِّه : أن تَسْمَعَ بالمُعِيدِيِّ خَيْرٌ من أَن تَرَاه . ومن آيَاتِه أَن يُريَكُم البَرْقَ . وحَقَّ لِمِثْلِي أَن يَجْزَعَ . وأَنْ وما بعَدَها في تَأْويل اسمٍ فيكون ذلك إذا تُؤوِّلَ على هذا الوَجْهِ من الإخبارِ عن الاسمِ لا من الإخبار عن الفِعْلِ . كذا في شرح شيخِنا . قال أبو جعفر : ورويَ من عَنْ تَرَاه قاله الفراءُ في المصادر يعني أَنه ورد بإِبدال الهمزةِ في أَنْ عيناً فقيل عن بدل أَن وهي لغةٌ مشهورةٌ كما جَزَمَ به الجماهِيرُ . أَو المثلُ " تَسْمَعُ بالمُعَيْديِّ لا أن ترَاهُ " بتجريد تسمعُ من أَنْ مرفوعاً على القياس ومنصوباً على تَقدِيرها وإِثبات لا العاطِفةِ النافيةِ وأَنْ قبْلَ : تراه وهي الرِّواية الثانية . وقد صحَّحها كثيرون . ونقل أَبو جَعْرٍ عن الفَرَّاءِ قال : وهي في بَني أَسَدٍ وهي التي يَختارُها الفصحاءُ . وقال ابنُ هشامٍ اللَّخْمِيُّ : وأَكثرُهم يقول : لا أَنْ تراه . وكذلك قاله ابن السِّكِّيت . قال الفَرَّأءُ : وقَيْسٌ تقول : لأَنْ تَسمعَ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه وهكذا في الفصيح . قال التّدْمريُّ فاللام هنا لامُ الابتداءِ وأَن مع الفِعْلِ بتأْوِيلِ المصدر في موضعِ رَفْعٍ بالابتداءِ . والتقديرُ : لِسَمَاعُكَ بالمُعيِدِيِّ خيرٌ من رُؤيَتِهِ . فسَمَاعُكَ : مبتدَأٌ . وخيرٌ : خَبَرٌ عنه . وأَن تراه : في موضعِ خَفْضٍ بِمِنْ . قال : وفي الخَبَرِ ضميرٌ يعود على المصدرِ الذي دَلَّ عليه الفِعْلُ وهو المبتدأُ كما قالوا : من كذب كان شرّاً له . يضْربُ فيمن شُهِرَ وذُكِرَ وله صِيتٌ في الناس وتُزْدَرَي مَرْآتُهُ أَي يُسْتَقْبَحُ مَنْظَرُه لِدَمَامَيِهِ وحقَارَتِهِ أَو تأْويلُهُ أمرٌ قالهُ ابن السِّكِّيت أَي اسْمَعْ بهِ ولا تَرَهُ . وهذا المَثَلُ أَوردَهُ أَهل الأمثال قاطِبَةً : أَبو عُبَيْدٍ أَوَّلاً . والمُتَأَخِّرُون كالزَّمَخْشَرِيِّ والمَيْدانِيِّ . وأَورده أَبو العَبّاسِ ثَعْلَبٌ في الفَصِيح بروايتَتَيْهِ وبَسطه شُرَّاحُه . وزادوا فيه . قال سيبويْه : يُضْرَب المَثَلُ لمن تَراه حَقِيراً وقَدْرُه خَطِيرٌ . وخَبَرُه أَجَلُّ من خُبْرِه . وأَوّلُ من قاله النُّعمانُ بن المنذر أو المُنْذِرُ بن ماء السماء . والمُعَيْديُّ رجلٌ من بني فِهْرٍ أو كِنانةَ واختُلِفَ في اسمِهِ : هل هو صَقْعَب بن عَمْرٍو أَو شِقَّة بن ضَمْرةَ أَو ضَمْرَة التَّمِيمِيّ وكان صَغِيرَ الجُثَّةِ عَظِيم الهَيْئةِ . ولَمَّا قِيل له ذلك قال : أَبَيْتَ اللَّعْنَ إِنَّ الرجالَ ليسُوا بِجُزُرٍ يُرادُ بها الأَجسام وإِنَّما المرءُ بأَصْغَرَيْهِ . ومثله قال ابن التّيانيّ تبعاً لصاحب العَيْن وأبو عُبَيْدٍ عن ابن الكَلْبِيِّ والمفضَّل . وفي بعضِها زياداتُ على بعضٍ . وفي رواية المفضَّل : فقال له شِقَّة : أَبيتَ اللَّعْن : إِنَّمَا المرءُ بِأَصْغَرَيْهِ : لسانِهِ وقَلْبِهِ إذا نَطَق نَطَق ببَيَان وإذا قاتَلَ قاتل بِجَنان . فعَظُم في عَيْنِه وأَجزل عَطِيَّتَه . وسَمَّاه باسمِ أَبيه فقال له : أَنتَ ضَمْرةُ بنُ ضَمْرَةَ . وأَورده العلاَّمة أَبو عليٍّ اليوسيّ في زَهر الأَكم بأَبْسَطَ من هذا وأَوضَحَ الكلامَ فيه . وفيه : أَن هذا المثلَ أَولَ ما قِيلَ لخَيْثَم بنِ عَمْرٍو النَّهْديّ المعروفِ بالصّقعَب الذي ضُرب به المثَلُ فقيل : أَقْتَلُ مِن صَيْحَةِ الصَّقْعَب . زَعَمُوا أن صاحَ في بطن أمه وأنه صاحب بقومٍ فهلكوا عن آخرِهم . وقيل : المثلُ للنعمانِ بن ماء السماء قاله لشِقّة بن ضَمْرة التّميميّ . وفيه : فقال شِقّة : أَيُّها الملِكُ إِنَّ الرجالَ لا تُكال بالقُفْزَان ولا تُوزَن بالمِزَأن . وليست بمُسوكٍ ليُسْتَقَى فيها الماءُ . وإنما المرءُ بأَصْغَرَيْه : قَلْبِه ولِسَانِه إِن قال قال بِبَيان وإن صالَ صال بجَنان : فأَعْجَبَهُ ما سَمِعَ منه . قال أَنت ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ . قال شيخنا : قالوا : لم يَر الناسُمن زَمَنِ المُعَيْدِيِّ إلى زَمن الجاحظ أَقبحَ منه ولم يرَ من زمنِ الجاحظِ إلى زمن الحَرِيريِّ أَقْبَح منه . وفي وفيات الأَعيان لابن خلكان أَن أبا محمد القاسمَ بن علي الحريريَّ رحمه الله جاءه إنسان يَزُوره ويأْخُذ عنه شيئاً من الأدب وكان الحريريُّ دَميم الخِلْقة جِدّاً فلما رآه الرجلُ استزرَى خِلْقَتَه فَفَهِمَ الحريريُّ ذلك منه فلما طلب الرجل من الحريري أن يُمْلِيَ عليه شيئاً من الأَدب قال له : اكتب : ن زَمَنِ المُعَيْدِيِّ إلى زَمن الجاحظ أَقبحَ منه ولم يرَ من زمنِ الجاحظِ إلى زمن الحَرِيريِّ أَقْبَح منه . وفي وفيات الأَعيان لابن خلكان أَن أبا محمد القاسمَ بن علي الحريريَّ رحمه الله جاءه إنسان يَزُوره ويأْخُذ عنه شيئاً من الأدب وكان الحريريُّ دَميم الخِلْقة جِدّاً فلما رآه الرجلُ استزرَى خِلْقَتَه فَفَهِمَ الحريريُّ ذلك منه فلما طلب الرجل من الحريري أن يُمْلِيَ عليه شيئاً من الأَدب قال له : اكتب : ما أَنْتَ أَولُ سارٍ غَرَّهُ قَمَرٌ ورائدٍ أَعجبتْهُ خُضرَةُ الدِّمَنِ
فاخْتَرْ لنفسك غيرِي إِنَّني رَجُلٌ ... مِثْلً المًعَيْدِيِّ فاسمَعْ بي ولا تَرَنِي وزاد غيرُ ابن خلكان في هذه القصةِ أن الرجل قال :
كانتْ مُساءَلَةُ الرُّكْبَانِ تُخْبِرُنا ... عَنْ قاسمِ بنَ عَلِيٍّ أَطيَبَ الخَبَرِ حتَّى الْتَقَيْنَا فلا واللهِ ما سَمِعَتْ أُذْنِي بأَحْسَنَ مِمّا قد رَأَى بصَرِي وذو مَعَدِّيِّ بْنُ بَرِيمٍ كَكَرِيم ابن مَرْثَد قَيْلٌ من أَقْيَالِ اليَمن والعِدادُ بالكسر : العطاءُ ويومُ العِدَادِ : يوم العَطَاءِ قال عُتَيْبَة بن الوَعْل :
وقائلةٍ يومَ العِدَادِ لِبَعْلِها ... أَرى عُتْبَة بن الوَعْلِ بَعِدي تَغَيَّرَا ويقال : بالرجل عِدَادٌ أي مَسٌّ من جنونٍ وقيَّدَه الأَزهريُّ فقال : هو شِبْهُ الجُنونِ يأْخذ الإنسان في أَوقاتٍ مَعلومةٍ . والعِدَادُ : المُشَاهًَدَةُ ووَقْتُ المَوْتِ قال أَبو كَبيرٍ الهُذَلِيُّ :
هَلْ أَنْتِ عارِفَةُ العِدَاد فتُقْصِرِي ... أَم هَلْ أَراحَكِ مَرَّةً أَن تَسْهَرِي معناه : هل تَعرف ين وَقْتَ وفاتِي . وقال ابن السِّكِّيتِ : إذا كانَ لأَهْلِ المَيِّتِ يومٌ أَو ليلةٌ يُجتمع فيه للنِّياحة عليه فهو عِدادٌ لهم . والعِدَاد من القَوْس : رَنِينُهَأ وهو صَوتُ الوَتَرِ : ؟ قال صَخْرُ الغَيِّ :
وسيَمْحَةٌ من قِسِيٍّ زارةَ حَم ... راءُ هَتُوفٌ عِدَأدُها غَردُ كالعَدِيدِ كأَمير . والعِدَاد : اهْتِيَاجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ بَعْدَ تَمَامِ سنةٍ فإذا تَمَّت له مُذْ يَوْمَ لُدِغَ هَاجَ به الأَلمُ كالعِدَدِ كَعِنَبٍ مقصورةٌ منه . وقد جاءَ ذلك في ضرورةِ لاشِّعْر . ويقال : به مَرضٌ عِدادٌ وهو أَن يَدَعَه زَماناً ثم يُعاوِدَه وقد عادَّه مُعَادَّة وعِدَاداً . وكذلك السَّلِيمُ والمَجْنُونُ كأَنَّ اشتقاقَه من الحِسَاب من قِبَلِ عَدَدِ الشُّهُورِ والأَيَّامِ ويقال : عادَّتْهُ اللَّسْعَةُ مُعَأدَّةً إذا أَتَتْهُ لِعِدادٍ ومنه الحديثُ المشهور : ما زالتْ أَكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَأدُّنِي فهذا أَوانَ قَطَعَتْ أَبْهَرِي أَي يُرَاجِعُني ويُعَاوِدُني أَلَمُ سمِّهَأ في أَوقاتٍ مَعْلُومة وقال الشاعر :
يُلاقِي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى ... كما يَلْقَى السَّلِيمُ من العِدَادِ وقيل : عِدَادُ السَّلِيم أَن تَعُدَّ له سَبْعَةَ أَيَّامٍ فإِن مَضَتْ رَجَوْا له البُرءَ وما لم تَمْضِ قيل هو في عِدَادِه . ومعنى الحديث : تُعادُّنِي : تُؤْذِيني وتُراجِعُنِي في أَوقاتٍ معلومةٍ كما قال النابِغةُ في حَيَّةٍ لدَغت رَجُلاً :
" تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُرَاجِعُ ويقال : به عِدَادٌ من أَلمٍ أَي يُعاوِدُه في أوقاتٍ مَعْلُومةٍ . وعِدَادُ الحُمَّى : وقْتُها المعروفُ الذي لا يكاد يخْطِئهُ . وعَمَّ بعضهم بالعِدَادِ فقال : هو الشيءُ يأْتِيك لِوَقْتِهِ مثل الُحمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ وكذلك السّمُّ الذي يقتل لوقتهِ وأَصله من العَدَدِ كما تقدَّموقال ابنُ شُمَييل : يقال : أَتيتُ فُلاناً في يومِ عِدادٍ أَي يوم جمعةٍ أو فطرٍ أو أَضْحَى . ويقال : عِدَادُه في بَنِي فُلانٍ أَي يُعَدُّ منهم ومعُهم في الدِّيوانِ وفلانٌ في عِدَادِ أَهْلِ الخَيْرِ أَي يُعَدُّ منهم . والعرب تقول : لَقِيتُهُ عِدَادَ الثُّرَيَّا القَمَرَ أَي مرّةً في الشَّهْرِ وما يأتينا فلانٌ إلا عِدَادَ الثُّريَّا القمر وإلا قِرَانَ القَمَرِ الثُّرَيَّا . أَي ما يأْتِينا في السَّنَةِ إِلاَّ مَرَّءً واحدةً أَنشدَ أبو الهَيْثَم لأُسَيْد بن الحُلاَحِلِ :
إِذا ما قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا ... لِثَالِثَةٍ فقد ذَهَب الشِّتَاءُ قال أَبو الهَيْثمِ : وإِنَّمَأ يُقارِنُ القَمرُ الثُّريَّا ليلة ثالثةً من الهِلال وذلك أول الربيعِ وآخِرَ الشِّتَاءِ . ويقال : ما أَلْقَاه إِلا عِدَّةَ الثُّرَيّا القَمَرَ وإلا عِدادَ الثُّريَّا القَمَرَ وإلا عِدادَ الثريا من القمرِ أَي إلا مرةً في السنة . وقيل : في عِدَّةِ نُزُولِ القمَرِ الثُّرَيَّا . وقيل : هي ليلةٌ في كلِّ شَهْرٍ يلتقِي فيها الثريّا والقمرُ . وفي الصحاح : وذلك أن القمرَ يَنزِل الثُّريَّا في كل شهرٍ مرةً . قال ابن بَرِّيٍّ : صوابه أن يقول : لأن القمر يُقارِنُ الثريَّا في كلِّ سَنَةٍ مَرةً . وذلك في خَمْسَةِ أَيام من آذار وعلى ذكل قول أُسَيْدِ بن الحُلاحِل :
" إِذا ما قَأرَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا البَيْت وقال كُثَيِّر :
فدَعْ عنك سُعْدَى إِنّما تُسْعِفُ النَّوَى ... قِرَانَ الثُّرَيَّأ مَرّةً ثم تَأْفُلُ قال ابن منظور : رأَيتُ بخطْ القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان : هذا الذي استدركه الشيخ علي الجوهريِّ لا يَرِدُ عليه لأنه قال : إن القمر ينزل الثُّريا في كل شهر مرة . وهذا كلامٌ صحيحٌ لأن القمرَ يقطع الفَلكَ في كل شهرٍ مرةً ويكون كلَّ ليلةِ في مَنْزِلةٍ والثُّريا من جُملة المنازل فيكون القَمرُ فيها في الشهر مرةً : ويقال : فلانٌ إنما يأتي أهله العِدَّةَ أَي في الشَّهْر والشَّهْرَينِ وما تعرَّض الجوهريُّ للمقارَنةِ حتى يقولَ الشيخُ : صَوابُه كذا وكذا . والعَدْعَدَةُ : العجلة والسرعةُ عن ابن الأعرابي . وعَدْعَدَ في المَشْيِ وغَيْرِه عَدْعَدَةً : أَسرَعَ . والعَدْعَدةُ : صَوْتُ القَطَا عن أَبي عُبَيْدٍ . قال : وكأَنَّهَا حِكايةٌ . وعَدْعَدْ : زَجْرٌ للبَغْلِ قاله أبو زيد قال وعدَسْ مثله . وعَدِيدٌ كأَميرٍ : ماءٌ لِعَمِيرةَ كسَفِينةٍ بطن من كلب . والعُدُّ والعُدَّةُ بضمِّهما بَثرٌ يكون في الوَجْه عن ابن جِنِّي وقيل : هما بَثْرٌ يَخْرُج في وفي بعض النُّسخ : على وُجُوهِ المِلاحِ يقال : قد اسْتَمْكَتَ العُدُّ فاقْبَحْهُ أَي ابيضَّ رأْسُه فاكْسِرْه هكذا فَسَّروه
ومما يستدرك عليه : حكى اللِّحْيَانيُّ عن العرب : عَدَدتُ الدَّراهِمَ أَفراداً ووِحَاداً وأَعْددتُ الدَّرَاهِمَ أَفراداً ووِحَاداً ثم قال : لا أَدري أمن العَدَدِ أَم من العُدَّةِ . فشَكُّه في ذلك يَدُلُّ على أن أَعددت لُغَةٌ في عَدَدْتُ ولا أَعرفها . وعَدَدْتُ : من الأَفعالِ المتعدِّيَة إلى مَفْعُولَيْنِ بعدَ اعتِقادِ حذفِ الوَسيط يقولون : عَدَدْتكَ المالَ وعَدَدْت لك ولم يَذكر المالَ . وعادَّهم الشْيءُ : تَساهَمُوه بينهم فسَاوَاهُم وهم يَتعادُّون إذا اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مَكارِمَ أَو غيرِ ذلك من الأشياءِ كُلِّهَا . والعَدَائِدُ : المَالُ المُقْتَسمُ والميراثُ وقول أبي دُوَادٍ في صِفَة فَرَسٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوةِ الأَعْ ... زابِ ليسَ لها عَدائِدْفسَّره ثَعلبٌ فقالك شَبَّهها بعصا المُسَافِرِ لأنها مَلْساءُ فكأَنَّ العَدائِدَ هنا العُقَدُ وإن كان هو لم يُفَسِّرها . وقال الأَزهريُّ : معناه ليس لها نَظَائِرُ . وعن أبي زيد : يقال : انقضَتْ عِدَّةُ الرَّجُلِ إذا انقضَى أَجَلُه وجمعُها : العِدَدُ . ومثله : انقضتْ مُدَّتُه . وجمعها المُدَدُ . وإِعْدَادُ الشيءِ واعتِدادُه واسْتِعْدَاده وتَعْداده : إِحضارُه . والعُدَّةُ بالضّمِّ : ما أَعددْتَه لحوادِثِ الدَّهْرِ من المالِ والسِّلاحِ يقال : أَخَذَ للأَمْرِ عُدَّتَه وعَتادَه بمعنًى كالأهْبة قال الأَخفشُ . وقال ابن دُرَيد : العُدَّة من السِّلاحِ ما اعتَدَدْته خَصَّ بِهِ السِّلاح لفظاً فلا أَدري : أَخَصَّه في المَعْنَى أَم لا . والعِدَادُ بالكسر : يومُ العَرْضِ وأَنشد شَمِرٌ لجَهْم بن سَبَل : مِنَ البِيضِ العَقَائلِ لم يُقَصِّرْ بِهَا الآباءُ في يومِ العِدَادِ قال شَمر : أَراد يوم الفَخارِ ومَعادَّةِ بعضِهِم بعضاً . والعِدَّانُ : جمع عَتُودٍ . وقد تقدَّم . وتَمَعْدَدَ الرجلُ : تَباعَدَ وذهَب في الأرض قال معنُ بن أَوْسٍ :
قِفَا إِنَّها أَمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها ... وإن كانَ من ذِي وُدِّنَا قَدْ تَمَعْدَدَا وهو من قولهم : مَعَدَ في الأرضِ إذا أَبْعَدَ في الذَّهابِ وسيذكر في فصل : مَعَدَ مستوفى